عون يُحيي نظرية المؤامرة في استهداف مرفأ بيروت

بيروت - طلب الرئيس اللبناني ميشال عون الجمعة رسميا من روسيا الحصول على صور الأقمار الصناعية ليوم انفجار مرفأ العاصمة بيروت في 4 أغسطس 2020، في طلب وصفه مراقبون بمحاولة لإحياء نظرية المؤامرة في استهداف المرفأ بواسطة صاروخ وهو سيناريو فنده المحققون الفرنسيون في الانفجار واستبعدته أجهزة استخبارات غربية.
ويأتي طلب الرئيس اللبناني في وقت يقود فيه حزب الله، حليف عون، ضغوطا متصاعدة لاستبعاد المحقق العدلي في انفجار بيروت القاضي طارق بيطار، وهو ما ترفضه عائلات ضحايا شهداء المرفأ وتعتبره محاولة لطمس الحقيقة وعدم محاسبة الجناة.
وقال البيان لرئاسة الجمهورية، إن عون “طلب رسميا من السفير الروسي ألكسندر روداكوف إبلاغ السلطات الروسية رغبة لبنان في الحصول على صور الأقمار الصناعية العائدة ليوم الانفجار في مرفأ بيروت”.
ونقل البيان عن عون قوله “علّ هذه الصور توفر معلومات إضافية يمكن أن تفيد التحقيق القضائي في الجريمة”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كشف في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية للاجتماع السنوي الثامن عشر لمنتدى فالداي الدولي، في مدينة سوتشي، أن روسيا تمتلك صور الأقمار الصناعية المتعلقة بانفجار المرفأ، وقال إنه “لا يعرف كيف ستقدّم هذه الصور المساعدة في ملف التحقيقات”.
ويرى مراقبون أن تدخل روسيا على خط انفجار المرفأ بيروت لا يخلو من مساعيها للعب دور مستقبلي في لبنان عن طريق حليفها حزب الله.
ويشير هؤلاء إلى أن إعلان موسكو أن بحوزتها صورا للأقمار الصناعية في انفجار المرفأ يأتي لدعم حليفها الاستراتيجي في المنطقة، حزب الله، الذي تتوجس قياداته حسب محللين غربيين من كشف تورط الحزب في الحادثة إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وتتساءل أوساط سياسية لبنانية عن سبب التهجم على المحقق في حادثة بيروت رغم أنه لم يتهم أي طرف سياسي بالمسؤولية عن الحادثة، بما في ذلك حزب الله.
وتشير هذه الأوساط إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بوضع نفسه في مواجهة مع المحقق يعزز ما تتداوله وسائل إعلام غربية ومحلية من شكوك في وجود دور ما للحزب في حادثة انفجار مرفأ بيروت.
ولم يرشح عن تحقيقات القاضي بيطار ما يؤشر على وجود علاقة بين نيترات الأمونيوم التي تسببت في انفجار المرفأ وبين حزب الله.
وفي الرابع من أغسطس 2020، وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، أسفر عن مصرع 219 شخصاً وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، فضلا عن دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية، وفق أرقام رسمية.
وإثر الانفجار مباشرة، روجت وسائل إعلام مقربة من حزب الله إلى استهداف المرفأ بواسطة صاروخ أو مقذوف من طائرة نفاثة، في محاولة للترويج بأن الانفجار كان نتيجة استهداف من الخارج وربما من إسرائيل.
واستبعد المحقّقون الفرنسيون في انفجار مرفأ بيروت نظريّة استهداف المرفأ بصاروخ، أو عبوة ناسفة.
وتسلّم بيطار، التقرير من المحققين الفرنسيين، بعد ملخّص تقرير أوّلي كان تسلّمه المحقق العدلي السابق فادي صوّان.
وخلُص التقرير إلى استبعاد فرضية استهداف المرفأ بصاروخ، بالاستناد إلى تحليل التربة في موقع الانفجار الذي بيّن عدم وجود عامل خارجي (سواء عبوة ناسفة أو صاروخ) تسبب بالانفجار.
ومن جانبه، دحض تقرير أعدّه نيك ووترز الضابط السابق بالجيش البريطانيّ والمتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي والاستخبارات – فكرة سقوط صاروخ على المرفأ والذي أظهرته فيديوهات تمّ تعديلها.
وأشار ووترز إلى أن بعض الأشخاص تحدّثوا عن أنّهم سمعوا صوتاً شبيهاً بهدير مقاتلة نفّاثة تحلّق على ارتفاع منخفض قبل ثوان من الانفجارات الصغيرة المتقطّعة.
لكن بعد تحليله لعدد من مقاطع الفيديو التي صُوّرت من زوايا ومسافات مختلفة، جزم أنه لم يكن بالإمكان رؤية أيّ طائرة في أي فيديو مرتبط بالانفجار الهائل. وأضاف إلى ذلك أنّه لم يجد شريطا مصوّرا يظهر أيّ مقذوف يصيب العنبر.
ولم تكشف التحقيقات حتى اليوم عن كيفية حدوث الانفجار، لكن البيطار أعلن أن العمل في مجريات التحقيق “يجري بصمت وسرية وسرعة من دون تسرع”.