"التباس الألوان" قصص تأمّلية في عالم بلا طمأنينة

اللامنطق يتحكم في البناء القصصي للكاتب أيمن قشوشي في مجموعته "التباس الألوان"، وإن بتفاوت لكنه يقدم في الآن نفسه شغفا متمردا بالحكي.
الثلاثاء 2021/10/12
الكاتب يسعى إلى أن تظل قصصه أفقا ممكنا للقراءة

الدار البيضاء – يجعل القاص أيمن قشوشي من أثر العالم وما يجري فيه من تفاصيل ظلالا لنصوص مجموعته “التباس الألوان” التي تكشف عن حوار بين ما يراه السارد وبين ما انفلت في الزمن ولا يجد له منطقا.

ذات متازمة ترفض الواقع
ذات متأزمة ترفض الواقع

ويتحكم هذا اللامنطق في البناء القصصي في المجموعة، الصادرة أخيرا عن دار الفاصلة للنشر، وإن بتفاوت، لكنه يقدم في الآن نفسه شغفا متمرّدا بالحكي.

وتمثل “التباس الألوان” الخيط الناظم لقصص المجموعة، وهي انعكاسٌ لما يخال السارد أنه يقبض عليه بين الشخوص والفضاءات والزمن والتناصات والنصوص المؤطّرة والمرجعيات القرائية.

وخلال ذلك يعايش المتلقي سلسلة لا تنتهي من قلق السارد، وأيضا من “التزام الكاتب” في أن تظل قصصه أفقا ممكنا للقراءة ولتأويل لحظات “اللاطمأنينة” التي باتت تشكل “هوية العالم” اليوم.

ويقول الكاتب المغربي محمد برادة في تقديمه للمجموعة، إن قشوشي “يضعنا، من خلال طريقة السرد والأسلوب المشحون بالاستعارات والكثافة الشعرية، أمام عتبة قصصية لا تتوخى حَبْك الواقع في مشاهد قصصية مكتملة بقدر ما ترنو إلى صوغ خطاب سردي، تأمّلي، ينبش قشرة الواقع والمرئي ليدسّ أسئلة وإيحاءات يدثرها قلق وجودي طافح بحيوية الشباب”.

يُذكر أن أيمن قشوشي يشتغل في مجال الطب النفسي، الأمر الذي أهّله للغوص في أعماق شخصياته القصصية، وهذه المجموعة هي الثانية له بعد “كلكن عذراوات” (2010).

14