الانتهاكات ضد الصحافيين تواكب الانتخابات العراقية

بغداد – تعرض صحافيون عراقيون إلى انتهاكات عديدة طيلة فترة الدعاية الانتخابية ويوم التصويت الخاص تضمنت إطلاق نار واعتداء ومنع من التغطية إلى جانب اختطاف مراسل قناة دويتشه فيله الألمانية ثم إطلاق سراحه دون معرفة أسباب الاختطاف أو الجهة التي قامت به.
وتعتبر الانتخابات حدثًا مفصليًا له أهمية قصوى لدى الصحافيين الذين يتطلّعون إلى تغطية الوقائع، والذين تقع على عاتقهم مسؤولية كشف آليات التعامل مع هذا الموضوع بشفافية ومهنيّة، لذلك لا تتناسب هذه المهمة مع مصالح بعض الجهات السياسية التي لا تريد تسليط الضوء على المخالفات الانتخابية.
وذكر مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين في تقرير عن مراقبة الدعاية الانتخابية أنه سجل 41 انتهاكا ضد 36 صحافيا خلال الأشهر الثلاثة من الدعاية الانتخابية ويوم الاقتراع.
وسجل المركز انتهاكات أقل في ما يتعلق بالدعاية الانتخابية، في حين مورست أكثر الانتهاكات خارج الدعاية الانتخابية.
وبحسب المركز فإن وسائل الإعلام في إقليم كردستان العراق ركزت على التعريف بالمرشحين من الأحزاب والائتلافات السياسية والمرشحين المستقلين، ومع ذلك مورست بعض الانتهاكات ضد الصحافيين، سواء الانتهاكات التي لها علاقة بالدعاية في الانتخابات المبكرة في العراق أو على هامشها.
41
انتهاكا ضد 36 صحافيا جرت خلال الدعاية الانتخابية الأطول في تاريخ الانتخابات العراقية
وبدأت الدعاية الانتخابية في الثامن من يوليو وانتهت في التاسع من أكتوبر الجاري واستمرت لثلاثة أشهر، وقال مركز ميترو إنه على الرغم من ملاحظاته على تغطية بعض وسائل الإعلام، إلا أنه بشكل عام كان للإعلام دور إيجابي، إضافة إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وكذلك الالتزام بالتعليمات الدولية الخاصة بمهمة ودور الإعلام في تغطية الانتخابات.
ويقع على عاتق الصحافيين خلال الانتخابات مراعاة رغبة المواطنين في معرفة كيف تجري الأمور في مراكز الاقتراع ومستوى التنظيم، وطريقة تعامل القائمين على العملية الانتخابية، وتفاصيل هذه الممارسة التي يفترض أن تكون بمستوى عال من الشفافية والنزاهة، وإن كان هناك تأثير على استقلالية الاختيار وردود أفعال المواطنين حول تلك الإجراءات.
وفي الجهة المقابلة لا بد من متابعة المؤتمرات التي تعقدها الأحزاب والكيانات وإعداد التقارير عن تصريحات السياسيين والأحزاب والمرشحين في ما يخص الخروقات بما فيها الأمنية في حال حدوثها، وتعقيباتهم على سير الانتخابات وصولا إلى عملية إغلاق صناديق الاقتراع والمباشرة بالعد والفرز الأولي داخل المراكز الانتخابية، ومرورًا بنقل تلك الصناديق وتأمينها للوصول إلى مراكز التجميع الخاصة بها بشكل مثالي وترقب ساعة الإعلان النهائي لأعداد أصوات الناخبين والمرشحين الفائزين.
وقد وفرت مكاتب المفوضية المستقلة للانتخابات في إقليم كردستان هوية تعريف خاصة للصحافيين المحليين والأجانب، وتم توزيعها على الفرق الإعلامية والمراسلين. وبخصوص العقبات والصعوبات التي تواجه الإعلاميين في ما يخص الحصول على الهوية الخاصة بالإعلاميين، لم يسجل مركز ميترو أي شكوى من الصحافيين المحليين أو الأجانب.
وأثناء التصويت الخاص وجهت مديرية الإعلام والمعلومات التابعة لمجلس وزراء حكومة الإقليم نداء إلى منتسبي الأجهزة الأمنية والصحافيين بأن يتم التعاون والاحترام بين الطرفين من أجل أن تسير العملية الانتخابية بصورة صحيحة، كما وجهت حكومة الإقليم دعوة إلى جميع المؤسسات والأجهزة الأمنية باحترام الإعلاميين وتوفير التسهيلات اللازمة للقيام بعملهم.

ومع ذلك لم تخل التغطية الإعلامية من انتهاكات ضد الصحافيين، حيث تلقى مركز ميترو عددا من الشكاوى من المراسلين الاعلاميين، وفي إحداها تم إطلاق النار على سيارة صحافي أثناء عودته إلى بيته في السليمانية.
كما تم الاعتداء على فريق تلفزيوني لقناة “إن.آر.تي” حيث تم احتجاز الفريق في سيارة والاستيلاء على أدوات عملهم قبل إطلاق سراحهم لاحقا.
وقامت قوة من الحشد الشعبي باحتجاز فريق صحافي والاستيلاء على أدوات عملهم، وتم إطلاق سراحهم بعد تحذيرهم من القدوم إلى المنطقة مرة ثانية. وتكررت حوادث منع الطواقم الصحافية من التغطية عدة مرات.
وقد كشف المرصد العراقي للحريات الصحافية عن اختفاء مراسل قناة دويتشه فيله الألمانية الصحافي علي عبدالزهرة في العاصمة بغداد في “ظروف غامضة”، قبل أن يتم إطلاق سراحه.
وقال صحافي زميل لعبدالزهرة السبت إنه عاد إلى بيته في مدينة الصدر شرقي بغداد بعد اختفائه منذ يوم الخميس الماضي بمنطقة الكرادة وسط العاصمة. وأشار إلى أن علامات “الخوف والارتباك” بدت واضحة على عبدالزهرة الذي لم يفصح عن الجهة التي كانت وراء اختفائه.
ويعمل علي عبدالزهرة مراسلا لقناة دويتشه فيله الألمانية في العراق، ورئيس تحرير لوكالة سانا الإخبارية، كما عمل في عدد من المؤسسات الصحافية العراقية كان آخرها قناة السومرية العراقية الفضائية.