فيسبوك ليست شريرة لكنها تختار مصلحتها على حساب المستخدمين

واشنطن- كشفت المُبلّغة التي سربت وثائق داخلية لشركة فيسبوك هويتها الأحد خلال برنامج تلفزيوني واتهمت الشركة باختيار “الربح المادي على السلامة”.
واتهمت فرانسيس هوغن مهندسة البيانات السابقة في فيسبوك، المجموعة بـ”اختيار الربح المادي على سلامة” مستخدميها، خلال برنامج “60 دقيقة” عبر محطة “سي.بي.إس”.
ويفترض أن تمثل الموظفة الثلاثينية أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء. وقد أشاد السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال عضو اللجنة الأحد بشجاعة هذه الشابة.
وقبل مغادرتها الشركة في مايو، أخذت هوغن معها مستندات داخلية للشركة وأرسلتها خصوصا إلى صحيفة وول ستريت جورنال، وقد أثارت هذه المستندات قلق الجمهور ومسؤولين أميركيين في آن واحد.
وفي مقال نُشر منتصف سبتمبر، كشفت الصحيفة اليومية استنادا إلى هذه المعلومات، أن الشركة كانت تجري بحوثا حول شبكة إنستغرام التابعة لها منذ ثلاث سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين.
وأظهرت البحوث خصوصا أن 32 في المئة من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام إنستغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن فيما لم يكنّ راضيات أصلا عنه.

قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر 2020 أدخلت فيسبوك تعديلات على خوارزمياتها للحد من انتشار المعلومات المضللة
وفي وقت سابق الأحد أجرى نائب رئيس المجموعة نِك كليغ مقابلة مع محطة “سي.إن.إن” وحاول الحد من الضرر المحتمل الذي قد تسببه المقابلة مع هوغن.
وقال كليغ الذي كان نائب رئيس الوزراء البريطاني بين 2010 و2015 الأحد “بحوثنا أو بحوث أي طرف آخر لا تدعم حقيقة أن إنستغرام (شبكة) سيّئة أو مضرة لجميع المراهقين”. وأضاف “لا أجد أنه من المفاجئ أنه إذا لم تكن تشعر بالرضا عن نفسك، سيجعلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بسوء أكبر”.
وتحت الضغط، أعلنت الشركة التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا أنها علقت تطوير نسخة من إنستغرام للأطفال دون الثالثة عشرة لكنها لم تتخلّ عن ذلك.
وانضمت هوغن إلى فيسبوك في العام 2019 وتم تعيينها، بناء على طلبها، في قسم النزاهة المدنية المعني بالأخطار التي قد يشكلها بعض المستخدمين أو محتوى معين، على حسن سير الانتخابات.
وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر 2020 أدخلت فيسبوك تعديلات على خوارزمياتها للحد من انتشار المعلومات المضللة. لكن“بمجرد انتهاء الانتخابات” أعادت المجموعة الخوارزميات كما كانت عليه “بهدف إعطاء الأولوية للنمو على السلامة”، كما قالت الشابة في مقابلتها التلفزيونية. وأضافت “كان هناك تضارب في المصالح بين ما هو مفيد للجمهور وما هو مفيد لفيسبوك”، مشيرة إلى أنه “مرة تلو الأخرى، وضعت المجموعة مصالحها أولا، أي كسب المزيد من المال”.
وقالت المهندسة التي عملت في هنج ويلب وبنترست “لقد عملت في الكثير من الشبكات الاجتماعية، وكان الوضع في فيسبوك أسوأ بشكل ملحوظ من أي شيء رأيته من قبل”.
وبالنسبة إلى هوغن، بعد إعادة الخوارزميات القديمة، استخدم الكثير من مشتركي فيسبوك المنصة للحشد لأحداث السادس من يناير التي أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول.
ورد كليغ أن مسؤولية “التمرد” الذي حدث في مقر الكونغرس “تقع على الأشخاص الذين تسببوا في العنف وعلى من شجعوا عليه بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب”. وأشار إلى أنه “من السهل جدا البحث عن تفسير تكنولوجي للاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة”.
لكنه أقر بأن فيسبوك يجب أن تحاول “فهم كيف تساهم في المحتويات السلبية والمتطرفة وخطابات الكراهية والمعلومات المضللة”. وقالت هوغن “لا أحد في فيسبوك شرير، لكن المصالح ليست متوافقة”.
واعتبرت أن مارك زوكربيرغ المؤسس المشارك لفيسبوك ورئيسها التنفيذي لم يكن يسعى لجعل الموقع منصة كراهية، “لكنه سمح باتخاذ خيارات” للترويج لنشر محتوى يحض على الكراهية. وكتب السناتور ريتشارد بلومنتال في بيان “تظهر تصرفات فيسبوك بوضوح أنها لن تصلح نفسها بنفسها. نحن في حاجة إلى تنظيم أكثر صرامة”.