#وثائق_باندورا.. الأردنيون لا يخشون تهمة إطالة اللسان

عمّان- تعالت الانتقادات الموجهة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على نحو غير مسبوق الاثنين بعد تداول معلومات نشرت استنادا إلى “وثائق باندورا” بشأن عقارات الملك عبدالله الثاني.

وبدا أن الأردنيين لم يعودوا يخشون تهمة إطالة اللسان. وتنص المادة 195 من قانون العقوبات الأردني على أنه يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات كل من ثبتت جرأته بإطالة اللسان على العاهل الأردني أو أحد أفراد أسرته.

وقابلت لجان إلكترونية أردنية الانتقادات بهاشتاغات الموالاة #كلنا_مع_الملك #شعبك_معك_سيدنا، وكان الهاشتاغ الأبرز الذي حاولت رفعه إلى الترند #اللعبة_مكشوفة_معك_سيدنا، للإيحاء بأن الوثائق استهداف لشخص الملك عبدالله الثاني و”مؤامرة” ضده وضد الأردن.

ومثلت الوثائق فرصة للمعارضة الأردنية لانتقاد الملك عبدالله الثاني، لكن الأمر تجاوز المعارضة إلى الأردنيين العاديين مستخدمين عبارة “جلالته” دون ذكر اسم الملك عبدالله الثاني.

وأصبح الأردنيون أكثر جرأة في التعبير عن مواقفهم وردود أفعالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتبادلون المعلومات والصور ومقاطع الفيديو والمواقف ووجهات النظر دون الاعتراف بقيود السلطة ولا بروايتها. وأصبحت مواقع التواصل التي يستخدمها أكثر من 6 ملايين أردني سلطة رقابية حقيقية على أرض الواقع، تصنع الرأي العام وتؤثر في سياسات الحكومة الأردنية.

وبات “انتقاد” الملك عبدالله الثاني أمرا غير مستغرب على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان أكثر ما انتقده مغردون توقيت مراكمة الملك عبدالله الثاني للثروات في الوقت الذي شهد فيه الأردن اندلاع احتجاجات ضد الزيادات الضريبية وخطة التقشف، ويعتقد البعض أن ما كشفته الوثائق “ليس إلا رأس جبل الجليد”.

وكان لافتا حضور الأمير حمزة بن الحسين في تغريدات الأردنيين، حيث تداولو مقطع فيديو قديم للأمير حمزة ظهر فيه منتقدا ما آلت إله الأمور في بلاده من فساد، ويقول الأمير حمزة في المقطع “إلي بيحصل في بلدنا الآن شيء مؤلم بيدمي القلب، فككوا مؤسساتنا ودمروا هيبتنا وكرامتنا، أصبح الوطن مباعا ومشترى في يد فئة محدودة متغولة أساءت لجميع الأعراف والقيم العربية والإسلامية والأردنية إلي كنا نعتز فيها”. وعلق مغرد على المقطع:

ويقول مراقبون إن استمرار المنشورات المؤيدة للأمير حمزة على مواقع التواصل الاجتماعي “يجعل الملك عبدالله الثاني، وعلى نحو واضح، يشعر بالقلق”. وفي مقاله بصحيفة واشنطن بوست قال الكاتب ديفيد إغناتيوس إن “الجانب الأكثر إثارة للقلق هو أن الملك عبدالله الثاني ربما يكون قد أصيب بالهوس بأعداء متخيلين على وسائل التواصل الاجتماعي”.

في المقابل اختار مغردون السخرية كأسلوب للانتقاد. وتهكمو من الجائزة التي يقدمها سنويا العاهل الأردني لمحاربة الفساد. فيما اعتبر آخرون أن المنطقة الأميركية التي يمتلك فيها الملك عبدالله الثاني العقارات “جميلة جداً وتستحق حتى لو يتعرض إلى هجوم إعلامي مغرض”!

واعتمد معلقون بشكل ساخر لعبة أحرف عاقدين مقارنات بين #وثائق_باندورا و”قلاية البندورة” (الطماطم). وتساءل حساب:

وتهكم معلق:

waleedolimat7@

ما دام في شعب نايم.. لا رح تنفعنا #وثائق_باندورا ولا وثائق عجة البيض. زيادة غم بس.

وسخر آخرون بأنها لعنة الرئيس السوري بشار الأسد. وكتب مغرد في هذا السياق:

DrAwade7@
ما أن رفع #ملك_الأردن سماعة الهاتف ليرد على اتصال #بشار_الأسد حتى فتحت عليه ملفات فساد مالي. ماذا سيلحق به إن ذهب للصلاة في المسجد الأموي وتناول الغداء في قصر المهاجرين؟ كأني بروح عمر البشير تحوم حول ذبذبات الهاتف الدولي!

في المقابل أغرق الترند بحسابات تشيد بالملك عبدالله الثاني وتنشر صوره أغلبها حسابات وهمية على غرار حساب حمل اسم “يعيش جلالة الملك المعظم” ينشر تغريدات مشيدة بالعاهل الأردني. وجاء في إحدى التغريدات:

واعتبرت مغردة أن ما يحصل هو بسبب رفض الملك عبدالله الثاني لصفقة القرن في محاولة لتطويع القضية الفلسطينية في المسألة. وغردت:
HebaSarairah@

تقولوا الناس قاعدة على نقرة بس تستنى كلمة أو “مقال” عشان تفرغ كل شيء أسود جواتها (داخلها)، الفكرة مش بالتسريبات المشكلة بالي قاعدين مستنين نكشة عشان يفتلوا فيها بالسوشال ميديا وهات يا فلسفة، طب شغلوا الطاسة الي فوق قبل ما تبلشوا هبد! ليه ما هبدتوا لما الملك عبدالله الثاني رفض صفقة القرن #وثائق_باندورا

وكتب ناشط:

arabianknight33@

سيدنا الملك عبدالله الثاني ملك ابن ملك من أقدم عائلة ملكية في التاريخ، ومن الطبيعي أن يمتلك ثروة خاصة وعدة منازل وبأن لا يفصح عنها لأسباب أمنية معروفة! وفي بيان الديوان أدناه توضيح بسيط وشفاف أرجو من المخلصين قراءته ليطمئنوا، أما المرجفين الحاقدين لا أمل ولا رجاء فيهم #وثائق_بندورا.

لكن مغردا أجاب:

ولم ينس معلقون الحديث عن الذباب الإلكتروني، فكتب مغرد:

hothifah986@

#وثائق_باندورا هذه الفضيحة خلقت فرص عمل بالأردن “ذباب إلكتروني” #ملك_الأردن.

واعتبر معلق:
alkarakimansor@

الغريب هو استغرابكم لهذه الوثائق وكأنكم لم تكونوا تعلمون #وثائق_باندورا

وقال معلق:

Drmuhammed95@

مش إحنا إللي بنحكي #وثائق_باندورا هيه إللي بتحكي. ردوا على واشنطن بوست والاتحاد الدولي للصحافة الإستقصائية مش علينا، إحنا بس بننقل الخبر.

وأكد حساب:

ومن جانب آخر انتقد مغردون حجب موقع الاتحاد الدولي للصحافيين الذي أعد #وثائق_باندورا واعتبروا أن سلطات بلادهم لا تتعلم الدرس أبدا في إشارة إلى أزمة الأمير حمزة الأخيرة. وتساءلوا عن قيمة الحجب في عصر طفرة مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد صحافيون أنه على الأجهزة الرسمية أن تدرك حجم الضرر الذي تتسبب به إذا ما قررت أن تستمر في تقييد الإعلام وتدجينه.

وقال إعلامي في تدوينة على فيسبوك:

حسام غرايبة

‏الذي قرر حجب موقع الاتحاد الدولي للصحافيين الذي أعد #وثائق_باندورا وضع الأردن في دائرة الاتهام قبل صدور التقرير، ما زال البعض يعتقد أن بإمكانه حجب المعلومة. ‏الأولى بنا أن نكون شفافين ونعترف بالخطأ إن حصل ونعالجه لا أن ندفن رؤوسنا بالرمل، إذا أرادت الدولة أن تحافظ على وجودها واستقرارها السياسي والأمني والاجتماعي فإن الفرصة ما زالت قائمة مهما كانت الأخطاء السابقة، الاعتراف بالأخطاء والرجوع عنها ومعالجتها بشفافية ووضوح.

وسخر الإعلامي أحمد حسن الزعبي:

alzoubi_ahmed@

الحجب في زمن النت المفتوح.. زي اللي بيطلب من الغيمة جواز سفر.

ووصف الناشط الأردني:

وطالب مراقبون باحترام عقول الأردنيين.