فنانة سورية وصحافي مصري يتبادلان رسائل غير مألوفة

"رسائل من الشاطئ الآخر".. قضايا الإنسان العربي بين عاشق للبحر وخائفة منه.
الأحد 2021/09/19
دلال مقاري باوش وحسام عبدالقادر ألفا رسائل مختلفة

كتابة الرسائل ليست تقليدا جديدا في أدبنا العربي، فمنذ أن وجدت الكتابة، وجدت الرسائل التي كان ينقلها حاملو الرسائل عبر البلاد والحمام الزاجل، ثم مرت الوسيلة بتطورات عدة إلى أن وصلنا إلى الرسائل الإلكترونية أو رسائل الإيميل، والتي سرعت من وتيرة التراسل وخلقت لفن الرسائل روافد أخرى منها الصور، بينما اتسعت رقعة القضايا التي يمكن تناولها كما سنرى في رسائل فنانة سورية وصحافي مصري.

ازدهر فن كتابة الرسائل الأدبية عربيّا في القرنين الثالث والرابع الهجريين (التاسع والعاشر الميلاديين) وأنشئ ديوان يسمى “ديوان الرسائل” وكان يعنى بشؤون المكاتبات التي تصدر عن الخليفة إلى ولاته وأمرائه وقادة جنده وملوك الدول الأخرى. وقد اشتهر عبدالحميد الكاتب الذي تولى أمر “ديوان الرسائل” وعرف ببراعة الأسلوب وإتقان الكتابة في عهد مروان بن محمد، آخر خلفاء بني أمية. وقد بلغ فن الترسل أوجه في هذا العصر.

ومن الرسائل الأدبية نتذكر رسائل ابن حزم في كتابه “طوق الحمامة في الألفة والأُلّاف” وما تفرّدت به هذه الرسائل أنّ صاحبَها ابن حزم قد حصرها بين المحبين فقط. ثم رسائل ابن زيدون لحبيبته ولادة بنت المستكفي، وكانت رسائل تفوح بالحب والأشعار، وعندما حدثت الوقيعة بين الحبيبين وسُجن الوزير العاشق، أخذ يكتب رسائله لحاكم قرطبة يطلب العفو والسماح والإفراج عنه. ولا ننسى عناوين كتب اتكأت على الرسالة مثل “رسالة الغفران” لأبي العلاء المعري، و”رسائل الجاحظ”، ولعل هذه الرسائل كانت من جانب واحد.

وفي العصر الحديث تطور فن الرسائل الأدبية، فنقرأ رسائل مي زيادة وجبران خليل جبران، ورسائل فدوى طوقان وأنور المعداوي، ورسائل غسان كنفاني وغادة السمان، وبعضها من جانب واحد، مثل الرسائل التي نشرتها السمان بقلم كنفاني، ولم تنشر هي رسائلها له، ولعلها ضاعت ضمن أوراق أخرى لصاحب “رجال في الشمس”.

وفي الآداب الأوروبية سنجد رسائل جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار، ورسائل متبادلة بين الفنان الهولندي فان جوخ وأخيه ثيو، والتي لاقت اهتماما كبيرا يكشف عن شخصية الفنان الشهير وحياته واتجاهه الفني.

ليست مجرد رسائل

الكتاب يضعنا أمام شخصيتين مختلفتين في كثير من الأشياء منها حب البحر واللغات والأعمال الأدبية وغيرها

حديثا صدر كتاب جديد في فن الرسائل المتبادلة بين طرفين هما: الشاعرة والفنانة التشكيلية السورية دلال مقاري باوش التي تقيم في ألمانيا، والكاتب الصحافي المصري حسام عبدالقادر الذي يقيم في كندا، عنوان الكتاب “رسائل من الشاطئ الآخر” والأصل في هذه الرسائل أنها رسائل عن طريق البريد الإلكتروني، نشرت في صحيفة “الرأي الأردنية”، وكان يتابعها الكثير من القراء صباح كل جمعة، فيجدوا فيها الجديد والأصيل والحوار المفيد المثير للعديد من القضايا الأدبية والثقافية والإنسانية، وعلى رأسها قضايا الاغتراب أو الغربة ومشاكلها وكيفية التعامل معها، إلى جانب قضايا الهجرة غير الشرعية وقضايا النزوح الجماعي والنازحين، واللجوء السياسي وغير ذلك من قضايا لم تثر بتلك الأهمية والكيفية في عقود سابقة.

وقد تم جمع ثلاث وثلاثين رسالة من هذه الرسائل في كتاب ورقي صدر مؤخرا عن دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة، بمقدمة مهمة للكاتب الأردني حسين دعسة صاحب فكرة نشر الرسائل في صحيفة “الرأي” الأردنية.

وقد جاءت رسائل الكتاب في زمن كورونا وزمن العزلة الإجبارية المسيطرة على أجواء الكتاب، والغربة داخل الغربة، وبهذا تكشف الرسائل عن مشاعر الإنسان في هذا الزمن القاسي وكيف يتعامل مع الفايروس وتوابعه، والإجراءات التي اتخذت من قبل الحكومات والدول في العالم كله لمجابهة هذا الفايروس الذي تطلق عليه دلال “الآنسة كورونا البغيضة”.

وفي الوقت نفسه نستطيع أن نقول إن الكتاب من الممكن تصنيفه على أكثر من وجه. من هذه الوجوه أنه “سيرة ذاتية” لكاتبيه دلال وحسام، فالجانب الذاتي يسيطر على أجواء الكتاب، وكل كاتب يتحدث عن نفسه بضمير المتكلم، وما يشغله وما يهتم به وما يريد أن يبوح به من تجارب وقضايا ومعاملات يومية، فضلا عن استخدام تقنية الاسترجاع (فلاش باك) في الكثير من الأحيان، لأنهما يعتمدان على الذاكرة والمقارنة بين زمن فات وزمن حاضر يعيشان فيه، ويتطلعان إلى العيش في زمن مستقبلي، هو زمن ما بعد كورونا، أو يحنَّان إلى زمن ما قبل كورونا.

ومن وجه آخر يمكن تصنيف الكتاب على أنه “من أدب الرحلات” فدلال سورية تعيش في مدينة ميونخ الألمانية، وحسام مصري يعيش في مدينة مونتريال بكندا، ويكتبان في رسائلهما لبعضهما البعض عن الأجواء التي يعيشان فيها بطريقة دقيقة ومنظمة تجعل القارئ كأنه يرى المكان بعيون الكاتب، وينقلان تجارب السفر إلى القارئ وإلى بعضهما البعض، دلال في أوروبا وحسام في أميركا الشمالية.

ووجه آخر للكتاب من الممكن أن نعوّل عليه، هو وجه “الرواية المشتركة التأليف”، فجميع العناصر الروائية نلاحظ وجودها في تلك الرسائل، من شخصيات رئيسية وثانوية وأحداث وزمان ومكان وحوار وسرد وبوح، إلى جانب استضافة أنواع أخرى غير روائية مثل الشعر والقصة القصيرة والفن التشكيلي والموسيقى وغيرها، فضلا عن وجود عنصر التشويق وتقنيات المونتاج والعودة إلى الوراء والتقدم إلى الأمام، والتناص والتضمين والاستلهام.

الشاعرة والتشكيلية السورية دلال مقاري باوش تكتب من ألمانيا فيما يكتب الكاتب الصحافي المصري حسام عبدالقادر من كندا

 وعلى الرغم من أننا لا نستطيع أن نحدد شخصية معينة، من بين الشخصيتين، تتمتع بتقنية معينة، فإننا نستطيع أن نقول إن الغالب على سرد دلال هو البوح والسرد الشعري والتشكيلي، في حين أن أسلوب حسام اتسم بالأسلوب الصحافي الإخباري والتقريري مع اللجوء إلى طرح الأسئلة الصحافية الذكية على دلال، التي في أحايين كثيرة لا نجد إجابة مباشرة عندها، فتلجأ إلى الفن والشعر أو المقطوعات الموسيقية لتكون إجابتها أكثر عمقا وثراء من الإجابة المباشرة، وأسلوبها أيضا لا يخلو من السؤال، فالسؤال بداية المعرفة وبداية الحكاية.

أما عن كون هذه الرسائل من الممكن أن نطلق عليها “رواية”، فيمكن الارتكان في هذا إلى رواية بعنوان “عزيزي طه” للأديب المصري رجب سعد السيد، وهي عبارة عن رسائل من جانب واحد، هو المؤلف الذي أعياه البحث عن صديقه العراقي راضي طه الماجد، بعد أن عاد إلى البصرة حاملا درجة الدكتوراه من الإسكندرية، فبدأ يراسله دون أن يتلقى منه ردا على أي خطاب، فيغيب التفاعل مع تلك الرسائل من الجانب الآخر.

ولكن في حالة دلال وحسام فإننا نقرأ ثلاثا وثلاثين رسالة من حسام تقابلها ثلاث وثلاثون رسالة من دلال، وفي كل فصل نجد الرسالتين معا، وهي فصول قصيرة إلى حد، وتكاد تكون متماثلة في الطول، ونلاحظ أحيانا نوعا من العتاب الرقيق إذا تأخر طرف في الكتابة للطرف الآخر، لظروف معينة، فيسرد هذه الظروف، فنتعرف أكثر على الأجواء النفسية أو الخارجية التي يعيش فيها هذا الطرف، دون افتعال أو ادعاء أو مواربة.

نماذج غير مألوفة

يقول الكاتب الأردني حسين دعسة في مقدمته التي جاءت تحت عنوان “رسائل غير تقليدية” إن رسائل حسام إلى دلال فاقت أي نموذج معروف، أو موثق، أو تاريخي، فلهذه الرسائل دلالات حيوية، تبادلها أعلام في الخبرات الإعلامية والثقافية والفكرية، ما جعل حلم نشر الرسائل مقدمة لإطلاق كل هذه الحمائم التي غيبتها الحضارة والتحولات الرقمية وعراكنا اليومي في ظل حرية التشابك والتواصل المعلوماتي مع العالم.

ولعل تصريح دعسة بأن نماذج هذه الرسائل فاقت أي نموذج معروف، سببه أن هذه الرسائل جنحت إلى النموذج الروائي الحديث كما أظن، الذي جمع في طياته كل الأجناس الأدبية المتعارف عليها كما أوضحت من قبل.

حقا إنها تجربة إبداعية مختلفة كما يرى حسام في مقدمته، المؤرخة في مارس 2021، ولكنها في الوقت نفسه قد تكون حلما وليس رسائل كما ترى دلال في مقدمتها التي جاءت بعنوان “الأحلام تسد ثقوب الحياة المرة” المؤرخة في مارس 2021.

البحر وقضايا أخرى

Thumbnail

مما يزيد من ثراء العمل أننا أمام شخصيتين مختلفتين، فدلال دمشقية لا تحب البحر، بينما حسام إسكندراني، البحر هو عشقه الكبير، ويحاول حسام أن يقنعها بأن البحر لا ذنب له في خلق قضايا المهاجرين واللاجئين، وتكشف دلال أن عدم حبها للبحر هو السبب الذي ذكره حسام، فهو يذكرها دائما باللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، فالبحر أصبح مرتبطا ارتباطا شرطيّا بهم وبقضاياهم المختلفة.

تقول “أنا أحترم قضايا المهاجرين واللاجئين، وأنتمي لهم بروحي وعملي وتاريخي”، مؤكدة أن عملها مع اللاجئين هو ورطتها التي تحب والتي تمنحها ذاكرة مركبة ومتداخلة.

وتقول: كتبت تجربتي الواقعية (في عملي على إعادة تأهيل اللاجئين، ومساعدتهم الأكاديمية والإنسانية لتجاوز هذه المحنة والصدمة، في التعرض لقسوة البحر بعد قسوة الوطن). خوفي من البحر لأنه ابتلع سفن الأمل والألم… وكرهي له لأنه تعاون مع الظلم والفقر والقهر في بلادنا، لسحق المهاجرين وابتلاعهم.

في الصفحة الـ36 رسالة تحكي بعمق انتمائها للمهاجرين عبر مراكب الأمل. تقول “قذفنا سهم المغامرة باتجاه (راكبي البحر) أولئك المهاجرون الجدد الذين حملتهم الأمواج من الجنوب إلى الشمال.

أعوام من البحث المتواصل والزيارات المشروطة! إلى معسكرات المهاجرين الجدد، تعرفنا فيها على مدن جديدة بلَّلتها حكايات وأسرار، لم تغرقها أمواج المتوسط الفاجرة.

 إنها لا تطمئن للموج، وينفرد البحر أمامها متجعدا بالموت، كما تقول في قصتها “تجاعيد الموج” فالأمواج تدفع المركب للجحيم، ترشقنا برذاذ كالزجاج المكسور، والموج يزبد برغوة كأنها جثث قد سبقتنا إلى مقبرة البحر. والبحر مقبرة لألواننا المختلفة.

في الرسائل نجد حوارات مفيدة ومثيرة للعديد من القضايا الأدبية والثقافية والإنسانية، وعلى رأسها قضايا الاغتراب والهجرة

في زمن الفوضى والعنف والاضطرابات السياسية، وخفقان الموت الذي يعيشه عالمنا، غمر بعض الأرواح، سؤال تخاصم بين جناحين، كي تمضي في سفر إلى دروب الشواطئ، وأمواج البحر.

لكل هذه الأسباب وغيرها لا تحب دلال البحر وتقول في رسالتها لحسام “صديقي حسام، أعترف أن علاقتي بالبحر صارت معطوبة، مشوشة، لأنه تحول في وجداني إلى (قبر من الخزف الأزرق) ابتلع مراكب الأمل، مراكب الموت. فهل تعدني أن تتعافى أبجديتي من الخيبة والخوف والكره للبحر المتوسط؟”، مؤكدة أن رسائل حسام تبحر بها بين تجاعيد الموج وتحملها إلى جزر تصهل بالحكايا.

وكثيرا ما يرى حسام أن الوحدة في انتظاره بعد نهاية يوم حافل بالعمل والاجتهاد، فتتساءل دلال عن وجهه الكندي الجديد، ويؤكد لها حسام أنه يشم رائحة الإسكندرية وهو يسير في مدينة مونتريال. ورغم أن هناك اختلافات كبيرة بين المدينتين، فإنه يبحث دائما عن أوجه التشابه البسيط ويركز عليها كي يستطيع التعايش في غربته. أما دلال فهي لا تخشى الذئب الأوروبي الذي هددنا به الإعلام مؤخرا، وظهرت صوره في نشرات الأخبار، وهي ترى أن الحكاية والتاريخ ظَلَما هذا الذئب.

ويبوح حسام لدلال بأنه لا يحب اللغة الفرنسية، رغم أنها لغة أساسية في كندا بجوار الإنجليزية، يقول لها “لا أخفيك سرا أنني لم أحب الفرنسية عندما بدأت تعلمها، ولا أعرف هذا الشعور سيستمر أم لا؟”، ويوضح أن الفرنسية ليست لها قاعدة ثابتة، فكل قاعدة لها استثناء قد يفوق القاعدة، وحتى الأرقام فنطقها غريب.

 ويسوق مثلا ظريفا عن تعلم اللغات، فأحد الأوروبيين أراد تعلم اللغة العربية فذهب إلى المغرب فوجدهم يتحدثون الفرنسية، فغير وجهته إلى الإمارات فوجدهم يتحدثون الإنجليزية، فعاد إلى بلده ورجع عن هدفه. وتعلق دلال على تلك الرسالة فتقول: رسالتك الأخيرة أيقظت الصور الغافية في الإطار، وتركت الباب مشرعا على “غربة في أبحدية جديدة”. ولعل هذه الغربة هي التي دعت دلال لأن تقول: الغربة تحول قلقنا اليومي إلى قلق كوني، وتجعلنا نفكر باللغة أو الفنون، كمفتاح لعودتنا إلى ذواتنا أولا، بعد أن تحولنا إلى الغناء المنفرد (صولو) خارج حدود الجوقة.

الرسائل تأخذ أنماطا كتابية متنوعة فنجد فيها السيرة الذاتية وأدب الرحلات والرواية وأدب الرسائل وحتى المذكرات

وكثيرا ما تعرج دلال على قصائد شعرية لبعض الشعراء من خلال التناص أو التضمين والاقتباس، فهناك نصوص لبودلير ونيتشه ولها، وكثيرا ما تعول على “طرق جدار الخزان”، إشارة إلى رواية غسان كنفاني “رجال في الشمس”، فتساؤلات حسام بالنسبة إليها تقرع جدران الخزان، وترى متاهات فكرية تنبعث من رسائله.

وفي نهاية الكتاب أو في نهاية الرسالة الأخيرة، تؤكد دلال أن على حسام ألا يهمل خيوط الحكاية “سنتابع النسج مجددا”، وكأنها وجدت سلواها في تلك الرسائل والخطابات المتبادلة التي تسمح لها بقدر كبير من البوح والفضفضة والراحة والكتابة الأدبية الراقية، كذا الحال بالنسبة إلى حسام فقد وجد في تلك الرسائل متنفسا لغربته وصنع محاورات لها وقعها الجمالي في غربة كورونا.

لقد كانت دلال حريصة على فتح ستائر الحكاية على مشهد الصراع بين البشرية والفايروس البغيض البريء كورونا، كي نتأمل الأثر الذي خلفه فينا هذا الصراع. فكانت هذه الرسائل التي تمثل عصرها وتصفه بدقة، فأدمنا فيه السوشيال ميديا التي كانت هي العوض الوحيد عن الخروج والسفر واللقاءات البشرية قبل أن تأكلنا الغربة تماما.

وعودة إلى البحر الذي لا تحبه دلال، ويحبه حسام لنرى طبطبة الكلمات تنفجر من مشاعر حقيقية. يقول حسام “لا تحزني عزيزتي، فالبحر إن كان قد احتوى جثثا لم تقترف ذنبا أو جريمة، فمازالت هناك جثث بيننا تدق فيها الحياة ولكنها لا تشعر ولا تحس”. فترد عليه دلال قائلة “سأمنح الفرصة للوجوه أن تعيش حلمها المشتهى خارج قاع البحر”.

وتذكرني كلمات حسام بأبيات للشاعر أمل دنقل يقول فيها:

استدارتْ ـ إلى الغرب ـ مزولة الوقتْ:/ صارت الخيل ناسا تسيرُ إلى هُوة الصمتْ/

بينما الناس خيل تسير إلى هوة الموت!

ولعل عناوين الكثير من فصول الكتاب وعناوين الكثير من الرسائل تبوح بالكثير من القضايا والأسئلة والجوهر الإنساني الذي خلق هذه التجربة الرسائلية بين حسام ودلال، فنجد، إلى جانب اللوحات الكولاج المعبرة التي أبدعتها دلال لكل فصل على حدة، البحر الحزين، الوطن البديل، ذاكرة المكان، الكرة الأرضية وطنا، غربة كورونا، البحث عن وطن، غربة في أبجدية جديدة، الحياة وسط الغربة، ألوان كورونا وأوجاعها، الرسالة الضائعة، إدمان السوشيال ميديا في الغربة، الدعم النفسي في الغربة، أكلاتنا في الغربة، آلام الثلوج، الحياة وسط جنسيات متعددة، هل تعود الأحضان؟ نهاية العالم، ماذا فعلت الأفكار بنا، ذاكرة مثقوبة، وغيرها.

وإذا كنا قد ذهبنا في محاولة تجنيس هذا الكتاب إلى تصنيفات أدبية عدة منها: السيرة الذاتية، وأدب الرحلات، والرواية، وأدب الرسائل، فإننا نستطيع أن نضيف أيضا “المذكرات” ففصول هذا الكتاب فيها أيضا من المذكرات اليومية أو الأسبوعية على مدار ثلاثة وثلاثين أسبوعا، وفي انتظار المزيد من الكتابة والرسائل التي هي ليست بين دلال وحسام فحسب، ولكنها رسائل منا وإلينا جميعا.

13