دعوة الملا أخوند زاده إلى تطبيق الشريعة تقطع الطريق على "اعتدال" طالبان

طالبان سعت مرارا لطمأنة الأفغان والدول الأجنبية على أنها لن تعود إلى نظام حكمها القاسي الذي فرضته عندما كانت في السلطة المرة السابقة.
الأربعاء 2021/09/08
لا يستبعد أن تتخلى الحركة عن تشددها

كابول – بدد الملا هبة الله أخوند زاده زعيم طالبان الثلاثاء رهانات إقليمية ودولية على أن حركة طالبان قد تغيرت وأنه ليس مستبعدا أن تتخلى الحركة عن تشددها؛ وذلك بعد أن حث الحكومة الجديدة على التمسك بتطبيق الشريعة، في أول موقف له منذ تولي الحركة السلطة في أفغانستان.

وقال الملا هبة الله أخوند زاده في بيان بالإنجليزية “أؤكد لجميع المواطنين أن الحكام سيبذلون كل ما في وسعهم للتمسك بالشريعة الإسلامية في البلاد”.

واعتبر مراقبون أن الإيحاء بالانفتاح الذي ظهر في تصريحات بعض القياديين هو مناورة لتخفيف الضغوط عن الحركة، فضلا عن أنهم يظلون قياديين من الصف الثاني، وأن القرار النهائي يظل بيد الملا أخوند زاده الذي يشبه الزعيم الروحي أكثر من كونه قائدا سياسيا.

وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن تمسك زعيم الحركة بتطبيق الشريعة هو رسالة إلى جمهور الحركة ومقاتليها الميدانيين الذين حاربوا تحت هذا الشعار، وأن أي تراجع عنه قد يقود إلى خلافات وانشقاقات، ما يُظهِر أن الحركة لم تتغير ومازالت حركة متشددة تنظر إلى الأمور بمنظار الحرب، وهو ما يتناقض مع الحكم والسلطة اللذين يتطلبان المناورة والبراغماتية.

وعينت حركة طالبان الثلاثاء الملا حسن أخوند، الذي تربطه صلة وثيقة بمؤسس الحركة الراحل الملا عمر، قائما بأعمال رئيس الحكومة الجديدة في أفغانستان. كما عينت الملا عبدالغني برادر، رئيس المكتب السياسي للحركة، قائما بأعمال نائب رئيس الوزراء.

وقال المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحافي في كابول إن “سراج الدين حقاني، ابن مؤسس شبكة حقاني التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، سيكون قائما بأعمال وزير الداخلية”.

وسيكون الملا محمد يعقوب، وهو ابن الملا عمر، قائما بأعمال وزير الدفاع. وأوضح مجاهد في المؤتمر الصحافي أن كل المعينين سيكونون قائمين بالأعمال.

Thumbnail

وسعت طالبان مرارا لطمأنة الأفغان والدول الأجنبية على أنها لن تعود إلى نظام حكمها القاسي الذي فرضته عندما كانت في السلطة المرة السابقة، حيث كانت تنفذ عقوبات علنية عنيفة ومنعت النساء والفتيات من المشاركة في الحياة العامة.

وتعيين مجموعة من الشخصيات المرموقة من مختلف عناصر الحركة الإسلامية المتشددة لم يؤشّر على أي تنازل تجاه الاحتجاجات التي شهدتها كابول مؤخرا عندما أطلق مسلحون من طالبان النار في الهواء لتفريق المحتجين.

وهتف المئات من الرجال والنساء بشعارات منها “تحيا المقاومة” و”الموت لباكستان” أثناء مسيرة للاحتجاج على حكم طالبان وما وصفوه بأنه تدخل باكستاني في شؤون أفغانستان. وتنفي إسلام أباد ذلك.

وأثار التقدم المباغت لطالبان في مختلف أنحاء أفغانستان -بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية الشهر الماضي- تهافت الأشخاص الذين يخشون الانتقام على مغادرة البلاد.

وفي الأسابيع التي سبقت انسحاب آخر قوات أميركية من كابول أجلت القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة نحو 124 ألفا من الأجانب والأفغان المهددين. لكن عشرات الآلاف ممن يخشون انتقام طالبان ظلوا في البلاد.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن “الولايات المتحدة على تواصل مع نحو 100 أميركي مازالوا في أفغانستان”.

وقال أحد منظمي رحلات الطيران إن نحو ألف شخص -من بينهم أميركيون- عالقون في مدينة مزار الشريف بشمال أفغانستان منذ أيام في انتظار الموافقة على مغادرة رحلات الطيران العارض، ولام وزارة الخارجية الأميركية على التأخير.

1