"أزمة حب" خماسية سورية عن العشق المستحيل

حكايات الخماسية تتفرّع إلى عدة اتجاهات إلا أنها تنطلق من حكاية حب تعود إلى زمن التسعينات.
الخميس 2021/09/02
أحداث متشابكة وعلاقات غامضة (من كواليس تصوير المسلسل)

دمشق - دارت أخيرا كاميرا المخرج السوري محمد نصرالله في دمشق معلنة بدء تصوير مسلسل "أزمة حب" المؤلف من سلسلة خماسيات، وكانت البداية مع خماسية "أزمة حب" التي حملت عنوان المسلسل ذاته الذي سيكون العمل السوري الأول للموسم الشتوي الجديد بعيدا عن البيئة الشامية، وهو من تأليف عمرو علي وإنتاج شركة جمان للإنتاج والتوزيع الفني.

والعمل بخماسياته ينطلق من مفهوم الحب ليشمل الحبيبة والأم والعائلة، وهو عمل قال عنه مخرجه محمد نصرالله "المسلسل للعائلة عموما بعيدا عن الجرأة المصطنعة بالظهور فقط"، موضحا "الحب حالة روحية ووجدانية وجب الانتصار لها".

ويلعب بطولة الخماسية الأولى كل من محمد قنوع، صفاء رقماني، نزار أبوحجر، عاصم حواط، رشا إبراهيم، ليث مفتي، طارق نخلة، ليلى بقدونس، أسامة السيد يوسف، فادي الحموي، روعة شيخاني، إلياس شديد، حيدر أحمد، رغداء هاشم وأحمد عيد.

وتتفرّع حكايات الخماسية إلى عدة اتجاهات، إلاّ أنها تنطلق من حكاية حب تعود لزمن التسعينات، حيث يفترق الحبيبان ليعودا ويجتمعا بعد عشرين عاما، أي بعد أن أصبحت لكل منهما حياته الخاصة، لتكون النهاية مفاجئة للمُشاهدين.

ويجسّد أدوار الحبيبين في الخماسية الفنانان محمد قنوع الذي يجسّد شخصية صلاح، وصفاء رقماني التي تجسّد دور الدكتورة فرح، بينما يلعب الفنان نزار أبوحجر دور أبوصلاح الذي يقف بوجهه في مرحلة الشباب ويمنعه من الزواج من حبيبته بسبب استعلائه وتكبّره، كون والدها يعمل بائعا للعرق سوس فيدبّر لها مكيدة تبعدها عن ابنه.

محمد نصرالله: المسلسل أعدّ خصيصا للعائلة بعيدا عن الجرأة المصطنعة

أما الفنان طارق نخلة فيجسّد دور عامر ابن المعلم صلاح، وهو شاب محب للمال، ومستعد لفعل أي شيء للحصول عليه لصرفه على ملذاته الشخصية، وحياة القمار والسهر، حتى أنه يتّفق مع صهره الليث مفتي لسرقة والده، ويقف بوجه علاقة الحب التي يعيشها، إلاّ أنه يلقى في النهاية الجزاء الذي يستحقه.

وعلى الطرف الآخر لعامر يلعب الفنان أحمد عيد شخصية صبري، وهو محاسب المعلم صلاح، شخص أمين صادق وخدوم، ويعتبره صلاح أمين سر كل أعماله، ويثق به أكثر من ابنه ما يجعله في حالة مواجهة دائمة معه.

وفي إطار الشر أيضا يجسّد الفنان إلياس شديد دور جاويش وهو شاب يؤذي كل الأبطال في العمل كما يتعرّض هو نفسه للأذى، وعنه قال "تغريني أدوار الشر أكثر من أدوار الخير كونها تترك أثرا في الجمهور وتحفّزه على المُشاهدة".

وتظل الخماسيات والعشاريات جاذبة للمشاهد السوري ومن خلاله العربي أكثر من الأعمال الثلاثينية، لاسيما مع الاتجاه الكبير نحو عالم السوشيال ميديا، بما تحمله من تكثيف بعيدا عن المطّ في الأحداث.

وشهد العام 2021 ظهور عدد كبير من المسلسلات السورية القصيرة، كان آخرها سلسلة “بصمة حدا” التي عُرضت خلال الموسم الرمضاني الماضي بأكثر من فضائية عربية، وهي سلسلة تضمّنت ثلاثية روائية هي "طبق الأصل" و"انتقام بارد" و"البرزخ" تغوص في الدراما النفسية التي تكشف عورات المجتمعات العربية، عموما والمجتمع السوري خاصة، الذي أنهكته الحرب ممّا انعكس سلبا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام.

وبعيدا عن الدراما النفسية قدّمت الدراما السورية خلال العام الجاري سلسلة "أسرار" التي نفّذ منها حتى اللحظة مسلسل "صدفة" الذي جاء في ثماني حلقات عن نص لفايزة علي وأخرجه سامي جنادي، وشارك في بطولته كل من أيمن زيدان وصفاء سلطان وحسام تحسين بك وشكران مرتجى وحازم زيدان وجمال العلي وآمال سعدالدين.

كذلك عرض مسلسل حمل عنوان "الروليت" من تأليف معن سقباني وإخراج سعيد رمضان، وهو من عشر حلقات، شارك في بطولته كل من جرجس جبارة ويحيى بيازي ورشا بلال وكرم الشعراني ولمى بدور وطلال مارديني. والعمل بوليسي تشويقي يعتمد على كشف ملابسات جريمة تقع أثناء جلسة جمعت عددا من الشباب والشابات في لعبة الروليت الروسية، وتداعيات ذلك على حياتهم.

ومع هذه الأعمال عرض أيضا مسلسل “ضد مجهول” وهي سلسلة من ثماني حلقات كتبها كل من لواء اليازجي ومحمد أبواللبن وأخرجها السدير مسعود، وبطولة كل من عبدالمنعم عمايري وباسل الخياط وهيا مرعشلي ونظلي الرواس وإيهاب شعبان. ويرصد العمل قصص بعض المهمشين وما يمكن أن تتركه فيهم الحياة من ندب نفسية عميقة تكبّل حياواتهم وتجعلها أكثر تعقيدا.

ومؤخرا انتهى مدير الإضاءة والتصوير عباس شرف من تصوير أولى تجاربه الإخراجية في عالم الدراما السورية عبر عشارية “روز” من تأليف الفنان طلال مارديني وبطولته إلى جانب كل من باسم ياخور ومريم علي ونادين تحسين بيك ويارا قاسم وعبدالرحمن قويدر وأمير برازي وآخرين. وهو عمل بوليسي يطرح تنوّعا صريحا بين الخيانة والحب والعطاء والتضحية والكثير من التناقضات الإنسانية المتشعّبة.

والمسلسلات السورية القصيرة لم تكن وليدة السنوات الأخيرة، فغالبية المسلسلات السورية التي أنتجت في فترة الثمانينات من القرن الماضي كانت تقتصر على خمس عشرة حلقة تلفزيونية كحد أقصى، ولكن مع دخول الإنتاج السوري فورة المنافسة العربية، وارتباط عرض المسلسلات بشهر رمضان، بات لزاما على شركات الإنتاج تقديم مسلسلات من ثلاثين حلقة كاملة، وهو ما تسبّب لاحقا في ضعف كبير على صعيد الحبكة والإنتاج، الأمر الذي نفّر المُشاهد العربي من هذه الدراما التي تقول في ثلاثين حلقة ما يمكن اختصاره إلى النصف أو الثلث أحيانا.

16