تيليغرام ينضم إلى نادي الصفوة.. مليار تحميل

بعد 8 سنوات من إطلاق تيليغرام، أصبح التطبيق أحد تطبيقات المراسلة الأكثر استخداما في العالم. وقد تجاوز تطبيق المراسلة الفورية الآمن مليار عملية تنزيل الجمعة الماضي، وهو ما يهدد عرش واتساب التي أعلنت أحدث التسريبات تخليها عن شروط الخصوصية الجديدة.
لندن - انضم تطبيق المراسلة الفورية الشهير تيليغرام إلى ناد محدود جدا ممن يمكن اعتبارها “تطبيقات الصفوة”، التي تم تنزيلها أكثر من مليار مرة على مستوى العالم.
وحقق التطبيق الذي تم إطلاقه عام 2013، ويتخذ من دبي مقرا له، هذا الإنجاز الجمعة الماضي، بحسب موقع “تيك كرانش”. وتمثل الهند السوق الأكبر للتطبيق، وفيها تم ما يقرب من 22 في المئة من عمليات تحميله، بينما تأتي روسيا وإندونيسيا في المركزين الثاني والثالث بـ10 و8 في المئة على التوالي.
وتسارعت عمليات تحميل تيليغرام عام 2021، لتصل إلى حوالي 214.7 مليون تحميل في النصف الأول، مقارنة بـ133 مليونا في النصف الأول من العام السابق بزيادة قدرها 61 في المئة سنويا.
ويختلف عدد عمليات التحميل عن حجم قاعدة المستخدمين النشطة، لكن تيليغرام بات يحظى بنحو 500 مليون مستخدم نشط شهريا اعتبارا من أوائل العام الحالي.
كما أن الزيادة الكبيرة في أرقام تحميله، التي تزامنت مع تعثر منافسه الرئيسي واتساب، بالنسبة إلى ترحيل موعد تطبيق سياساته الجديدة للخصوصية، تشير بوضوح إلى ما لقيه تيليغرام من رواج في الآونة الأخيرة.
واستفاد التطبيق، الذي أطلقه نيكولاي دوروف وبافل دوروف في عام 2013، أيضا من جائحة كوفيد – 19 التي استخدم خلالها الأشخاص أدوات المراسلة الفورية بشكل أكبر للتواصل على الرغم من عمليات الإغلاق.
ويشار إلى أن تيليغرام هو التطبيق الخامس عشر الذي يكسر عدد مرات تنزيله حاجز المليار، بعد تطبيقات منها واتساب وماسنجر وفيسبوك وإنستغرام وسناب شات، وسبوتيفاي ونتفليكس.
وكانت البلبلة التي أثارتها شركة واتساب إثر نشرها قواعدها الجديدة لخصوصية البيانات أنذرت بتقويض الثقة بدرجة أكبر بهذه الخدمة التابعة لفيسبوك، والتي تؤدي دورا جوهريا في مستقبل الشبكة الاجتماعية العملاقة.
واتساب اضطرت إلى التراجع عن شروط سياسة الخصوصية والتي تضمنت منح الإذن بمشاركة البيانات الشخصية مع فيسبوك
وتتحدث خدمة المراسلة التي تضم ملياري مستخدم حول العالم، عن سوء فهم للقواعد الجديدة التي تؤكد أن هدفها مساعدة التجار في تحسين التواصل مع زبائنهم عبر واتساب.
ويقول الباحث في معهد “تك بوليسي لاب” التابع لجامعة واشنطن راين كالو إن ردود الفعل السلبية على إعلان واتساب مبررة. ويوضح “التغييرات لا تحمل طابعا ديستوبيا (الشر المطلق) كما يتصور كثر، لكنها تشكل خطوة نحو نموذج يخشاه كثيرون”.
وتشكل واتساب التي استحوذت عليها فيسبوك في 2014 مقابل 19 مليار دولار، ورقة استراتيجية أساسية للشبكة المملوكة من مارك زوكربيرغ التي تسجل تراجعا في نموها.
ويذكّر أخصائيون في شؤون السرية بأن واتساب تتشارك أصلا بيانات مع فيسبوك منذ اعتماد قواعد جديدة في 2016.
وتؤكد غيني غيبهارت الباحثة في “إلكترونيك فرونتير فاونديشن” أن رغبة واتساب في فرض هذه الإجراءات “أشبه بإهانة لذكاء المستخدمين”. وتقول المحللة “ثمة بالتأكيد كثيرون يغادرون واتساب والعدد مرشح للازدياد”، لكن “من غير المرجح أن نشهد نزوحا جماعيا. وبما أن قاعدة مستخدمي واتساب بهذا الحجم، هذا تحديدا ما يجب فعله لتحقيق أثر حقيقي”.
وقال دوروف “بخلاف التطبيقات الأخرى، تيليغرام لا يستخدم خوارزميات مبهمة لتحديد ما إذا كان المشترك سيرى المحتوى الذي يشترك فيه أم لا، حيث تعد قنوات تيليغرام هي الطريقة المباشرة الوحيدة لأصحاب الرأي للتواصل مع جمهورهم بشكل موثوق.
ومن خلال القضاء على الخوارزميات المتلاعب فيها التي أصبحت مرافقة لمنصات التكنولوجيا من عام 2010، لذلك قنوات تيليغرام تستعيد الشفافية والنزاهة في الاتصالات العامة بين شخص وآخر”.
ويذكر أنه لجعل الاتصالات أكثر أمنا، يوفر تيليغرام للمستخدمين خيار ضبط رسائلهم على التدمير الذاتي بعد قراءتها بحيث يختفي أي سجل للاتصال دون أثر وراءه.

واضطرت واتساب إلى التراجع عن شروط سياسة الخصوصية الجديدة والتي تضمنت منح الإذن بمشاركة البيانات الشخصية مع فيسبوك، وهو ما جعل العديد من المستخدمين يلغون تفعيل حساب واتساب، والذهاب إلى بعض التطبيقات الأخرى مثل تيليغرام.
فيما تكشف أحدث التسريبات أن شركة فيسبوك قد وجدت الحل، بحيث لن تكون تلك الشروط إلزامية عند إجراء محادثة مع الأصدقاء أو العائلة، فيما ستكون إلزامية عند إجراء محادثة مع حسابات تجارية.
وكشف موقع “WABetaInfo” أن شروط سياسة الخصوصية الجديدة القادمة من واتساب، من المحتمل أن تكون اختيارية للعديد من المستخدمين لتطبيق واتساب، بحيث يمكنك تجاهل الشروط والاستمرار في استخدام واتساب إذا كنت تجري محادثة مع أحد الأصدقاء أو العائلة.
ومن المتوقع أن تقوم شركة فيسبوك بتقييد هذا التغيير الإلزامي على تطبيق واتساب للأعمال WhatsApp Business، المخصص لخدمة الأنشطة التجارية الصغيرة، بحيث إذا كنت تجري محادثة مع حساب تجاري، فسيتعين عليك مراجعة وقبول تحديث شروط الخصوصية الجديدة، ومن المتوقع أن يتم إطلاقه قريبا من قبل شركة فيسبوك.
وقام واتساب بتحديث شروط الخصوصية في يناير الماضي، والذي صحب معه عاصفة من الانتقادات، حيث بدا الأمر منذ الوهلة الأولى أن واتساب يجبر المستخدمين على مشاركة بياناتهم الشخصية مع فيسبوك، وعند عدم الموافقة على الشروط الجديدة سيتعذر عليهم الوصول إلى حسابهم الشخصي، وأدى ذلك إلى تخلي العديد من المستخدمين عن التطبيق.