القاهرة تضبط سلوك حماس في غزة

قرار مصر إغلاق معبر رفح ينطوي على رسالة إلى حماس يفيد فحواها بأن هناك انزعاجا من توجهها نحو زيادة وتيرة التحركات العسكرية تجاه إسرائيل بما قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة.
الأربعاء 2021/08/25
التهديد لم يعد يؤتي أكله

غزة - التقط رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سريعا الإشارات المصرية الرافضة للتصعيد في القطاع، ما يهدد وساطتها لمنع خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وتثبيت الهدنة.

وأجرى هنية الثلاثاء اتصالات مع المسؤولين في القاهرة حول التطورات الأخيرة في قطاع غزة، في وقت تواصل فيه الفصائل الفلسطينية فعالياتها الشعبية على الحدود مع إسرائيل والتي طالبت القاهرة في وقت سابق بإبعادها عن نقاط التماس خشية حدوث اشتباكات وهو ما رفضته حركة حماس التي تسيطر على القطاع.

وذكرت مصادر سياسية أن القاهرة طلبت ذلك من أجل عدم التشويش على جولة رئيس المخابرات اللواء عباس كامل قبل أيام والتي التقى خلالها مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، في إطار جهوده لتحريك جمود الهدنة.

ويأتي اتصال هنية بالمسؤولين المصريين بعد أن أغلقت القاهرة الاثنين وحتى إشعار آخر معبر رفح. ورأت مصادر سياسية أن قرار مصر إغلاق المعبر ينطوي على رسالة إلى حماس يفيد فحواها بأن هناك انزعاجا من توجهها نحو زيادة وتيرة التحركات العسكرية تجاه إسرائيل بما قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة.

وقالت المصادر ذاتها إن قرار الإغلاق جاء بعد أن وصلت إلى القاهرة معلومات تفيد بأن الحركة تجد في التصعيد وسيلة للهروب إلى الأمام ومحاولة للخروج من مأزقها الحالي أمام المواطنين، حيث أفضى تشددها في الكثير من الملفات الحيوية إلى زيادة الأزمات في القطاع وتوجيه الاتهامات إليها مباشرة.

مصطفى إبراهيم: تكلفة فعاليات الفصائل في غزة أكبر من تأثيرها

وانطلقت السبت في قطاع غزة فعاليات على الحدود مع إسرائيل قالت حماس إنها لن تنهيها حتى تتم الاستجابة لمطالبها. وتطالب حماس بإعادة فتح معابر القطاع بشكل كامل وتوزيع المنحة القطرية والبدء في إعادة الإعمار، والسماح بدخول المواد التي تُستخدم في البنية التحتية، بالإضافة إلى مستلزمات البناء، ما يمكن من عودة الأوضاع في القطاع إلى ما كانت عليه قبل المواجهات الأخيرة.

ومع إصرار الفصائل الفلسطينية على إقامة الفعاليات على حدود غزة، أعلن جيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على طول الحدود مع القطاع.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” بأن “اعتقادا يسود في الدوائر الأمنية بأن زعيم حركة حماس بقطاع غزة يحيى السنوار على استعداد لخوض جولة أخرى من المواجهة المسلحة مع إسرائيل”.

وأشارت إلى أن “سبب ذلك يعود إلى تراجع التأييد للحركة في صفوف الأهالي في القطاع، الذين يعانون أزمة اقتصادية خانقة”.

وأوضحت هيئة البث أنه “وفقا للتقييمات، فإن مخزون الصواريخ التي تملكها حماس سيكفيها لجولة أخرى، إذ أنها لم تتكبد خسائر كبيرة خلال معركة حامي الأسوار”، لافتة إلى أن “المصادر الأمنية تلاحظ استئناف أعمال إنتاج الصواريخ داخل القطاع، وأن أجهزة الأمن تستعد لتظاهرات أخرى على الحدود تخطط لها حماس نهاية الأسبوع الحالي”.

وفي المقابل، استبعد محللون أن تقود الفعاليات الشعبية التي يتم تنظيمها داخل القطاع، إلى تصعيد عسكري بغزة، فيما تقول الفصائل الفلسطينية إنها تُشكّل “مصدر إزعاج لإسرائيل وضغط من أجل تحقيق المطالب”.

ويقول مصطفى إبراهيم الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إن هذه الفعاليات “قد تكون ضعيفة التأثير، مقارنة بتكلفتها الكبيرة التي يدفعها غالبا الشباب المتظاهرون جراء قمع الاحتلال وتعمده إطلاق النيران صوبهم”.

وشكك إبراهيم في جدوى “هذه الفعاليات الشعبية في رفع الحصار عن غزة أو تخفيفه، خاصة وأن هذه التجربة مُكررة (انطلقت في المرة الأولى على شكل مسيرات العودة وكسر الحصار)”.

2