بوتين يغازل طالبان بالدعوة إلى عدم فرض قيم أجنبية على أفغانستان

موسكو - بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسائل بدت وكأنها تغازل حركة طالبان الأفغانية حيث دعا إلى عدم فرض قيم أجنبية على أفغانستان بعد سيطرة المتمردين عليها الأحد الماضي.
وقال بوتين الجمعة إنه يجب على الدول الأخرى ألا تفرض قيمها على أفغانستان وإن الواقع يقول إن حركة طالبان تسيطر على أغلب البلاد.
وهذا أول تعليق من بوتين على الاستيلاء الخاطف لطالبان على السلطة في أفغانستان، وأدلى به بعد محادثات في موسكو مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تستهدف محاولة التقرب أكثر من طالبان لضمان أمن الدول المجاورة لأفغانستان والتي تعد حليفة لروسيا التي كانت متوجسة بشأنها ما جعلها في البداية تبعث برسائل متناقضة إزاء سيطرة الحركة على العاصمة كابول.
وقال بوتين إنه يأمل أن “تفي طالبان بتعهداتها باستعادة النظام في البلاد، وأن من المهم منع الإرهابيين من الوصول إلى الدول المجاورة”.
ويأتي هذا التعليق بعد أن قدمت طالبان جملة من التعهدات إلى المجتمع الدولي بشأن حرية المرأة وغيرها لكن أغلب الفاعلين الدوليين أكدوا أنهم ينتظرون أفعالا من طالبان غير أن روسيا اعتبرت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أن ما أعلنته طالبان يعد إشارة إيجابية ومشجعة.
وأكدت الحركة الثلاثاء أن الحرب انتهت في أفغانستان وقد عفت عن جميع خصومها، وذلك في أول مؤتمر صحافي للمتحدث باسمها بعد سيطرتها على البلاد.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد “الحرب انتهت.. (زعيم طالبان) عفا عن الجميع”، مضيفا “نتعهد بالسماح للنساء بالعمل في إطار احترام مبادئ الإسلام”.
وقال مجاهد إن وسائل الإعلام الخاصة يمكنها مواصلة العمل بحرية واستقلال في أفغانستان، مضيفا أن طالبان ملتزمة بحرية الإعلام في حدود الإطار الثقافي للحركة.
وبدوره أكّد المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة سهيل شاهين أنّ ارتداء البرقع لن يكون إلزاميّا كما كان الحال حين حكمت الحركة أفغانستان قبل أكثر من عقدين، لكن على المرأة وضع حجاب. وقال شاهين لشبكة سكاي نيوز البريطانية “البرقع ليس الحجاب الوحيد الذي يمكن الالتزام به، فهناك أنواع مختلفة من الحجاب”.