صندوق الثروة السعودي يوسع استثماراته في قطاع السيارات

روما/الرياض- واصلت السعودية تنفيذ خططها المتعلقة بتوسيع أعمالها في الخارج من خلال صندوقها السيادي بالاستحواذ على حصص في قطاعات مربحة من بينها تصنيع المركبات.
وقالت شركة صناعة السيارات الإيطالية الخارقة باجاني في بيان إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي وافق على شراء حصة أقلية في الشركة، في أحدث مؤشر على أن الرياض مهتمة بشكل متزايد بصناعة السيارات.
ويرى خبراء أن الاستثمار الجديد من قبل صندوق السيادي السعودي يمثل جزءا من شراكة استراتيجية بعيدة المدى مع الشركة الإيطالية الواقعة بالقرب من مودينا في شمال إيطاليا والتي أسسها رجل الأعمال الإيطالي – الأرجنتيني هوراسيو باجاني في عام 1992.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة على الصفقة قولها إنه “بموجب الصفقة سيحصل صندوق الثروة السعودي على 30 في المئة من الشركة الإيطالية”. وأضاف “ستحتفظ عائلة باجاني بالسيطرة الكاملة على باجاني مع انضمام صندوق الاستثمارات العامة إلى مساهمي الأقلية الإيطاليين نيكولا فولبي وإيميليو بتروني”.

هوراسيو باجاني: الصندوق السعودي شريك مثالي في قطاع الهايبر كارز
واعتبر الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة باجاني صندوق الاستثمارات العامة بأنه “الشريك المثالي” لمواصلة وضع “علامة تجارية مميزة في قطاع سيارات الهايبر كارز وكذلك لدعمها استراتيجية التوسع في قطاع مربح”.
وتأتي الخطوة بعد عدة أسابيع من الكشف عن دخول الصندوق السيادي في مفاوضات متقدمة مع شركة الاستثمار العالمية آريس مانجمنت للاستحواذ على حصة بقيمة 553 مليون دولار في مجموعة مكلارين.
وتضم مجموعة مكلارين شركة تصنيع السيارات الخارقة البريطانية بالإضافة إلى شركة مكلارين ريسينغ التي تنافس في سباقات فورمولا 1 وإندي كار في الولايات المتحدة.
ومن المرجح أن تدخل ماكلارين أيضا في سلسلة إكستريم إي الكهربائية للطرق الوعرة العام المقبل، مما يمنح صندوق الثروة السعودي فرصة لجني المزيد من الإيرادات من خلال حصة في المجموعة البريطانية.
وكان صندوق السيادي قد عين في أبريل الماضي مستشارين، بما في ذلك مجموعة بوسطن الاستشارية لاستكشاف إنشاء شركة محلية لصناعة السيارات الكهربائية.
ومنذ أن تولى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مسؤولية الصندوق السيادي في عام 2015، تحول من شركة قابضة تابعة للدولة ذات نهج متحفظ إلى مشتر نشط للأصول.
وتضاعف حجم الصندوق منذ ذلك الحين، حيث اشترى حصصا في شركات للسيارات، والتزم بنصف تمويل صندوق بنية تحتية بحجم 40 مليار دولار مع شركة الاستثمار المباشر الأميركية بلاكستون وخصص نحو 45 مليار دولار لصندوق تكنولوجيا تديره سوفت بنك اليابانية.
ومنذ العام 2018 ظهرت علامات النشاط على الصندوق في مجال السيارات الكهربائية، فقد استحوذ على حصة صغيرة في شركة تسلا واستثمر لاحقا في مجموعة لوسيد عبر ضخ مليار دولار لإنتاج سيارة لوسيد أير.
ووقع الصندوق في سبتمبر 2018 اتفاقية استثمارية لاستثمار المبلغ مع شركة لوسيد من خلال كيان ذي غرض خاص مملوك بالكامل للصندوق السيادي السعودي.
ويملك الصندوق حصة تقارب خمسة في المئة من شركة تسلا الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، ولكن الاستثمار في لوسيد اعتبره محللون تحولا في الرهان على تسلا التي حاولات في ذلك الوقت لجمع تمويلات لتوسيع برامج الإنتاج.
ويرى محللون أن كل هذه الصفقات تنسجم مع استراتيجية الاستثمارات العالمية التي يقودها الصندوق لتنويع الاستثمارات والتركيز على الشركات التكنولوجية الصاعدة لتحقيق أعلى الإيرادات والسعر لجذب التكنولوجيا إلى البلاد في المستقبل.