الحرب الأفغانية تدخل مرحلة مفصلية باشتداد المعارك في جبهات مدن رئيسية

تواصل حركة طالبان عملياتها العسكرية في مسعى لإحكام السيطرة على كافة أنحاء أفغانستان، حيث استعرت الاشتباكات مع القوات الحكومية المُنهكة على أكثر من جبهة، وذلك بالتزامن مع قصف صاروخي استهدف مطار قندهار، وهو ما جعل حكومة الرئيس أشرف غني تُعرب عن استيائها من عدم استجابة المتمردين إلى دعوات التفاوض للوصول إلى السلام المنشود.
كابول - اشتدت المعارك على عدة جبهات في أفغانستان وسط محاولة من حركة طالبان للسيطرة على المدن الرئيسية في البلاد، فيما استنفرت الحكومة قواتها المنهكة للتصدي لتلك المحاولة في أعقاب هجوم صاروخي استهدف مطار قندهار.
وأدى سقوط ثلاثة صواريخ في مطار قندهار ليل السبت-الأحد إلى أضرار في مدرجه الوحيد، وإلى إلغاء كل الرحلات الجوية من وإلى هذه المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب أفغانستان، والتي أحكمت حركة طالبان السيطرة عليها في الأسابيع الأخيرة.
واقترب المتمردون الأحد من حدود هرات، في اليوم الرابع على التوالي من الاشتباكات قرب هذه المدينة الكبيرة الواقعة في غرب البلاد، ودخلوا إلى شكركاه عاصمة ولاية هلمند المجاورة لقندهار حيث يدور القتال هناك.
ومع احتدام القتال تتزايد التساؤلات بشأن مدى صمود القوات الأفغانية المنهكة أصلا أمام هجوم طالبان، التي تريد تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية مع اقتراب إتمام الانسحاب الأميركي من البلاد.
وعكس تجديد انتقاد الرئيس أشرف غني لطالبان بشأن فشلها في التفاوض ذلك.
وقال غني إن طالبان فشلت في حشد قواتها التفاوضية بهدف التوصل إلى اتفاق سلام، موضحا خلال اجتماع لمجلس الوزراء “نريد السلام لكنهم يريدوننا أن نستسلم”.
ويشمل مجمع مطار قندهار الذي يضم مدرجا واحدا فقط، قاعدة جوية عسكرية حيوية لإمداد القوات الأفغانية التي تواجه طالبان منذ أسابيع عدة في ضواحي المدينة التي يبلغ عدد سكانها 650 ألف نسمة.
وقال رئيس مطار قندهار مسعود باشتون “أطلقت ثلاثة صواريخ الليلة الماضية على المطار أصاب اثنان منها المدرج (…) ونتيجة لذلك ألغيت كل الرحلات من المطار وإليه”. وهذا ما أكده مسؤول في الطيران المدني في كابول. وأضاف أن أعمال إصلاح المدرج جارية.
واقتربت طالبان في الأسابيع الأخيرة من قندهار مهد الحركة المتمردة، ووصلت إلى حدود ثاني كبرى مدن البلاد في عدد السكان.
وفر الآلاف من سكان قندهار بسبب الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة بحثا عن ملاذ آمن في المدينة.
وتشن حركة طالبان منذ ثلاثة أشهر هجوما واسعا في أنحاء أفغانستان، يتزامن مع انسحاب نهائي للقوات الأجنبية من هذا البلد، بات على وشك الاكتمال.
وسيطر عناصر الحركة على مساحات شاسعة من المناطق الريفية وباتوا في الأيام الأخيرة يهددون عواصم عدد من الولايات إذ اقتربوا من قندهار كما من هرات، كبرى مدن غرب أفغانستان وثالث أكبر مدينة في عدد السكان (600 ألف نسمة) في هذا البلد، ولشكركاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب).
ولم تبد القوات الأفغانية أي مقاومة شديدة أمام تقدم طالبان، ولم تعد تسيطر سوى على المحاور الكبرى الرئيسية وعواصم الولايات.
وفي حال حدوثه، سيشكل سقوط قندهار التي جعلت طالبان منها مركز نظامها حين حكمت أفغانستان بين 1996 و2001، كارثة للسلطات الأفغانية.
ومن شأن ذلك أن يعزز التساؤلات حول قدرة الجيش الأفغاني على منع طالبان من الاستيلاء على السلطة في أفغانستان.
وعلى مسافة حوالي عشرة كيلومترات جنوب هرات، استولى المتمردون على جسر بول مالان وتواجهوا مع القوات الأفغانية قرب جسر آخر هو باشتون بول، على الطريق الذي يربط هرات بالمطار.
وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية عن وصول المئات من جنود القوات الخاصة الأحد إلى هرات “بهدف تعزيز العمليات الهجومية والقضاء على طالبان”.
وقال بادشاه خان أحد السكان، إن طالبان والقوات الأفغانية “تتواجهان في الشوارع”، مضيفا أن المسلحين استولوا على العديد من المباني الإدارية، متحدثا عن مدينة شوارعها مليئة بالجثث.
والجمعة، تعرضت مكاتب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) في هرات لهجوم بقاذفات صواريخ من قبل “عناصر مناهضة للحكومة” ما أسفر عن مقتل شرطي أفغاني كان يحرس المبنى كما أوضحت البعثة، مشيرة بأصابع الاتهام إلى طالبان.
وطالبت الأمم المتحدة طالبان الأحد بإجراء تحقيق كامل وتقديم إجابات وافية وموسعة بشأن الهجوم مبدية مخاوفها الشديدة.
وسيطرت طالبان أخيرا على مناطق عدة في ولاية هرات، بالإضافة إلى نقطتين حدوديتين فيها هما إسلام قلعة، نقطة العبور الرئيسية مع إيران، وتورغندي، نقطة العبور مع تركمانستان.
وكتب عبدالله عبدالله نائب الرئيس السابق ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في تغريدة السبت، أن طالبان أعدمت ضابطا كبيرا في الجيش الأفغاني بعد أسره قرب هرات.