المصرية راندا فؤاد تجسّد "أحلامها الصيفية" في لوحات تجريدية

40 لوحة بمعرض"أحلام صيفية" من شواطئ البحر المتوسط ​​الساحرة في مصر.
الثلاثاء 2021/07/06
رموز تجريدية تمزج الواقع بالخيال

القاهرة - تجسّد الفنانة المصرية راندا فؤاد في معرضها الجديد “أحلام صيفية” جمال الطبيعة البحرية ومشاهدها الساحرة عبر أربعين لوحة مُبهرة بالألوان والتفاصيل.

وعن معرضها الجديد المُستمر حتى نهاية شهر أغسطس القادم بمقر النادي الاجتماعي بقرية الدبلوماسيين بسيدي عبدالرحمن بالساحل الشمالي المصري، تقول فؤاد “المجموعة الجديدة تتكوّن من أربعين لوحة تمثّل بهجة الصيف والحياة البحرية.. هي تشكيلات ملوّنة مستوحاة من شواطئ البحر المتوسط ​​الساحرة في مصر، والتي تعتبر من أجمل الشواطئ في العالم حيث الرمال البيضاء والبحر الفيروزي”.

وتوضّح الفنانة المصرية أنها عملت في معرضها الجديد على إبراز تقنيات ومواد مختلفة تستند فيها على الألوان الزيتية والأكريليك عن طريق مزج خامات أخرى مختلفة منها الرمل وورق الذهب، لتصوّر من خلالهما رمال شواطئ مصر الذهبية.

وعن هذا التوجّه تقول فؤاد “دائما ما أحاول في أعمالي الفنية أن أنقل حالة وجدانية للمُشاهد من خلال استخدام الألوان الزاهية التي تترك في نفسه سعادة وتفاؤلا، هذا بالإضافة إلى أن معارضي الفنية دائما ما تكون هدفها تقوية العلاقة بين الجمهور والأماكن، فبالتأكيد أغلبنا يتردّد في موسم الصيف على الشاطئ ليتنفّس هواءه النقي بعد عام طويل من روتين يومي يقضيه في المدينة، وهو ما أعكسه في لوحات أحلام صيفية”.

راندا فؤاد: معارضي تقيم علاقة وصل بين الجمهور والفضاء الحاضن للأعمال
راندا فؤاد: معارضي تقيم علاقة وصل بين الجمهور والفضاء الحاضن للأعمال

وتضيف الفنانة المصرية “سعيدة جدا بأن أكون أول فنانة تنظم أول معرض تشكيلي بالساحل الشمالي المصري، والذي يتواصل حتى نهاية فصل الصيف ليتسنى لكل زوار محافظة مطروح زيارته، فتتحقّق للمصطافين متعة السياحة والإفادة الثقافية من اللوحات المعروضة بشكل متواز”.

ومعرض “أحلام صيفية” هو المعرض الفردي الثالث للفنانة، حيث تمكّنت من تنظيم مجموعة من المعارض أبرزها معرض “فانتازيا مصرية” في عام 2019، و”طي أرض النور” في مارس الماضي، بقاعة صلاح طاهر بالأوبرا المصرية، الذي قدّمت فيه مشاهد ورؤى مختلفة لشبه جزيرة سيناء بتصوّر يربط بين الخيال والواقع.

وتأثّرت الفنانة المصرية بالفن القبطي والإسلامي، وهي ترسم في أغلب لوحاتها التمائم الفرعونية والإسلامية مع استخدام الكثير من الألوان الحارة والناصعة، كما تعتمد كثيرا على اللون الذهبي، الذي تراه يساعدها على تقريب رسائل ومفاهيم لوحاتها إلى المتلقي.

وهي تحاول في كل لوحاتها المستوحاة من الحضارة الفرعونية ربط ثقافة مصر القديمة بالحداثة، لأجل خلق علاقة حوار بين الماضي والحاضر، محفّزة الشباب على ضرورة الالتفاف حول الهوية المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام.

وتُؤكّد فؤاد أنها تهدف في جل معارضها لدعم مبدأ تواصل الأجيال مع الفن المصري القديم، حيث تكون الرموز والأشكال والألوان سيّدة اللوحات بما تتمتّع به من توازن أساسه البهجة والتفاؤل.

وفي محاولة لإعلان أن صوت الفن يعلو على صوت فايروس كورونا، صمّمت فؤاد في مايو من العام 2020 كمامات متعدّدة الاستخدام، مستوحاة من أعمالها الفنية.

ونفّذت الفنانة التشكيلية لوحاتها وتولّت شريكتها مصمّمة الأزياء جهاد بداروي التنفيذ من خلال علامتهنّ التجارية R&G designs، وتمّ البدء بكمامتين لكليهما، وكانت المفاجأة أن انهالت الطلبات عليهما بعد إعجاب المتابعين بالفكرة.

وعن التجربة تقول فؤاد “بدأت الفكرة من معرضي الأول فانتازيا مصرية في نوفمبر 2019، بتنفيذ أزياء حديثة مستوحاة من لوحاتي تعكس الحضارة المصرية القديمة”.

وأضافت “اهتمام منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة بدخول الفن في عمل الكمامات لكي يكون هناك هوية لكل شخص وكل دولة، أعطاني دافعا قويا لنقل لوحاتي على الكمامات، بعدما أصبح هناك اتجاه لارتداء الكمامة من قبل الجميع وقاية من الفايروس القاتل”.

وتابعت “الغرض الأساسي من ذلك العمل هو نشر البهجة، خاصة أننا سنرتدي الكمامات لمدة غير محددة في ظل الاحترازات الصحية التي فرضها الوباء”.

وعن كيفية تحويل اللوحة إلى كمامة، تقول “بعد رسم اللوحة الفنية طبقا للتصميم الذي أتبعه، ما بين الحضارة الإسلامية والفرعونية والقبطية، أو الخط الكوفي، نقوم باختيار لوحات ألوانها مبهجة ونقوم بطباعتها على قماش من القطن المصري، لتأتي بعدها مرحلة التصنيع بوضع صورة اللوحة على وجه الكمامة وفي الخلفية قماش أبيض من القطن، مع مراعاة المواصفات الخاصة، وهو متاح للغسل أكثر من مرة”.

وترى فؤاد أنه “لا بد من أن يطوّع الجميع موهبته لخدمة المجتمع، فالفن شريك أساسي في التنمية”.

وفكرة فؤاد تعدّ امتدادا لمدرسة الباوهاوس، وهو مصطلح يشير إلى مدرسة فنية نشأت في ألمانيا، كانت مهمتها الدمج بين الحرفة والفن وكان لها تأثير كبير في الفن والهندسة المعمارية والديكور والتصميم الخارجي والطباعة والغرافيك.

ويعدّ فالتر غروبيوس صاحب هذه المدرسة المعمارية التي تعتمد على تطبيق الفن على كل ما يستخدمه الإنسان في حياته اليومية مثل السيارة والهاتف والمقعد والقلم وغيرها من مستلزمات الحياة.

والفنانة راندا فؤاد كاتبة وفنانة تشكيلية، التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، ثم بدأت رحلتها المهنية في مجال التنمية بمنظمة الأمم المتحدة ومنظمات عديدة مكّنتها من السفر إلى معظم دول العالم والتعرّف على حضارات مختلفة.

كما قادت كصحافية وكاتبة المكتب الإقليمى لجريدة التايمز اللندنية في الشرق الأوسط لفترة طويلة، وهي تعتبر أحد رواد العمل البيئي الأهلي في مصر، من خلال رئاستها المنتدى العربي الإعلامي للبيئة والتنمية الذي نفّذ العديد من المبادرات البيئيةـ إلى جانب عملها كمستشارة لعدد من وزراء البيئة المصريين.

وبرزت موهبة فؤاد في الرسم وشغفها بالألوان منذ الصغر، إلاّ أنها بدأت في احتراف الرسم منذ تسع سنوات فقط، بعد أن اشتغلت لأكثر من ربع قرن في مجال التنمية والبيئة بالأمم المتحدة، ومن ثمة قرّرت أن تتفرّغ للفن التشكيلي وتصميم أعمال من بصمتها الخاصة.

16