منتخب هولندا ضحية عناد دي بور

دي بور يثير جدلا كبيرا في البلاد نتيجة تخليه عن أسلوب اللعب التقليدي الذي ساهم في قيادة الطواحين إلى نهائي مونديالي 1974 و1977 ولقبه الوحيد في كأس أوروبا 1988.
الثلاثاء 2021/06/29
خروج مر

لاهاي – دفع المنتخب الهولندي ثمن خيار مدربه فرانك دي بور بخوض غمار نهائيات النسخة السادسة عشرة من كأس أوروبا لكرة القدم دون جناحين، وسقط البرتقالي الأحد أرضا على يد نظيره التشيكي الذي أقصاه من الدور ثمن النهائي بالفوز عليه 2 – 0.

وفي بلد اشتهر بأسلوب لعبه الهجومي والاعتماد تاريخيا على تشكيلة 3 – 3 – 4 قرر دي بور المغامرة بالخروج عن التقليد في مهمة إعادة المنتخب إلى مكانته بعدما غاب عن البطولتين الكبريين الأخيرتين بفشله في التأهل إلى كأس أوروبا 2016 ومونديال 2018.

وأثار دي بور جدلا كبيرا في البلاد نتيجة تخليه عن أسلوب اللعب التقليدي الذي ساهم في قيادة الطواحين إلى نهائي مونديالي 1974 و1977 ولقبه الوحيد في كأس أوروبا 1988.

وبعد الخروج المخيب من ثمن النهائي على يد تشيكيا رأى القائد جورجينيو فينالدوم “أننا لم نكن في يومنا. لقد نسينا أن نخلق لأنفسنا فرص التسجيل. وفرص التسجيل هي الأساس في كرة القدم”. وفي تقييمها لأداء اللاعبين بعد المباراة لم تمنح صحيفة “فوتبال إنترناتشوناله” المتخصّصة أي لاعب معدل 5 على 10، ورأت أن دي بور نفسه لا يستحق أكثر من 3 على 10.

ويبدو مستقبل المدرب السابق لأياكس (توج بلقب الدوري أربع مرات بين 2011 و2014) وإنتر الإيطالي وكريستال بالاس الإنجليزي وأتلانتا يونايتد الأميركي في مهب الريح، بعد خيبة السقوط الأحد على ملعب بوشكاش أرينا في العاصمة المجرية بودابست.

وحتى بعد حصد النجاح في دور المجموعات، حيث فازت هولندا بمبارياتها الثلاث، لم يسلم دي بور من الانتقادات بعد تفضيله اللعب بخطة 2 – 3 – 5 عوضا عن 3 – 3 – 4.

ولم يشفع له رابط الدم مع شقيقه التوأم رونالد دي بور لكي يتجنب انتقادات الأخير الذي قال إن الأسطورة الراحل “يوهان كرويف يدور في قبره” بسبب مشاهدته المنتخب يلعب بهذا الأسلوب.

تعسف مطلق

انتقادات للخطة التكتيكية
انتقادات للخطة التكتيكية

ذهب أحد الصحافيين المعروفين في هولندا إلى حد القول بأن التكتيك المعتمد من دي بور شكل تعسفا على الكرة الهولندية. وكشف فينالدوم أن “التحضيرات كانت صعبة لأنه تم انتقادنا كثيرا بخصوص الطريقة المعتمدة في لعبنا.

ثم تعززت معنويات المجموعة بحصولنا على تسع نقاط من أصل تسع ممكنة (بالفوز على أوكرانيا 3 – 2 والنمسا 2 – 0 ومقدونيا الشمالية 3 – 0)، وتحولت الأجواء السلبية إلى أجواء إيجابية”.

لكن هذه الانتصارات ضد منتخبات تعتبر متواضعة إلى حد ما كانت بمثابة “الشجرة التي غطت الغابة” بحسب المحلل الكروي الحالي والدولي الهولندي السابق فيم فان هانيغيم.

وعكس ممفيس ديباي، المنتقل مؤخراً من ليون الفرنسي إلى برشلونة الإسباني، هذا التحول في مستوى فريق دي بور؛ إذ بعد أن تألق في دور المجموعات بتسجيله هدفين وتأثيره بشكل فعال على مشوار البرتقالي في تلك المباريات الثلاث مَرَّ لاعب ليون الفرنسي السابق مرور الكرام على مباراة ثمن النهائي ضد تشيكيا.

فقد ديباي الكرة 25 مرة في غضون الدقائق التسعين من المباراة التي لم تسدد فيها هولندا بين الخشبات الثلاث ولو لمرة واحدة. وفي انتقادها اللاذع للمدرب دي بور اعتبرت صحيفة “فوتبال إنترناتشوناله” بعد المباراة أن “دي بور لا يعرف حتى كيف يحلل الأخطاء التي حصلت” في اللقاء.

ومن الواضح أن لاعب أياكس وبرشلونة السابق كان تحت الضغط حتى قبل أن يقود الحصة التمرينية الأولى مع المنتخب كخلف لرونالد كومان اعتبارا من سبتمبر 2020.

أمور سوداوية

Thumbnail

رغم كل الذي حصل لا تبدو الأمور سوداوية بالنسبة إلى المنتخب الذي يضم في صفوفه نجوما في أهم الأندية الأوروبية مثل ماتياس دي ليخت (يوفنتوس الإيطالي) الذي لعب دورا في خروج بلاده نتيجة طرده أمام تشيكيا، وشتيفان دي فراي (إنتر الإيطالي)، وديباي وفينالدوم (ليفربول الإنجليزي حتى هذا الموسم وباريس سان جرمان الفرنسي اعتبارا من هذا الصيف).

ويبدو المستقبل مشرقا بالنسبة إلى مونديال 2022 مع أو دون دي بور المرتبط بعقد حتى 2022 والذي تحدث بعد الخروج عن هذه النقطة قائلا “هذه المجموعة قوية جدا ويمكنها تحقيق أشياء عظيمة. سأبتلع أولا هذه الحبة المُرة (في إشارة إلى الخروج المخيب) ثم سنرى ما سيحدث”.

23