أعمال العناية بالحديقة تنعكس إيجابا على الصحة النفسية

لندن - كشفت بعض الدراسات عن وجود فوائد مذهلة لأعمال العناية بالحديقة تنعكس بشكل إيجابي على الصحة النفسية والجسدية، وقد أكد خبراء أن البستنة تساعد في تحسين المزاج وتحارب الاكتئاب.
وأشار الخبراء إلى أن أعمال البستنة تعتبر من النشاطات البدنية المفيدة للغاية، ذلك أن مهامّ مثل إزالة الأعشاب الضارة والتقليم والري تعد بمثابة تمرين رياضي من شأنه أن ينعكس إيجابياً على صحة القلب والعظام والعضلات.
وأوصى الخبراء بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين متوسطة الشدة من أجل التمتع بالصحة واللياقة المثالية.
ويمكن للبستنة أن تساعد في حصول الجسم على فيتامين “د” الضروري لصحة العظام والوظائف الحيوية الأخرى ذلك أن قضاء وقت قصير تحت أشعة الشمس من شأنه أن يلبي احتياجات الجسم من هذا الفيتامين.
كما أن البستنة يمكن أن تكون نشاطاً عائلياً رائعاً إذ تشجع العناية بالحديقة التواصل والترابط بين أفراد الأسرة وتعليم الأطفال مهارات حياتية مثل المسؤولية والاهتمام.
قضاء الوقت في الخارج للاعتناء بالحديقة يعد نشاطا ممتعا يمكن أن يساعد على تخفيف الضغط والتوتر
وتعد أعمال البستنة من العناية بالأرض والتربة وزراعة الزهور والنباتات وملاحظة الحشرات والحيوانات المرتبطة بالأرض واحدة من الأمور الجميلة في الحياة ومن أسهل الطرق لربط الأطفال مع الطبيعة، ذلك أنه عندما يرى الأطفال آباءهم يمارسون أعمال البستنة في حديقة المنزل أو قطعة من الأرض التي يملكونها تمنحهم صحة عقلية أفضل في مرحلة البلوغ ترتبط ارتباطًا إيجابيًا أكثر ببيئتهم.
ووفقا للخبراء تعتبر البستنة واحدة من الأعمال التي اعتاد الناس أن يمتعوا كل الحواس الخمس من خلال العمل فيها، وبالتالي تعتبر واحدة من أكثر الأنشطة المفيدة للأطفال والتي تمدهم بأسس العلوم والفنون، حيث يكتسب الأطفال قدرا كبيرا من المعرفة حول نمو النباتات وما يتعلق بالعناية بها بطريقة عملية لا نظرية. كما أن الأطفال يشعرون بمزيد من المسؤولية والنضج لأنهم سيكونون أكثر تقدمًا من أقرانهم.
وكشفت دراسات دور البستنة في التخفيف من التوتر والمساعدة على الاسترخاء. إذ أن أعمال الحديقة أو أي هواية مشابهة توفر منفذاً صحياً لتخفيف حدة التوتر. ويعد قضاء الوقت خارج البيت للاعتناء بالحديقة نشاطاً ممتعاً يمكن أن يساعد على تخفيف الضغط.
وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على الأشخاص الذين أجروا مهمة مرهقة ثم قاموا بالبستنة أو قرأوا كتاباً لمدة 30 دقيقة أن البستنة تخفف التوتر بشكل ملحوظ وتساعد في تحسين المزاج حتى أكثر من المطالعة.
وبدأت عيادات بريطانية مثل عيادة كورنبروك الطبية في هولم مانشستر بوصف البستنة للأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب. إذ يتم إعطاء المرضى نباتات للعناية بها، ويتم زراعتها لاحقاً في حديقة عامة محددة حيث يمكنهم المشاركة في نشاط مع الآخرين وتقوية الروابط الاجتماعية.