تركيا تهدّد بتوسيع عملياتها العسكرية في العراق

أنقرة- هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوسيع العمليات العسكرية التي تشنّها بلاده داخل الأراضي العراقية بملاحقة عناصر حزب العمّال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة تنظيما إرهابيا وتخوض القوات التركية حربا ضدّه منذ عقود.
وقال أردوغان إن تركيا ستقوم “بتطهير” مخيم لاجئين تعتبره ملاذا آمنا لمقاتلين أكراد، مهدّدا بتوغل القوات التركية أكثر داخل الأراضي العراقية.
وكثفت القوات التركية هجماتها على قواعد الحزب في شمال العراق خلال العام الماضي وركزت نيرانها وتوغلها بالأساس على قطاع من الأراضي العراقية يمتد إلى عمق 30 كيلومترا داخل تلك الأراضي.
لكن أردوغان قال إن مخيم مخمور الذي يقع على بعد 180 كيلومترا جنوبي الحدود التركية ويؤوي لاجئين أتراكا منذ أكثر من 20 عاما يعد حاضنة للمقاتلين ويتعين التعامل معه.

تركيا لم تنقطع طيلة ثلاثة عقود عن ملاحقة الحزب داخل الأراضي العراقية
وأضاف “إذا لم تطهره الأمم المتحدة فسنقوم نحن بذلك باعتبارنا دولة عضوا في المنظمة”، معتبرا أنّ المخيم يشكل تهديدا لا يقل عن التهديد الذي تمثله جبال قنديل معقل حزب العمال الكردستاني والواقعة على مسافة أبعد باتجاه الشمال. وتساءل في مقابلة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية “إلى متى يتعين علينا الصبر بشأن المخيّم؟”.
وقال مسؤول عراقي بارز لوكالة رويترز إن تركيا اشتكت لبغداد الأسبوع الماضي من “أنشطة إرهابية يطلقها حزب العمال الكردستاني من مخيمه في مخمور ضد تركيا”.
وأضاف المسؤول أن قادة أمنيين ومسؤولين محليين تحروا الشكوى التركية وأبلغوا الحكومة بأن مخيم مخمور يسيطر عليه مقاتلون من حزب العمال الكردستاني ولا يسمحون للقوات العراقية بدخوله.
ورغم ذلك يرى الكثير من العراقيين أنّ أردوغان الذي سلك سياسة توسّعية في كل من سوريا وليبيا وأذربيجان، يتخذ من محاربة حزب العمال الكردستاني ذريعة لدخول قواته الأراضي العراقية وتركيز قواعد عسكرية دائمة عليها.
وقال خبير أمني عراقي إنّ “تركيا لم تنقطع طيلة ثلاثة عقود عن ملاحقة الحزب داخل الأراضي العراقية، ومع ذلك لم تحتج إلى توسيع عملياتها مثل ما تفعله اليوم”.
وأقيم المخيم في تسعينات القرن الماضي عندما عبر آلاف الأكراد الحدود من تركيا في خطوة تقول أنقرة إنها كانت بتحريض متعمد من حزب العمال الكردستاني.