غموض يلف نتائج المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية

بيروت - انتهت الجولة الخامسة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي شهدت مداولاتها الثلاثاء سرية تامة.
وانعقدت الجولة في مقر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الناقورة، بوساطة أميركية قادها السفير جون دوروشيه، واستمرت خمس ساعات. ولم يرشح عن هذه الجولة الكثير سوى إصرار الجانب اللبناني على حقه في حدوده البحرية، وفقا لقانون البحار المتعارف عليه دوليا.
وجاءت الجولة بعد انقطاع دامَ نحو خمسة أشهر إثر تعثر الجولات الأربع الماضية، على خلفية رفع الوفد اللبناني سقف مطالبه متمسّكا باستعادة حقوقه البحريّة كاملة بما يتجاوز المساحة التي انطلقت على أساسها المفاوضات.
وكانت زيارة وكيل الخارجية الأميركية دايفيد هيل إلى بيروت قبل أيام لعبت على ما يبدو دورا رئيسيا في استئناف المفاوضات، حيث تمكّن هيل من انتزاع تعهد من الرئيس ميشال عون بالعودة إلى بنود الاتفاق الإطاري والتخلي عن المرسوم رقم 6433 الذي يضيف نحو 1400 كيلومتر مربع إلى منطقة لبنان الاقتصادية الخالصة.
وذكرت أوساط سياسية لبنانية أن الوفد اللبناني ذهب إلى مفاوضات الأمس على أساس عدم تقديم تنازل حيال المطالب المبدئية وفي مقدمتها مراعاة إجراء الترسيم على أساس الخط 29، مشيرة إلى أن هذه الاشتراطات لا يمكن القول إنها نهائية.
وأوضحت الأوساط أنه من الصعب انتزاع تنازل بهذا الحجم من إسرائيل التي كانت بدأت عمليات التنقيب، فضلا عن أن تراجع عون عن توقيع مرسوم توسيع المنطقة الخالصة سيقرأه الطرف المقابل على أنه نقطة ضعف ستجر معها تنازلات أخرى، وبالتالي سيتشدد أكثر في موقفه.