مباحثات في جنيف دون آمال كبيرة للقبارصة

وزير خارجية جمهورية قبرص يؤكد نية بلاده الذهاب لجنيف بعزم ثابت على استئناف المفاوضات لإعادة توحيد قبرص تماشيًا مع قرارات الأمم المتحدة.
الاثنين 2021/04/26
تعنت أنقرة يعطل التوصل إلى تسوية

نيقوسيا - يلتقي القبارصة اليونانيون والقبارصة الأتراك من الثلاثاء إلى الخميس في جنيف لإجراء "محادثات غير رسمية" برعاية الأمم المتحدة، لكن دون آمال كبيرة بالتوصل إلى اتفاق حول إعادة توحيد الجزيرة المتوسطية.

وقبرص منقسمة منذ غزو الجيش التركي ثلثها الشمالي عام 1974، ردًا على محاولة انقلاب كانت تهدف إلى ضمّ الجزيرة إلى اليونان.

وانضمّت قبرص عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي الذي تنحصر مكتسباته بالشطر الجنوبي من الجزيرة الذي يقطنه قبارصة يونانيون وتحكمه سلطة هي الوحيدة المعترف بها في الأمم المتحدة. وفي الشمال لا تعترف سوى أنقرة بـ”جمهورية شمال قبرص التركية”.

وقبل ثلاثة أيام من محادثات جنيف، تظاهر المئات من القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك السبت في نيقوسيا، من جانبي الحدود في آخر عاصمة منقسمة في العالم، مطالبين بالسلام وإعادة التوحيد.

يانيس يوانو: الفريقان قد يتوصلان في جنيف إلى اتفاق لمواصلة النقاش
يانيس يوانو: الفريقان قد يتوصلان في جنيف إلى اتفاق لمواصلة النقاش

وباءت بالفشل كافة المحاولات السابقة لإعادة توحيد الجزيرة، في ظلّ خصومة إقليمية بين اليونان وتركيا.

وقال وزير الخارجية في جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس “نحن ذاهبون إلى جنيف بعزم ثابت على استئناف المفاوضات لإعادة توحيد قبرص على شكل فيدرالية ذات مجتمعين ومنطقتين، تماشيًا مع (قرارات) الأمم المتحدة”.

لكن من جهة “جمهورية شمال قبرص التركية”، يختلف الخطاب تمامًا، حيث قال “وزير الخارجية” في الشطر الشمالي تحسين أرطغرل أوغلو إن “الحلّ هو جزيرة واحدة ودولتان منفصلتان”، معتبرًا أنه لا يوجد “أرضية مشتركة” للتفاهم.

ويرى المحلل القبرصي التركي كمال بيكالي وهو ناشط في منظمة “لنوحد قبرص الآن” غير الحكومية أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سيُشرف على المحادثات، يريد أن “يُظهر أنه استنفد كلّ خياراته”.

ويضيف بيكالي أن غوتيريش “بحاجة إلى أن يسمع رسميًا أن المعسكرين لن يتوصلا إلى اتفاق في الإطار المقترح حاليًا”.

والأمم المتحدة حاضرة في قبرص منذ العام 1964 بسبب أعمال العنف بين الجانبين آنذاك، وتولت بعد عشر سنوات مهمة مراقبة المنطقة العازلة بعد التقسيم.

وتحت رعايتها، أُجريت المفاوضات الأخيرة في سويسرا في يوليو 2017، حول مبدأ إعادة توحيد الجزيرة على شكل دولة فيدرالية.

وتعثّرت خصوصًا بسبب مسألتين هما سحب عشرات الآلاف من الجنود الأتراك من شمال الجزيرة وإبقاء حق التدخل لتركيا.

ودُعيت هذه الأخيرة إلى مفاوضات جنيف الثلاثاء على غرار اليونان وبريطانيا، وهما الدولتان “الضامنتان” الأخريان للجزيرة منذ استقلالها عام 1960.

Thumbnail

وبعد فشل المفاوضات عام 2017، جاءت عوامل عدة لتُضاف إلى النقاط الخلافية التقليدية وهي الضمانات الأمنية والعدالة السياسية والتعديلات المتعلقة بالأراضي وحقوق الملكية للنازحين.

وألمح الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس إلى أنه قد يتخلى عن فكرة الفيدرالية ويقترح “لامركزية” بعض السلطات.

ويعتبر بيكالي أن قبرص التي تندرج في السياق الجيوسياسي للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، “سفينة صغيرة في لعبة القوى الكبيرة”.

ويرى أن أنقرة “قد تستخدم المحادثات” كأداة لخدمة عقيدتها المسماة “الوطن الأزرق” التي تهدف إلى بسط سيادتها على مساحات متنازع عليها في شرق البحر المتوسط.

وفي قبرص حيث لا تزال غالبية نقاط العبور بين الشمال والجنوب مغلقة بسبب تفشي وباء كوفيد – 19، التفاؤل ليس سائدًا.

ويعتبر الصحافي يانيس يوانو مؤسس مركز أبحاث جيوبوليتيكال سايبرس أن “تركيا غيّرت النمط”. وذلك وفق قوله، من خلال أولًا القيام بعمليات استكشاف للغاز الطبيعي في مناطق بحرية تطالب قبرص واليونان بالسيادة عليها، ثمّ عبر افتتاح قبل “الانتخابات الرئاسية” في الشطر الشمالي شوارع في مدينة فاروشا ذات الرمزية الكبيرة، التي كانت منتجعًا سياحيًا فخمًا وباتت “مدينة أشباح” منذ أن أغلقها الجيش التركي عام 1974.

وأوضح يوانو أن الهدف في جنيف هو “إحداث اختراق. قد يتوصل الفريقان إلى اتفاق لمواصلة النقاش”.

5