نتنياهو لبايدن: أي اتفاق مع إيران لن يكون ملزما لنا

رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول إن أي اتفاق مع إيران يمهد لها الطريق لأسلحة نووية لن يلزم إسرائيل.
الجمعة 2021/04/09
عين تراقب كل تحركات إيران

القدس - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو إن أي اتفاق مع إيران “لن يكون ملزما” لبلاده، في وقت تتصاعد فيه اللهجة والتحركات الإسرائيلية تجاه إيران بعد أن باتت الولايات المتحدة تفضل اللجوء إلى الحل الدبلوماسي من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، وهو ما تعتبره تل أبيب خطرا على أمنها وأمن المنطقة.

ويأتي تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت تعكف فيه وزارة دفاعه على تحديث خططها العسكرية، ما يزيد من احتمال توجيه تل أبيب ضربة عسكرية لطهران إذا عاد الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الاتفاق النووي دون الرجوع إليها وأخذ مخاوفها بعين الاعتبار.

ورغم أنها ليست طرفا فيه تعارض إسرائيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرم عام 2015، وانسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018.

وأضاف نتنياهو “أقول لأفضل أصدقائنا في العالم (الأميركيين) إن اتفاقا مع إيران يمهد الطريق لأسلحة نووية لن يلزمنا بأي شكل من الأشكال”، مؤكدا “هناك أمر واحد يلزمنا، وهو منع من يريد تدميرنا من تنفيذ مؤامرته”.

ولا يستبعد مراقبون، بناء على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، أن تبادر تل أبيب إلى عملية اعتداء جوي وصاروخي بعيد المدى، تستهدف من خلاله نقاطا محددة داخل إيران، ومنها أهداف معدّة لمواقع ومنشآت نووية تشترك أو اشتركت سابقا مع الولايات المتحدة في كشفها، فتدمر بهذه الضربة المنشآت النووية الإيرانية الأكثر قدرة في الإمكانية وفي التوقيت على تصنيع قنبلة نووية، وبعد ذلك ستجد أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي لن تكون مزعجة لها، على الأقل في المدى المنظور.

وفي عهد إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما التي قادت الجهود الدبلوماسية مع إيران، كانت إسرائيل تهدد بشن ضربات جوية وقائية على مواقع نووية إيرانية.

وشكك بعض المسؤولين الأميركيين آنذاك في قدرة إسرائيل، التي يتردد أن ترسانتها العسكرية تشمل أسلحة نووية، على توجيه ضربات فعالة للأهداف الإيرانية البعيدة والمتناثرة وشديدة التحصين، لكن المعطيات تغيّرت اليوم.

بنيامين نتنياهو: ما يلزمنا هو منع من يريد تدميرنا من تنفيذ مؤامرته

وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إيران اتخذت مؤخرا عدة خطوات قد تسمح لها بأن تختصر بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي، إذا قرر النظام الاندفاع إليه، رغم إعلانها عن رغبتها في التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد.

وأشارت التقارير إلى أن تحركات إيران الأخيرة، بما في ذلك تكديس اليورانيوم المخصب منخفض الدرجة وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة وتوسيع العديد من المنشآت النووية ومتابعة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة ومؤخرا الإعلان عن خطط لإنتاج معدن اليورانيوم لوقود المفاعل، تعني أن توجّه إيران نحو الأصول النووية آخذ في الازدياد.

وفي وقت سابق قال داني ياتوم، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، إن “على تل أبيب منع إيران من الحصول على السلاح النووي، حتى لو اضطرت إلى استخدام القوة «. وذكر ياتوم، الذي ترأس جهاز الموساد ما بين 1999 و2001، أن على إسرائيل إبقاء الخيار العسكري “على الطاولة” في ما يتعلق بمواجهة سعي طهران للحصول على السلاح النووي.

وتابع “إذا واجهت إسرائيل تهديدا وجوديا فإن عليها استعمال كل الوسائل المطلوبة، بما في ذلك القوة العسكرية، من أجل الدفاع عن مواطنينا في مواجهة تهديد وجودي”.

وكشفت مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يناقش ثلاثة خيارات عسكرية لمواجهة محتملة مع إيران.

وأفادت مصادر سياسية في تل أبيب بأن الجيش الإسرائيلي تقدم إلى الحكومة لطلب زيادة كبيرة في ميزانيته تقدر بعدة مليارات، وذلك لكي يمول “الخطة المعدلة للتعامل مع التهديدات في الشرق الأوسط؛ خصوصاً التهديد النووي الإيراني”.

وقالت صحيفة يسرائيل هيوم، المقربة من نتنياهو، إن “الجيش الإسرائيلي يعمل على إعداد خطة عملية جديدة تتعامل مع التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط، وتتطلع إلى تقويض جهود طهران النووية”، مشيرة إلى أن هناك نقاشا يدور حول “خطة مركبة تتضمن ثلاثة خيارات سيتم إعدادها خلال الفترة القريبة قبل أن تعرض على الجهات السياسية”.

والثلاثاء انطلقت في فيينا مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه عام 2018 وفرضها عقوبات اقتصادية على طهران.

وتهدف المفاوضات إلى إعادة واشنطن للاتفاق، وتمهيد الطريق لتراجع إيران عن تملصها من القيود التي فرضت عليها بموجبه، حيث زادت عمليات تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة، متجاوزة نسبة 3.67 في المئة المسموح بها.

5