الجمهور المغربي على موعد مع عشرة أعمال درامية في رمضان

الرباط – أثرت قناة “أم.بي.سي 5” التابعة لمركز تلفزيون الشرق الأوسط، والتي تُعرف اختصارا بمجموعة “أم.بي.سي”، المشهد الدرامي المغربي ليصل عدد المسلسلات المنافسة في الموسم الرمضاني المرتقب بجميع القنوات المغربية العمومية منها والخاصة إلى ما يزيد عن عشرة أعمال اجتماعية في غياب شبه كلي للكوميديا، وهي: “سلمات أبوالبنات” في جزء ثان و“الماضي لا يموت 2”، ومسلسلات أخرى جديدة منها “البيوت أسرار” و“حديدان” و“أولاد العم” و“شاهد قبل الحذف” وغيرها.

وستضم شبكة البرامج على قناة “أم.بي.سي 5” وحدها نصف الأعمال المبرمج عرضها في شهر الصيام، والتي جرى تصويرها قبل مدة، بمشاركة ثلة من الممثلين المغاربة؛ إذ تعاقدت القناة التي انطلق بثها من المغرب في العام 2019 مع عدد من المخرجين المغاربة لإنتاج مجموعة من المسلسلات وعرضها في الموسم الرمضاني على غرار مسلسل “سلمات أبوالبنات” و“شهادة ميلاد”.

ويشار إلى أن عددا من شركات الإنتاج أنهت تصوير أعمالها الفنية الرمضانية، فيما تسرع أخرى لاستكمال التصوير في الأيام المقبلة، وذلك بعد السماح لها باستئناف عملها وفق إجراءات وقائية صارمة بسبب جائحة كورونا بعدما تعذّرت عليها المشاركة بأعمال درامية في الموسم الرمضاني السابق بسبب فرض قرار الحجر الصحي.

شراكة ناجحة

عبدالإله الجوهري: الدراما المغربية في الطريق الصحيح، وعليها إثبات حضورها عربيا

من خطط قناة “أم.بي.سي 5” اتجاهها للاستثمار بأفضل الإنتاجات المحلية، وتعزيز السوق وتوسيعها، وذلك بحكم الفائدة المشتركة بين القناة والكفاءات الفنية والتقنية المغربية، وأكّد مسؤولو القناة أنها تعمل على المساهمة في جذب الاستثمارات إلى القطاع الإعلامي، والتحفيز على إيجاد فرص عمل جديدة للشباب، ناهيك عن تنشيط عملية تبادل الخبرات بين ما هو محلي وإقليمي وعالمي.

وفي تصريح لـ“العرب” أكّد المخرج والناقد السينمائي عبدالإله الجوهري أن كل عمل يتم تصويره بالمغرب ومن قبل تقنيين وممثلين مغاربة يساهم في تكريس الدراما المغربية بغض النظر عن الجهة المنتجة. ويعتقد أن فتح باب استثمار “أم.بي.سي 5” في الأعمال الدرامية المغربية هو ربح لهذه الأخيرة، فقط يجب توجيه اهتمام هذه الجهة كي تخدم سياستها الثقافة المغربية، موضحا “بمعنى ليس تصوير مسلسلات من أجل تقديم كليشيهات عن المجتمع المغربي عفى عنها الزمن”.

وتُعالج الأعمال الدرامية التي ستعرض على القنوات المغربية في رمضان القادم في غالبيتها مواضيع اجتماعية آنية مثل مسلسل “شهادة الميلاد” الذي يتكوّن من ستين حلقة، و“الماضي لا يموت” في جزئه الثاني، و“سلمات أبوالبنات” الذي يعرف بدوره هذا العام إنجاز الموسم الثاني منه، ومسلسل “نصف قمر”، و“البيوت أسرار”، و“دار السلعة”، و“حديدان”، و“أولاد العم” و“شاهد قبل الحذف”.

ويقول الجوهري “على العموم، تعدّ تجربة قناة ‘أم.بي.سي 5’ في الاستثمار في الدراما المغربية مهمة، وأنوّه بهذه الشراكة”، ويعتقد أن مجموعة من الأعمال  مثل “شهادة ميلاد” في جزأيه كان ناجحا بكل المقاييس، لأن مخرجه أحمد زيان اجتهد وتفوّق في عمله.

ومن الأعمال الدرامية المبرمجة في شهر رمضان القادم مسلسل يحمل عنوان “أولاد المرسى”، من إخراج مراد الخوضي وبطولة ماجدولين الإدريسي وعزيز داداس وعبدالسلام بوحسيني وأمين الناجي وسحر الصديقي وآخرين.

ويُعالج المسلسل العديد من المواضيع الاجتماعية الآنية، واضطر طاقمه إلى توقيف التصوير في الوقت الذي فرضت فيه السلطات المغربية حالة الطوارئ في إطار التصدّي لانتشار فايروس كورونا المستجد، قبل أن يعود الطاقم إلى موقع التصوير مرة أخرى ويستأنف عمليات التصوير.

وتبثّ قناة “أم.بي.سي 5” إلى جانب ما تقدّم ذكره مسلسلا جديدا بعنوان “سول دموعي”، بمشاركة عدد من الفنانين منهم المغني زهير بهاوي الذي يخوض تجربة التمثيل لأول مرة، إلى جانب كل من رفيق بوبكر وسهام آسيف وآخرون، وكان المسلسل يحمل عنوان “قلبي نساه” قبل أن يتّفق المشرفون على العمل على “سول دموعي”.

ونوّه بهاوي بالتعامل الراقي الذي حظي به من قبل المخرج إبراهيم شكيري ونخبة من الفنانين والممثلين المغاربة، حيث أكّد أنهم احتضنوه وساعدوه بكثير من الود والتشجيع بحكم أنها أول تجربة له وراء الكاميرا كممثل.

وعرف المسلسل قبل الانطلاق في تصويره بشكل فعلي بعض الأزمات التي أجّلت إنتاجه؛ منها تعويض المغنية دنيا بطمة، بسبب متابعتها قضائيا واعتقالها، بالممثلة المغربية من أصل فرنسي وداد إلما التي شرعت منذ مدة في تصوير مشاهدها.

المغني المغربي زهير بهاوي يقتحم مجال التمثيل للمرة الأولى في مشواره الفني من بوابة المسلسل الاجتماعي "سول دموعي"

وبدأت إلما التمثيل عندما كانت في السادسة من عمرها، وانضمت إلى مؤسسة مسرحية في باريس وبدأت تُمثل باحتراف في سن السادسة عشرة، ولعبت دورها الأول في فيلم “موسم الوجوه” وبعد ذلك لعبت دور البطولة في الفيلم الفرنسي “الخطة البديلة” من إخراج كامل صالح، ثم انتقلت إلى المغرب وتابعت مسارها في التمثيل بلعب أدوار رائدة في عدة أفلام مثل “جناح الهوى” و“الزيرو”.

وقالت رجاء الحساني، منتجة المسلسل، إن “قصة المسلسل اجتماعية درامية، والعمل يعتبر متكاملا ويحظى بمواصفات عالمية، سواء في ما يتعلق بالديكورات أو الملابس أو غيرها، وذلك رهان من أجل أن يكون العمل مميزا وبمواصفات عالمية”، إلاّ أن صدور الحكم في حق بطمة قلب موازين مسلسل سيعود خلال السباق الرمضاني برسم 2021، بعدما كان مبرمجا لـ2019.

تأصيل الهوية المغربية

رغم ما حقّقته قناة “أم.بي.سي 5” من طفرة كمية ونوعية عرفها المشهد الدرامي المغربي منذ إنشائها في العام 2019 إلاّ أن شقا كبيرا من بين المهتمين بقطاع الإنتاج يقول إن إنتاج المسلسلات المغربية مازال يحتاج إلى مجهود أكبر، معتبرا أنه رغم إمكانيات القناة الضخمة سيبقى المشاهد المغربي متشبثا بمتابعة قنواته العمومية خلال رمضان القادم  كونه يرى فيها هويته الثقافية والحضارية المحلية.

وهو ما أكّده الجوهري في حديثه لـ“العرب” بقوله “يجب أن نسوّق الدراما المغربية، لأنه في السنوات الأخيرة وصل إنتاجنا الدرامي إلى مرتبة مهمة مقارنة مع نظيره في العالم العربي، لكن سلبيته أنه منغلق على نفسه لا يتجاوز جغرافية المغرب”، لافتا إلى ضرورة تكريس رؤية سياسية حقيقية لتسويق المنتوج المغربي، وذلك على الأقل في المرحلة الأولى بانفتاح التلفزيون المغربي العمومي على تلفزيونات عربية وأفريقية من خلال تقديم المسلسلات الناجحة ولو بالمجان.

وتراهن قناة “أم.بي.سي 5” على الجزء الثاني من مسلسل “سلمات أبوالبنات”، من إخراج هشام الجباري، من أجل رفع نسب مشاهدتها عند عرضه؛ إذ يتوقّع أن يلقى المسلسل إقبالا كما في الموسم السابق حيث كان حديث مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تطرّقه إلى العديد من المواضيع الاجتماعية التي تعالج واقعا قريبا من يوميات المغاربة، رغم الأخطاء التي رصدها متابعون في الجزء الأول. وتم الشروع في تصوير حلقات الجزء الثاني من المسلسل في نهاية ديسمبر الماضي.

وستعرض القناة كذلك خلال الموسم الرمضاني مسلسلا اجتماعيا جديدا من 30 حلقة بعنوان “أولاد العم”، من إخراج إبراهيم الشكيري، وتدور أحداثه حول قصة حب عنيفة داخل عائلتين لهما نقاط مشتركة، حيث أن القصة قريبة من أحداث روميو وجولييت، ويشارك في المسلسل كل من عزيز داداس وربيع القاطي وعبدالله ديدان وسعيد آيت باجا ونعيمة بوحمالة وفاطمة خير.