"على قوائم الأسد" سوريون "يفيشون" أنفسهم قبل العودة

دمشق – وجد سوريون، خاصة أولئك الذين يعيشون في الخارج ويرغبون في العودة إلى بلادهم، إجابة على سؤال “هل أنا مطلوب؟” في تطبيق “على قوائم الأسد”.
ويتخوف الراغبون في العودة من احتمالية اعتقالهم. ويعلم التطبيق السوريين إذا ما كانوا مطلوبين من قبل السلطات، ويعدّ التطبيق نموذجا مستقلا وأكثر أمنا مما يعرف بـ”التفييش” داخل سوريا.
و”التفييش” مصطلح سوري يُشير إلى فحص اسم ما في قوائم الأجهزة الأمنية، ومعرفة إذا ما كان مطلوبا لجهة ما، أو تتوجب عليه مراجعة جهة أمنية أو عسكرية. تشكلت مجموعات كبيرة من الأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة مقابل بدل مادي يتراوح بين ألف إلى خمسة عشر ألف ليرة سورية للاسم الواحد.
ويضم التطبيق بحسب مبتكريه قائمة مفصلة لأسماء نحو مليون ونصف المليون سوري مطلوبين للنظام ضمن المجموعة الأولى، وحوالي مليون اسم آخر ضمن المجموعة الثانية والثالثة. بعد تثبيت التطبيق ما على المواطن السوري سوى إدخال الاسم ضمن خانة البحث فإذا كان هذا الاسم مطلوبا فسيظهر جميع التفاصيل والسبب لطلبه والفرع الأمني الذي يريده.
وقال وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف في فبراير الماضي، إن عدد اللاجئين السوريين العائدين من الخارج إلى سوريا بلغ 1.1 مليون لاجئ، وإن أكثر من خمسة ملايين مهجر في الداخل أيضا عادوا إلى مناطقهم.
وتتعارض الأرقام التي قدّمها مخلوف مع تقارير أممية نُشرت في عام 2020، وتحدثت عن عودة 256 ألف لاجئ منذ عام 2016، كما توقعت عودة 165 ألف لاجئ حتى نهاية 2020.
وفي 11 نوفمبر الماضي، أطلق النظام برعاية وتنظيم روسيين، مؤتمر “عودة اللاجئين” في العاصمة السورية دمشق، في حين رفض الاتحاد الأوروبي المشاركة في المؤتمر باعتباره “سابقا لأوانه”، مع التأكيد على أن “الظروف الحالية في سوريا لا تشجع على الترويج لعودة طوعية ضمن ظروف آمنة وكرامة تتماشى مع القانون الدولي”.
وقدم حساب نصائح:
Rahmon83@
نصائح سريعة للنازحين خارج سوريا الراغبين بالعودة: التأكد من تفييش الاسم عبر محام أو أحد الأقراباء ، ومعرفة أنه غير مطلوب لأي جهة أمنية أو قضائية، وإن كان عليه طلب قضائي عليه الاتصال بمحام لمتابعة قضيته في المحاكم.
وسبق أن سخر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، من إعلان مصادر سورية عن نية الحكومة إعلام الراغبين بالعودة إلى سوريا، بملفهم الأمني بشكل مسبق.
وعلق سوريون على الخبر الذي تداولته العديد من الصفحات بعبارة “كمين”، في إشارة منهم إلى أنها خدعة لاستدراج السوريين وتحديدا المطلوبين لها.
وخلال السنوات الماضية قامت الأجهزة الأمنية باعتقال المئات من اللاجئين السوريين عقب عودتهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بالرغم من المراسيم الصادرة التي تتضمن عفوا شاملا عن المطلوبين أمنيا.
يمثل نزوح السوريين خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 أعوام أحد أكبر الانتقالات البشرية في التاريخ الحديث. وحتى نهاية عام 2019، بلغ عدد اللاجئين السوريين 6.6 مليون لاجئ موزعين على 126 دولة، مشكلين نسبة 8.25 في المئة من عدد اللاجئين في العالم حتى ذلك الوقت، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في يونيو 2020.
ويتعين على هؤلاء الذين فروا من سوريا حسم قرارهم بين العودة أو قبول الحياة في منفى دائم، حيث يعتمد مستقبلهم على حكومات لا تبدي تعاطفا معهم، خاصة في ظل أهمية الرأي العام في تلك الدول.
ولا يخفي سوريون رغبتهم في العودة إلى بلدهم. وكتب مغرد:
ram9410@
أقصى ما أتمناه أن أعود إلى وطني يوما.. أرجع إلى أحضانه وأعيد ترميم ركامه وأبدأ حياة أخرى جديدة.. يوما بعد يوم يزيد شوقي لمنزلي لوطني لحياتي هناك، حيث الأمان الداخلي الذي غاب بقدر ملامح وطني. موطني.. هل أراك سالما منعما وغانما مكرما؟ سوريا هل لي من عودة؟