عقود لقاحات كورونا تشعل فتيل أزمة بين بريطانيا وأوروبا

المفوضية الأوروبية تهدد بوقف صادرات لقاحات أسترازينيكا إذا لم يتلق الاتحاد الأوروبي شحناته أولا في تصعيد جديد للخلاف بشأن تأخر عمليات تسليم الجرعات.
الاثنين 2021/03/22
شركة أسترازينيكا تمكنت من تنفيذ عقدها في بريطانيا

لندن- حذرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي من الإضرار بصورته في حال عدم الالتزام بعقود لقاحات كورونا، في خطوة تعكس قلق بريطانيا من احتمال تراجع أوروبي عن صفقة لقاح أسترازينيكا على خلفية تأخر عمليات تسليم الجرعات، ومن شأن ذلك أن يشعل فتيل أزمة بين لندن وأوروبا.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس الأحد إنه “يجب على الاتحاد الأوروبي احترام عقود لقاحات كورونا الخاصة به حتى مع التطعيم البطيء الذي يشكل ضغطا على الحكومات في التكتل”.

وتابع والاس لشبكة سكاي نيوز “المفوضية الأوروبية تعلم في داخلها أن هذا ستكون له نتائج عكسية… إنهم يتعرضون لضغوط سياسية هائلة في المفوضية”.

فون دير لايين: لدينا خيار حظر كل تصدير مقرر

وأشار إلى أن “من شأن هذا أن يضر بعلاقات الاتحاد الأوروبي على الصعيد العالمي إذا ما تم التراجع في هذه العقود”.

ووصلت المملكة المتحدة إلى مرحلة بارزة تتمثل في تطعيم نصف سكانها البالغين، بينما تلقى أقل من 10 في المئة من السكان في الاتحاد الأوروبي جرعة واحدة على الأقل. وأثار هذا التفاوت القلق بشأن التوريد وعملية التطعيم على المستوى القومي.

وقال ميريد ماكجينيس مفوض الخدمات المالية في التكتل، لبرنامج أندرو مار في هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، إنه “لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن مسألة وقف واردات اللقاح إلى المملكة المتحدة، وأن أولوية الاتحاد الأوروبي هي معالجة مخاوف مواطنيه”.

وقال ماكجينيس “لدى كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقود مع أسترازينيكا… ما أفهمه هو أن الشركة تزود المملكة المتحدة، ولكن ليس الاتحاد الأوروبي”.

واستخدم والاس أيضا نبرة حذرة بشأن احتمال أن يتمكن البريطانيون من الذهاب لقضاء العطلات في الخارج هذا الصيف، قائلا إن “حكومة المملكة المتحدة تخشى استيراد سلالات جديدة من فايروس كورونا”. كما أشار إلى “ارتفاع حالات الإصابة بالفايروس في بعض الدول الأوروبية”.

وهددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين السبت، بوقف صادرات لقاحات أسترازينيكا إذا لم يتلق الاتحاد الأوروبي شحناته أولا، في تصعيد جديد للخلاف بشأن تأخر عمليات تسليم الجرعات.

وقالت فون دير لايين في مقابلة مع مجموعة فونكه الإعلامية الألمانية “لدينا خيار حظر كل تصدير مقرر. هذه هي الرسالة الموجهة إلى أسترازينيكا: نفذوا عقدكم مع أوروبا أولا قبل البدء بتسليم اللقاحات إلى دول أخرى”.

ويأتي تحذير فون دير لايين بينما تبذل دول الاتحاد الأوروبي جهودا حثيثة لتسريع حملتها، ويواجه بعضها موجة ثالثة من انتشار الفايروس وتجديد فرض قيود على الحياة العامة.

بن والاس: يجب على الاتحاد الأوروبي احترام عقود لقاحات كورونا الخاصة به

وكانت شركة أسترازينيكا تحدثت عن تأخير في الإنتاج في مصانعها في الاتحاد الأوروبي. لكن المسؤولين الأوروبيين غاضبون من أنها تمكنت من تنفيذ عقدها في بريطانيا وبقيت مقصّرة في القارة.

وهددت فون دير لايين الأربعاء باللجوء إلى صلاحيات الطوارئ، لوقف الصادرات الأوروبية من لقاحات كوفيد – 19 لضمان “المعاملة بالمثل” مع الموردين الآخرين.

ورحب وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي كليمان بون باللهجة الأكثر صرامة التي صدرت عن المفوضية الأوروبية.

وقال في تصريحات صحافية “نحن بحاجة إلى مبدأ المعاملة بالمثل: نقوم بتزويد الآخرين إذا قاموا بتزويدنا وفق العقود الموقعة”. وأضاف أن على أوروبا “الدفاع عن مصالحها”.

وفيما حلت شركة فايزر الأميركية مشكلاتها المتعلقة بإنتاج اللقاحات، هناك “شبهات قوية لدى الأوساط الأوروبية بأن أسترازينيكا باعت الجرعات نفسها مرات عدة وهي ليست قادرة” على ضمان تسليمها اللقاحات للاتحاد الأوروبي.

وتعتبر آلية حظر تصدير اللقاحات في المقام الأول مسؤولية الدولة العضو التي يتم فيها إنتاج اللقاح، ومن ثم تعطي المفوضية الضوء الأخضر لذلك.

وتم اللجوء إلى هذه الآلية مرة واحدة فقط حين منعت إيطاليا تصدير 250 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا إلى أستراليا بذريعة “النقص المستمر” و”التأخير في التسليم”.

ولا تؤيد الدول السبع والعشرون حظرا على التصدير، ومع ذلك، فإن دولا مثل هولندا وبلجيكا حيث يتم إنتاج جزء كبير من لقاحات أسترازينيكا، تدعو إلى الحذر.

5