معرض تونس للآداب والكتاب يعلن عن استئناف الحياة الثقافية

تونس - افتتحت أخيرا الدورة التاسعة لمعرض تونس للآداب والكتاب الذي ينتظم بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية إلى غاية 5 أبريل القادم.
وأوضح يوسف بن إبراهيم رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية بالمناسبة أنّ قطاع الثقافة أثبت قدرته على الصمود كما برهن أهل الفكر والإبداع على قدرتهم على تجاوز كلّ الصعوبات المتعلقة بالتداعيات الاجتماعية والاقتصادية والصحّية، مبينا أن وجود هذا المعرض بشارع الحبيب بورقيبة هو فاتحة مهمّة تعلن عن عودة الحياة الثقافية والإبداعية وخطوة إيجابية تتلوها محطّات أخرى تتمثّل في استئناف الأنشطة بكلّ الفضاءات العمومية والخاصة في ظلّ احترام كامل للبروتوكول الصحّي.
وأشار بن إبراهيم إلى أنّ وجود إصدارات جديدة بطبعات مختلفة هو مؤشّر إيجابي على وجود قارئ وفيّ يحرّك حلقة المطالعة وكتاب متميز يستجيب لمعايير تجمع بين جودة المضمون وجمالية الشكل، وهو ما من شأنه أن يساهم في صناعة الكتاب التونسي وإشعاعه وطنيا وإقليميا ودوليا.

المعرض يشهد مشاركة 74 دار نشر تونسية ويقدم 75 ألف كتاب وبرنامجا تنشيطيا موازيا بحوالي 50 نشاطا
وتشارك في هذه الدورة 74 دار نشر تونسية وتتضمّن 75 ألف كتاب فيما يشتمل البرنامج التنشيطي الموازي على حوالي 50 نشاطا فكريا وأدبيا، بالإضافة إلى مجموعة من الورشات تؤثّثها 35 شخصية فكرية تونسية.
وتنظم هذه التظاهرة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع كل من محافظة تونس وبلدية المكان، وبمساهمة من اتحاد الناشرين التونسيين وبالشراكة مع المركز التونسي للكتاب ودار الثقافة المغاربية ابن خلدون والمكتبة الجهوية بتونس بالإضافة إلى 14 مكتبة عمومية أخرى.
وحضر افتتاح المعرض كل من محافظ تونس الشاذلي بوعلاق والمندوب الجهوي للثقافة شاكر الشيخي ورئيس اتحاد الكتاب التونسيين صلاح الدين الحمادي ورئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد رياض بن عبدالرزاق بالإضافة إلى ثلّة من الفاعلين في الحقل الأدبي والفكري.
ونظّمت الهيئة المديرة، إثر تدشين المعرض، لقاء أدبيا بخيمة التظاهرات الثقافية والجلسات الفكرية يحمل عنوان “في الكتاب حياتنا” تمّ خلاله تكريم كلّ من صلاح الدين الحمادي، رئيس اتحاد الكتاب التونسيين والدكتور منصور معلّى والكاتب الهادي التيمومي والكاتبتين أميرة غنيم ومية القصوري، كما تمّ تكريم الفائزين الخمسة في المسابقة الوطنية لأوفى المطالعين عن ولاية تونس.
ويمثل هذا المعرض فرصة أمام الناشرين والقراء التونسيين بعد إلغاء المعرضين الدولي والمحلي للكتاب في تونس، حيث أعلنت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب في فبراير المنقضي أنه تقرر تأجيل الدورة الـ36 للمعرض للمرة الثانية بسبب عدم قدرة دور النشر وشركات الشحن توفير الكتب في الوقت المناسب جراء إغلاق بعض الشركات وحدود بعض البلدان بسبب الوضع الوبائي في العالم. وتم تأجيل المعرض إلى تاريخ غير محدد هذه السنة.
ويعتبر هذا الإلغاء الثاني بعد أن ألغي المعرض في دورة 2020 بسبب فايروس كورونا والحجر الصحّي الذي عاشت على وقعه تونس خلال أبريل العام الماضي.
المعرض الوطني الجديد يتنزل اليوم في إطار محاولات لدعم الكتاب التونسي والعربي والمترجم ومنتجيه من الناشرين التونسيين، ويحاول منح الثقافة التونسية متنفسا في ظل الإجراءات الصحية التي شلت الحركة الثقافية والتي تحاول التعافي، ولو جزئيا، بمثل هذه التظاهرات.
ومن ناحية أخرى يصرّ منظمو المعرض على أنه فرصة للتنوير ولنشر ثقافة التسامح والتنوع، حيث تقوم الاستراتيجية التونسية في السنوات الأخيرة على مقاومة التطرف من خلال الثقافة والأنشطة الثقافية الهادفة، وتواجه بصرامة الكتب الصفراء والكتب الداعية إلى العنف والتي انتشرت في وقت سابق في تونس، لكن المثقفين والقراء والتونسيين جميعهم تصدوا لها بشدة.
وتوفر هذه الدورة كتبا لمختلف الشرائح العمرية من الأطفال والناشئين إلى الكبار، من الأدب والفكر والكتب التاريخية والفلسفية والتعليمية والدينية وغيرها من المؤلفات.
ويتزامن المعرض في العاصمة مع معرض آخر تنظمه مدينة العلوم بتونس باعتبارها دار نشر بالتعاون مع المعهد الفرنسي بتونس ومعهد البحث من أجل التنمية على مدى يومي 17 و18 مارس الجاري، حيث تقام الدورة الأولى لمعرض “الكتاب العلمي والتكنولوجي” بفضاء المعارض المؤقتة.
وتندرج هذه التظاهرة العلمية ضمن أهداف مدينة العلوم المتمثلة أساسا في نشر الثقافة العلمية والتكنولوجية في صفوف مختلف شرائح المجتمع وخاصة الناشئة. وهي تمثل فرصة ثمينة وفضاء للاستكشافات والحوارات الفكرية.