"من أي شيء" قصائد مغربية تدفعها الرؤى

ديوان الشاعر المغربي رشيد المومني يستجلي عوالم خفية من الذات والآخرين والتاريخ الشخصي والجمعي، وعالم الأفكار المتداخلة.
الأربعاء 2021/03/17
لقاء بين الشعري والفكري (لوحة للفنان يحيى زكي محمد)

 تطوان (المغرب) – اختار الشاعر المغربي رشيد المومني تقسيم ديوانه الشعري الجديد بعنوان “من أي شيء” إلى ثلاثة أنفاس شعرية، هي على التوالي “من أي شيء”، و“قمر بلا ليل”، و“فلك سان جون بيرس الضيقة”.

في ديوانه، الصادر ضمن منشورات باب الحكمة بتطوان، يحرص المومني “على مواصلة مغامرته الشعرية التي شكلت، على الدوام، ملتقى عبور والتقاء بين الشعري والفكري، دون أن يتنازل طرف للآخر عما يشكل هويته وخصوصيته”.

منذ النفس الأول بعنوان “من أي شيء” تتشكل الصيحة التي تقود الشاعر إلى امتطاء الحرف وترويض اللغة واستثمار فضاء الصفحة، لتجعل عملية الدنو والاقتراب من هذا العمل الشعري تستلزم العناية بكل الدوال المشكلة له، ما يسمح بالانفتاح على شعرية اللغة وعلى ممكنات متخيل جديدة، خاصة البصري منها، هو الذي زاوج بين الشعر والتشكيل، حيث اعتنى الشاعر بتنضيد قصائده بـ“حبريات من أنامل الضوء” كما جاء في تقديم الكتاب.

وحسب ورقة تقديمية للديوان، الذي يقع في 180 صفحة، فهذا الأخير يعتبر تتويجا لتجربة الشاعر الطويلة مع القصيدة ومساراتها، حيث إن الشعر عند المومني ليس مجرد دفق عاطفة بل هو رؤى تتشكل وتبنى بدقة، لتستجلي عوالم خفية من الذات والآخرين والتاريخ الشخصي والجمعي، وعالم الأفكار المتداخلة.

ويذكر أن الشاعر رشيد المومني بدأ مسيرته الشعرية في بداية السبعينات من القرن الماضي، بديوان “حينما يورق الجسد”، وتوالت منذئذ أعماله الشعرية، ومنها “مشتعلا أتقدم نحو النهر” سنة 1979، ليتبعه بدواوين عديدة نذكر منها “مهود السلالة”، “بأنامل الضوء”، “نيازك بالأبيضين”، و“أقترب ولا أدنو” وغيرها.

كما صدرت للشاعر المومني دراسات نظرية ومقاربات فكرية حول الشعر والإبداع، منها “إيقاعات الكائن”، و“كيمياء الاستحالة”.

14