مؤسسات إعلامية ألمانية تنضم إلى خدمة فيسبوك الإخبارية
برلين - أعلنت شركة فيسبوك الاثنين إطلاق منصتها الإخبارية “فيسبوك نيوز” في ألمانيا اعتبارا من مايو، وستبث من خلالها مقالات من حوالي مئة وسيلة إعلامية محلية وافقت على العرض المالي المقدم من الشبكة العملاقة.
وقال جيسبر دوب مدير الشراكة الإخبارية في أوروبا الاثنين خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت “سنستثمر حوالي مليار دولار في المحتوى الإخباري لفيسبوك على مستوى العالم على مدار السنوات الثلاث المقبلة، أخبار فيسبوك في ألمانيا جزء من ذلك”.
ولم يذكر دوب على وجه التحديد المبلغ الذي سيُدفع للناشرين.
وترتكز الخدمة التي أطلقت نهاية 2019 في الولايات المتحدة، ثم نهاية يناير في بريطانيا، على شريط إخباري مؤلف حصرا من محتويات لناشرين صحافيين يتلقون تمويلا مباشرا من فيسبوك.
ومع هذا المشروع، تظهر المجموعة رغبتها في الترويج للصحافة والتصدي للاتهامات الموجهة لها بالتلكؤ في مواجهة التضليل الإعلامي.
ودخل ناشرون في شراكة مع فيسبوك حتى يتمكنوا من الحصول على مقابل للمحتوى المرتبط بالموقع. ولا يتطلب الأمر إنتاج محتوى مخصوص لفيسبوك. وأوضح دوب “المهم هنا هو أن المحتوى نفسه لا ينتهي به المطاف على فيسبوك، لكننا نضع روابط لعروض الناشرين”.
ووفقا لموقع فيسبوك يشمل الشركاء حتى الآن مجلة “دير شبيغل” الإخبارية الألمانية ومجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية ودار نشر “جرونر.يار” في هامبورغ والتي تنتمي إلى مؤسسة “بيرتلسمان”. غير أن الخدمة ستفتقر للمحتوى المقدم من مؤسسات كبرى بينها مجموعة “أكسيل سبرينغر” ناشرة صحيفة “بيلد” الأوسع انتشارا في ألمانيا والتي رفضت الانضمام للمشروع.
وقال ناطق باسم المجموعة “ثمة إشكالية في أن تحاول منصة أن تصبح وسيلة إعلامية إخبارية وتخصص لبعض الناشرين تمويلا ضئيلا للغاية”.
وأضاف “نحن نؤيد إقرار حق نشر أوروبي يتيح لجميع الناشرين بطريقة شفافة تلقي تمويل منصف”.
بدوره، وصف دوب أخبار فيسبوك بأنها “تعاون طويل الأمد”.
وأضاف “نعتقد أن الأمر سيستغرق عدة سنوات قبل أن يكون المنتج جيدا حقا”.
وتم إطلاق أخبار فيسبوك في الولايات المتحدة قبل عام وتم نشرها مؤخرا في بريطانيا أيضا.
وفي أستراليا وافقت فيسبوك الأسبوع الماضي على دعم الناشرين بعد معركة صعبة مع الحكومة حول الدفع مقابل المحتوى.
ودفع الخلاف فيسبوك إلى حظر محتوى الأخبار من منصتها لفترة وجيزة.
وأدركت فيسبوك جيدا أن أنظار العالم اتجهت إلى معركتها مع أستراليا وستقوم العديد من الدول باتخاذ خطوة مماثلة، لذلك حاولت بكل الطرق عرقلة القانون لكن دون جدوى.
ورفعت فيسبوك الجمعة الحظر الذي فرضته قبل أسبوع على مشاهدة ونشر أي محتوى إخباري في أستراليا وذلك بعد “محادثات ناجحة مع الحكومة”، بحسب وسائل إعلام محلية.
من جهتها قالت فيسبوك في بيان الأربعاء إنه “منذ ستة أشهر علمنا أنه قد يتم إجبارنا على تنفيذ هذا القانون الذي تناقشنا حوله مع الحكومة الأسترالية على مدار ثلاث سنوات في محاولة لتوضيح سبب عدم صلاحية هذا القانون المقترح وغير المعدل”.
وتابعت “لم نتعامل مع القرار باستخفاف، ولكن عندما صدر كان علينا اتخاذ إجراء سريع، إذ أنه من الضروري قانونيا القيام بذلك قبل أن يدخل القانون الجديد حيز التنفيذ، ولكننا أخطأنا في جانب الإفراط في تنفيذ هذا الإجراء”.
وأشارت إلى أنه أثناء تنفيذ الإجراء الذي اتخذه الموقع “تم حظر بعض المحتوى عن غير قصد، ولكن لحسن الحظ تم استرجاع الكثير منه سريعا”.
وترى فيسبوك أن “هناك قضايا جدية بشأن الاضطراب الذي أحدثته الإنترنت في صناعة الأخبار، ما جعل وسائل الإعلام تتجه نحو حل هذه القضايا بطريقة تجعل شركات التكنولوجيا هي المسؤولة وتحافظ على استدامة الصحافة”.
وأضافت أن “التسوية الجديدة يجب أن تستند إلى حقائق عن كيفية تقييم الأخبار عبر الإنترنت، وليس عن طريق كيفية تدفق الأخبار والمعلومات”.
ويعيش الناشرون الصحافيون أزمة كبيرة بسبب تضاؤل الإيرادات الإعلانية التي استحوذ عمالقة القطاع الرقمي على السواد الأعظم منها وهي تبث مقالاتها من دون أي مقابل.
وتفاقم الوضع مع جائحة كوفيد - 19 التي سددت ضربة قوية للسوق الإعلانية.
