"أي.بي.سي" الأسترالية تمنع موظفيها من التعليقات السياسية

سيدني - حذرت شركة “أي.بي.سي” الإعلامية الأسترالية الموظفين من أنهم سيواجهون عقوبات إذا خالفوا القواعد التي وضعتها الشركة بشأن المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، في اتجاه متزايد لوسائل الإعلام الكبرى لوضع مدونة سلوك بهذا الشأن.
وحذر المدير الإداري للشركة ديفيد أندرسون الموظفين من أنهم قد يواجهون الفصل في حال مخالفتهم هذه الإرشادات، وذلك بعد أن قام اثنان من الصحافيين البارزين في الشركة بنشر تغريدات اعتبرت مؤثرة على سمعة “أي.بي.سي”.
وقال أندرسون إن الصحافيين مطالبون بأن يكونوا “مدركين لمسؤوليتهم عن حماية سمعة أي.بي.سي واستقلالها ونزاهتها حيث يتقاطع الاستخدام الشخصي لوسائل التواصل الاجتماعي مع حياتهم المهنية”.
وواجهت سالي نيبور، المنتجة التنفيذية لبرنامج “فور كورنرز”، انتقادات كثيرة الأسبوع الماضي؛ بسبب تغريداتها عن شخصيات سياسية وامتداح أحدهم على حساب الآخر.
وفي أكتوبر2020 وصفت كبيرة المراسلين السياسيين لبرنامج “7.30” لورا تينغل رئيس الوزراء سكوت موريسون بكونه “الوغد الأيديولوجي”، وقالت “آمل أن تشعر بالتعجرف” بعد أن استقالت زميلتها فيليبا ماكدونالد من “أي.بي.سي” بسبب التقشف في الميزانية.
وقال أندرسون “إن العمل في أي.بي.سي يوفر فرصا هائلة، كما أنه يفرض مسؤوليات أكثر من أي مؤسسة إعلامية أخرى في أستراليا”.
ونوّه “بالنسبة إلى الموظفين، سيتم التعامل مع أي خرق لسياسات أي.بي.سي وإرشاداتها وإجراءاتها، بما في ذلك مدونة قواعد السلوك الخاصة بها وإرشادات الاستخدام الشخصي لوسائل التواصل الاجتماعي وفقا لاتفاقية التوظيف وقد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات تأديبية بما في ذلك احتمال إنهاء التوظيف”.
وفي سبتمبر أعلنت “أي.بي.سي” عن مدونة السلوك الجديدة، والتي تشمل المبادئ التوجيهية للاستخدام الشخصي لوسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أنها قيد المراجعة والتحديث. ولم تصدر بعد ذلك المبادئ التوجيهية الجديدة.
وتأتي هذه الحادثة بعد أشهر قليلة من مطالبة “بي.بي.سي” الصحافيين بتجنب أي “إشارات افتراضية” على الإنترنت قد تشير إلى وجهة نظر سياسية شخصية.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” في أكتوبر الماضي إنها طلبت من موظفيها التزام قواعد جديدة أكثر تشددا لجهة انتهاج الحيادية على مواقع التواصل الاجتماعي، سعيا منها إلى استعادة صدقيتها التي اهتزت بسبب تعليقات بعض صحافييها عبر هذه الشبكات.
وأعلنت “بي.بي.سي” أنها قد تستغني عن خدمات أيّ من موظفيها أو المتعاملين معها بالقطعة في حال ارتكب مخالفة “جسيمة” لهذه القواعد. وغالبا ما تُتهم “بي.بي.سي” بالانحياز، سواء من اليسار أو من اليمين، وخصوصا في ظل التوتر الذي يرافق قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وشدد المدير الإداري الجديد تيم ديفي في رسالة إلكترونية وجهها إلى الموظفين على أن “الحياد هو الأساس” الذي يجعل تقارير “بي.بي.سي” مميزة. وأضاف ديفي الذي تسلّم إدارة “بي.بي.سي” في الأول من سبتمبر الماضي أن هذه التوصيات تهدف إلى مساعدة “بي.بي.سي” على “تعزيز ثقة الجمهور” بها.
ومن أبرز المستهدفين بكلام ديفي نجم كرة القدم السابق غاري لينيكر، وهو مقدّم البرامج الأعلى أجرا في “بي.بي.سي”. ولا يتردد لينيكر في التعبير عن آرائه السياسية عبر تويتر وخصوصا ضد “بريكست”.
كذلك وُجِهَت انتقادات إلى “بي.بي.سي” لعدم مراقبتها تعاون مقدّميها مع جهات خارجية، ومنهم مثلا الصحافي جون سوبل الذي يتولى تغطية أميركا الشمالية، إذ تعرض العام الماضي لانتقادات بسبب إلقائه خطابا مدفوع الأجر لصالح شركة “فيليب موريس إنترناشيونال” للتبغ في ميامي (فلوريدا).
وأوضح ديفي أن القواعد الجديدة تفرض على الموظفين إبلاغ الإدارة “ببعض أنواع الأعمال التي يقومون بها خارج بي.بي.سي”. وتولّى ديفي (53 عاما) المنصب ليصبح المدير العام السابع عشر للمؤسسة العريقة.