ماذا قال لي الرئيس بومدين عن الشعر والمثقفين
في عام 1975 انعقد بالجزائر مؤتمر الأدباء العرب ومهرجان الشعر، وبهذه المناسبة خص رئيس الجزائر في ذلك الوقت هواري بومدين، الكتاب والأدباء العرب باستقبال، وعشاء على شرفهم وكنت واحدا منهم.
من بين الأدباء العرب الذين حضروا ذلك العشاء أذكر محمد مهدي الجواهري بطاقيته وممدوح عدوان وسلمى الخضراء الجيوسي ولميعة عباس عمارة، والناقد خلدون الشمعة، وغيرهم.
نظر بومدين إليَ بعينيه الحادتين طويلا ثم سألني: “ماذا تعمل وأين؟ فأجبته بأنني مدرس بمدرسة ريفية، وبصرامته المعهودة فيه قال لي: “ابق في منصبك كمدرس في قريتك النائية التي جئت منها لأن كل الشعراء العرب الفحول هم من أصول ريفية”، ثمَ أضاف هذه الجملة: “إذا انتقلت إلى مؤسسات المدن التي ذكرتها فإنك ستصاب وسيصاب معك شعرك بالتلوَث”.
ختم بومدين كلامه قائلا: “إن المثقفين الذين تتحدث عنهم لا يفعلون سوى القيام بعمل الوساطة بين السلطة وبين الشعب، فهم ينقلون عنهم خطأ وينقلون عنَا خطأ”.
كاتب من الجزائر