موجة الوباء الثانية تعيق ازدهار السياحة في دبي

دبي - تعيق موجة الوباء الثانية ازدهارا سياحيا تشهده دبي، والذي ساعد اقتصادها المتضرر، لكن مع وجود عدد قليل من الأماكن المفتوحة أمام الزوار على مستوى العالم، يأمل قطاع الضيافة في الإمارة في استمرار توافد السياح.
ولم تفرض دبي، وهي واحدة من المقاصد القليلة التي لا تزال مفتوحة أمام المسافرين الدوليين منذ يوليو الماضي، أشد القيود لمكافحة الفايروس إثر تسجيل أعداد قياسية يومية للإصابات في الإمارات، آملة أن تجنبها التطعيمات تكرار العزل العام الذي فرضته العام الماضي.
وتعد السياحة أحد أبرز مصادر الدخل في الإمارات، وقد شهدت دبي تدفق حوالي 16.7 مليون سائح في 2019، وأصبحت المركز الرئيسي للأعمال والسياحة في الشرق الأوسط بفضل شواطئها وفنادقها الفاخرة ومراكز التسوق الراقية.
وقال أوليفر كلوث النائب الأول لمدير المبيعات وتنمية الأعمال بالمحيط الهندي لدى “آر.آي.يو” إنه “بعد زيادة عدد الزوار في ديسمبر الماضي، شهدت سلسلة فنادق ‘آر.آي.يو’ تباطؤا كبيرا في حجوزات يناير 2021 في دبي بعدما شددت بعض الدول قيود الدخول على القادمين من الإمارات”.
واختفى السياح البريطانيون والإسرائيليون بشكل كبير من الشواطئ الرملية بالمدينة بعدما طالبت المملكة المتحدة وإسرائيل القادمين من البلد الخليجي بالخضوع لحجر صحي، وقد علّقت الدنمارك ثم بريطانيا الرحلات القادمة من الإمارات.
وجاءت تلك الخطوات مع ارتفاع عدد الإصابات اليومية في الإمارات إلى ثلاثة أمثاله على مدار الشهر الماضي ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 3966 حالة في 28 يناير، حيث تكافح البلاد الآن أكبر تفش للفايروس منذ بداية الجائحة.
ولا يكشف البلد الخليجي عن عدد الحالات المسجلة في كل إمارة، لكن بعض الأطباء أبلغوا وكالة رويترز بأن المستشفيات الخاصة في دبي باتت تستضيف المرضى للمرة الأولى في شهور.
وإلى جانب إلزام السكان بوضع الكمامات في الأماكن العامة وبالتباعد الاجتماعي، حدّت دبي أكثر من طاقة الاستيعاب في المطاعم وعدد المشاركين في اللقاءات الاجتماعية وحظرت العروض الترفيهية الحية.
كما حدّت من طاقة الاستيعاب في الفنادق ومراكز التسوق وأعادت إلزام جميع المسافرين القادمين إليها بالخضوع لفحص يثبت عدم إصابتهم بالفايروس.
وقال بعض ملاك الحانات والمطاعم إن عدد الزوار بدأ يتضاءل تدريجيا في أوائل يناير الماضي، لكن يمكن لهذا أن يكون مرتبطا بنهاية موسم ذروة السفر الشتوي وليس بارتفاع مستويات الإصابة بالفايروس.
كما أن السياح والسكان ما زالوا يرتادون شواطئ دبي الرملية ومخيماتها الصحراوية ونواديها ومطاعمها قبل حلول الصيف بطقسه الحار والرطب.
ومنذ الأيام الأولى للأزمة، سارعت منشآت سياحية إلى وضع كافة مرافقها وخاصة الغرف الفندقية تحت تصرف الجهات الصحية بهدف استخدامها في أغراض الحجر الصحي للمصابين، حيث تحول البعض منها إلى مستشفيات ميدانية مجهزة بجميع المعدات والمستلزمات الطبية.
ويقول خالد قاضي وهو سمسار تأمين من باريس، إن “كل شيء مغلق في باريس. يجب أن نعود إلى المنزل في السادسة مساء. لكن هنا (دبي) لا يوجد حظر تجول. لذا فمن الجميل جدا الاستمتاع بالقهوة والمطاعم والترفيه”.
أما آنا، وهي إيطالية عمرها 35 عاما غادرت دبي في الآونة الأخيرة إلى لندن، فقد عادت لتعمل عن بعد خلال الشهور القليلة المقبلة ولقضاء وقت مع رفيقها الذي يعيش في الإمارة.
وقالت “أشعر أن بإمكاني العيش من جديد لأنني عندما كنت في لندن لشهرين، كنا في عزل عام، عزل عام مشدد جدا. لذا لم نستطع الخروج كثيرا”.
وفي ظل وجود عدد قليل من المقاصد المفتوحة أمام المسافرين، يحدو التفاؤل الحانات والنوادي باستمرار الإقبال على دبي. وقال حنا قزّي، المدير العام لمنتجع نيكي بيتش دبي “يأتي سياح معظمهم أوروبيون إلى هنا راغبين في الفرار من العزل العام، يريدون قليلا من الحياة العادية”.
وقال تشارلي ويفينغ الشريك المدير لدى “إل.آي.في.آي.تي” هوسبيتاليتي المشغلة لنادي شاطئ كوف في دبي الذي يحظى بشعبية “لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه”.
لكن إذا قررت دول أخرى تعليق الرحلات القادمة من الإمارات، فسيكون هذا بمثابة ضربة قوية لدبي في وقت تستعد فيه لاستضافة معرض إكسبو 2020 العالمي المؤجل.
وقال جيمس سوانستون الاقتصادي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى كابيتال إيكونوميكس، إن التعافي الاقتصادي للإمارة سيتأجل إذا واصل عدد الإصابات الارتفاع وفُرضت إجراءات أكثر صرامة.