بيزوس باني إمبراطورية أمازون وصاحب عزيمة لا تلين

نجاح أمازون العالمي وصعودها في البورصة جعل من بيزوس أثرى أثرياء العالم.
الخميس 2021/02/04
إلتزام بقرارات مجموعة أمازون

سان فرانسيسكو - يشكّل التصميم إحدى الصفات الرئيسية لجيف بيزوس الذي سيتنحّى قريباً عن إدارة الأعمال اليومية لشركة أمازون، بعدما صنع ثروته ونفوذه بفضل إمبراطورية مترامية الأطراف وضع اللبنة الأولى لبنائها في مرآبه.

وأكد جيفري بريستون بيزوس (57 عاما) والمعروف بطبعه المتكتم، أنه سيبقى “ملتزما” في القرارات الكبرى للمجموعة التي أطلقها سنة 1994 وسيسلّم منصب المدير العام فيها إلى أندي جاسي خلال الربع الثالث من 2021.

لكن مروحة الأنشطة التي يتولاها الملياردير، وهو ابن بالتبني لزوج والدته المهاجر الكوبي ميغيل بيزوس، ليست قليلة البتة، فهو أيضا صاحب صحيفة “واشنطن بوست” وشركة “بلو أوريجين” للصناعات الفضائية، كما أنه أسس مؤسستي داي 1 فاند وبيزوس إيرث فاند الخيريتين.

وهو يموّل أيضا بلو أوريجين التي تسعى لإرسال سياح إلى الفضاء، ويطمح إلى بناء مسبار ومركبة هبوط قمرية قادرتين على نقل شحنات إلى القمر.

وجعل نجاح أمازون العالمي وصعودها الصاروخي في البورصة، من بيزوس أثرى أثرياء العالم، وهو يتنافس على هذا اللقب منذ مطلع العام الحالي مع مستثمر آخر هو رئيس “تيسلا” إلون ماسك.

وكذلك أصبح بيزوس من الشخصيات البارزة والنجوم الرئيسيين في المجلات المتخصصة في أخبار المشاهير سنة 2019 مع إعلانه الطلاق من زوجته ماكينزي سكوت بعد زواج استمر ربع قرن وأثمر أربعة أبناء.

وبعد بضعة أسابيع، شكّل الملياردير الأميركي محور فضيحة مدوّية تجمع بين الابتزاز بالصور الفاضحة والمؤامرات والعلاقات الغرامية، على وقع الخصومة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وبعد ابتزاز قال إنه تعرّض له إثر تهديد صحيفة “ناشونال إنكويرر” الأسبوعية المقربة من ترامب بنشر صور فاضحة له، لم يتوان بيزوس عن شن هجوم مضاد من خلال نشر القضية على الملأ، مع كشف تفاصيل حميمة من حياته الخاصة لمواجهة تهديدات الصحيفة.

وهذا الرجل المعروف بنوبات الضحك المدوّية التي تمنحه صورة رجل بسيط رغم ثروته الطائلة التي قدّرتها مجلة “فوربس” الثلاثاء بـ196 مليار دولار، أظهر للمتابعين ميزات شخصيته التي استطاع من خلالها جعل أمازون من أكبر شركات العالم، خصوصا من خلال حس التصميم القوي بمواجهة كل الصعاب.

جيفري بريستون بيزوس أكد أنه سيبقى “ملتزما” في القرارات الكبرى للمجموعة التي أطلقها سنة 1994 وسيسلّم منصب المدير العام فيها إلى أندي جاسي

وبعدما كانت مجرد مكتبة إلكترونية متعثرة ماليا في البداية، استحالت أمازون مجموعة عملاقة لا يمكن تجاوزها في سوق التجارة الإلكترونية والمعلوماتية السحابية وخدمات المساعدة الصوتية.

ويقوم أسلوب بيزوس على الاستثمار في مجالات شتى وتبديل الأوضاع في القطاعات الاقتصادية من خلال خفض الأسعار، لدرجة تلقيبه بـ”كبير مثيري الاضطراب” في الأسواق.

وبعد الكتب والألبسة والأثاث وخدمات البث التدفقي والمنتجات الطازجة، خاضت أمازون خلال الخريف الماضي، في مجال جديد هو الأدوية مع إطلاق صيدلية إلكترونية.

وفي ظل النجاحات المتشعبة، يأخذ البعض على المجموعة العملاقة التي تتخذ مقرا لها في سياتل بولاية واشنطن توسعها في كل الاتجاهات من دون أي رأفة بالمنافسين، حتى لو أتى ذلك على حساب ظروف عمل موظفيها.

وفي ظل التمسك المعلن بجودة المحتويات الصحافية، اشترت أمازون صحيفة “واشنطن بوست” سنة 2013 ، لكنها دأبت على تأكيد احترامها الاستقلالية التحريرية للصحيفة العريقة.

وقد أسهمت ملكية الصحيفة في زيادة التنافر بين بيزوس والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي لم يخف استياءه مرات عدة من “واشنطن بوست” حين كان في البيت الأبيض.

كما يُعرف بيزوس الشغوف بقصص الخيال العلمي، باهتماماته الغريبة، إذ أنشأ خصوصا ساعة ضخمة بعلو 150 مترا مصممة للعمل 10 آلاف سنة لتكون رمزا “للتفكير الطويل الأمد”.

وخلال جلسة في الكونغرس الصيف الماضي، تطرق إلى ولادته من أم في مرحلة الدراسة الثانوية وأب مهاجر، وطفولته المتواضعة وإنشاء “أمازون” داخل مرأب في خطوة أولى ضمن سلسلة مجازفات.

وبعد دراسته في فلوريدا ثم في جامعة برينستون العريقة، عمل بيزوس سنوات عدة في وول ستريت قبل تأسيس شركته الخاصة بدفع من شغفه بالإنترنت.

وفي رسالة وجهها لإعلان مغادرته منصبه في المجموعة، دعا بيزوس موظفي أمازون إلى “الاستمرار في الابتكار”، قائلا “لا تيأسوا إذا ما كانت الفكرة تبدو مجنونة في البداية”.

10