لبنان يريد استئناف مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل

بيروت – سجّل الثلاثاء تحرك لافت للسفيرة الأميركية لدى بيروت دوروثي شيا، حيث زارت قصر بعبدا وعين التينة، فيما بدا أن أبرز محاور الزيارتين هو استئناف المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية.
وقال الرئس ميشال عون خلال لقائه شيا إن بلاده حريصة على استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للتوصل إلى تسوية لهذا الملف الذي يشكل أحد أسباب استمرار العداء بين الجانبين.
وشدد عون “على موقف لبنان لجهة معاودة اجتماعات التفاوض انطلاقا من الطروحات التي قدمت خلال الاجتماعات السابقة”. وأكد “حرص لبنان على استمرار علاقات الصداقة والتعاون بين لبنان والولايات المتحدة في إطار من التفاهم والاحترام المتبادلين والتمسك بالقيم المشتركة”.
والتقت شيا أيضا رئيس مجلس النواب نبيه بري وتطرقت إلى الأوضاع العامة في هذا البلد، وأيضا إلى مفاوضات ترسيم الحدود وقد لقيت استجابة من طرف بري الذي شدد “على أهمية استئنافها بزخم نظرا لأهمية النتائج المتوخاة منها للبنان ولتثبيت حقوقه السيادية واستثمار ثرواته”.
ويرى مراقبون أن عودة الولايات المتحدة لإثارة ملف ترسيم الحدود تشي بأن إدارة جو بايدن حريصة على المضي قدما حيثما توقفت الإدارة السابقة.
ويتزامن هذا التحرك مع جهود لاستئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي، وسط مخاوف لبنانية من أن تحاول طهران استثمار هذه الورقة خلال المحادثات.
وكانت الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، انطلقت في 14 أكتوبر الماضي بوساطة الولايات المتحدة ورعاية الأمم المتحدة.
وبعد أربع جولات من المفاوضات، تأجلت الجولة الخامسة دون تحديد أي موعد جديد، في ظل اتهامات إسرائيلية للبنان بالمماطلة وعدم الجدية في السعي للتوصل إلى اتفاق.
وتتعلق المفاوضات أساسا بمساحة بحرية تمتد على حوالي 860 كيلومترا مربعا، بناء على خارطة أرسلت في عام 2011 إلى الأمم المتحدة. إلا أن لبنان اعتبر لاحقا أنها استندت إلى تقديرات خاطئة.
وطالب لبنان خلال جلسات التفاوض بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومترا مربعا وتشمل جزءا من حقل “كاريش” الذي تعمل فيه شركة إنرجيان اليونانية، الأمر الذي رفضته بشدة إسرائيل.
ويرى مراقبون أن حراك شيا الأخير يأتي في سياق اهتمام إدارة جو بايدن بتحقيق اختراق في هذا الملف، لاسيما وأن من مصلحة كلا الطرفين التوصل إلى اتفاق، خصوصا لبنان الذي هو في حاجة ماسة إلى استغلال ثرواته الطاقية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف به.
ومعلوم أن غياب التسوية سيعرقل جهود لبنان في استثمار حقول الغاز والنفط في مياهه الإقليمية، حيث لن ترغب أي شركة في التنقيب ضمن مناطق متنازع عليها.