حماية الطفل من مخاطر التنمّر الإلكتروني مسؤولية الآباء

برلين - يتساءل الكثير من الآباء عن الدور الملقى على عاتقهم حول تعامل أولادهم مع التقنيات والهواتف الذكية، وهل يتوجب عليهم مراقبة الطفل والاطلاع على ما يصل إليه من رسائل قد تشكل خطرا عليه مثل رسائل التنمر الإلكتروني؟
وللإجابة على هذا التساؤل نصحت دانا مونت بمصاحبة الطفل عند قراءته للرسائل الواردة له وعدم قراءتها سرا.
وأوضحت الأخصائية الاجتماعية أن العديد من تطبيقات التراسل الفوري الشائعة لها حد عمري، الأمر الذي تم تجاوزه مع ظهور تفشي فايروس كورونا، لاسيما مع انتشار تقنيات التعلم عن بعد، وأصبحت الدردشة هي الأداة الشائعة للتواصل مع الآخرين.
ويجب على الآباء ألا يتركوا أطفالهم بمفردهم؛ حيث قد تشكل الرسائل الكثيرة ضغوطا عليهم، وينبغي التشاور معهم وإمدادهم بالنصائح حول كيفية التعامل مع هذه الضغوط وأن يكون للآباء دور نموذجي يحتذى به في هذه المرحلة.
وإذا شعر الطفل بعدم الارتياح أو كان يتصرف بشكل مختلف عن المعتاد، فيجب على الوالدين التحدث إليه على الفور، على سبيل المثال، يمكن طمأنته بعدم العقاب على الخطأ.
وتعتبر وسائل الواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وبرامج الشات والمحادثات الجماعية مثل وات ساب وخدمة الرسائل النصية على الهواتف المحمولة أكثر الأماكن شيوعا للتنمر الإلكتروني.
ويدعو خبراء التواصل الاجتماعي الآباء إلى تشجيع أطفالهم على التعبير عن مشاكلهم النفسية والاجتماعية بشكل ودي واحتوائهم، وتعليمهم كيف يحلون المشكلات وتعويدهم على اللجوء إليهم دون خوف أو تردد من أي رد فعل، وذلك كوسيلة لحمايتهم من التنمر الإلكتروني.
كما ينصح الخبراء بمراقبة الطفل عند استخدامه للأجهزة الرقمية والتأكد من أنه يستخدم تطبيقات مفيدة وغير مؤذية لسلوكه النفسي، وتعليمه ألا يتواصل مع الأشخاص من ذوي السلوك السيء وتشجيعه، في المقابل، على تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية ليكتسب المزيد من الثقة في نفسه.
ويشدد المختصون على عدم توبيخ الطفل إذا تعرض للتنمر حتى لا تظهر عليه مشاكل نفسية لاحقا، والاستعانة بمختصين نفسيين إن استدعى الأمر ذلك حفاظا على توازنه النفسي.
ويحذر خبراء التواصل من نشر الطفل لأي صورة خاصة به أو معلومات عنه، حتى لا يتم استغلالها من قبل المتنمرين.
ويتعرض الأطفال إلى التنمر الإلكتروني عن طريق استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أو الإنترنت وذلك لاستغلالهم والسخرية منهم أو تعنيفهم بالألفاظ السيئة من طرف أشخاص آخرين، ويكون ذلك عن طريق استغلال معلومات شخصية عنهم وصورهم أيضا.