يوسي كوهين وريث بنيامين نتنياهو المستقبلي

قرار تعيين رئيس جديد لجهاز الموساد "جاء مبكرا"، وهو ما يدعم فرضية نية نتنياهو تهيئته للعمل السياسي.
السبت 2020/12/19
ثقة نتنياهو كبيرة في كوهين

القدس – يُوصف يوسي كوهين، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، بأنه الأقرب إلى الرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فكريا وسياسيا وعقائديا، ولهذا لا يستعبد محللون أن يسعى الأخير إلى تهيئته لدخول الحلبة السياسية، وربما وراثته أو على الأقل خوض الانتخابات إلى جانبه مستقبلا.

ويُنهي كوهين مهام عمله على رأس جهاز الموساد في يونيو المقبل، حيث قرر نتنياهو الثلاثاء الماضي تعيين خلف له. وتولى كوهين مهامه في العام 2016 وكان قبل ذلك يشغل منصب رئيس هيئة الأمن القومي ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي.

ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، إن العسكريين بحاجة إلى “فترة تهيئة أو استراحة قبل التحول إلى السياسة”، لكنه على المدى البعيد لا يستبعد خوض كوهين للحياة السياسية.

وبحسب القانون الإسرائيلي، لا يستطيع ضباط الجيش والأمن المتقاعدون التنافس على مقاعد البرلمان في الانتخابات التي تعقب تسريحهم من الخدمة مباشرة، بل عليهم انتظار ثلاث سنوات أو مرور معركة انتخابية واحدة وبعدها يمكنهم الانضمام إلى الحياة السياسية.

ويضيف شلحت أن تقارير وتقديرات إسرائيلية لا تستبعد إمكانية خوض كوهين غمار السياسة، لكن القوانين المعمول بها تتحكم في التوقيت. ويتابع “كوهين مقرب جدا من نتنياهو فكريا وسياسيا، وهذا مؤشر كافٍ على انتقاله للحياة السياسية”.

ويلفت إلى ثقة نتنياهو الكبيرة في كوهين “حتى أنه يأخذه معه في زياراته السرية”. وفي الأشهر الماضية برز دور كوهين، في اتفاقيات السلام التي جرت بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

ويقول الصحافي المهتم بالشؤون الإسرائيلية وديع عواودة، إن الإعلان عن تعيين رئيس جديد لجهاز الموساد “جاء مبكرا”، وهو ما يدعم فرضية نية نتنياهو تهيئته للعمل السياسي عبر “كسب الوقت وتقليل فترة الاستراحة المقررة له قبل خوض العمل السياسي وهي 3 سنوات”.

ويضيف “تعيين رئيس جهاز الموساد يتم في العادة من قبل رئيس الحكومة بعد التشاور مع وزير الأمن وجهات أخرى، لكن هذا لم يتم”. وأثار تعيين “د” خلافا بين نتنياهو ووزير دفاعه بيني غانتس، إذ أعرب الأخير عن غضبه من نتنياهو كونه لم يبلغه بقراره قبل إعلانه.

ويرى عواودة أن “كوهين مقرب جدا من نتنياهو، ما يجمعهما ليس فقط أن الأخير عيّن الأول في منصب كبير في إسرائيل، بل هناك تشابه كبير في الناحية العقائدية، وفي رؤية كل منهما للصراع الفلسطيني والعلاقات مع العالم العربي”.

ويشير إلى “تسريبات، بل تصريحات من مقربين من نتنياهو في السنوات الأخيرة أن كوهين سيكون خليفة نتنياهو السياسي”. ويتابع المحلل السياسي “بقيت ستة شهور لفترة كوهين، وربما جاء الإعلان مبكرا نظر للمعركة الانتخابية المرتقبة”. وتشهد إسرائيل أزمة سياسية بسبب الخلافات حول الموازنة، الأمر الذي قد ينتهي بحل الكنيست وإجراء انتخابات.

2