سيّدة مصرية تصبح مدربة زومبا لمكافحة الذئبة الحمراء

لم تكتف ولاء إسماعيل بتعلم الزومبا والفتنس، بل سجلت في دورات التصوير الفوتوغرافي لتحسين مهاراتها في التصميم المرئي.
الأربعاء 2020/12/16
اختارت ولاء مساعدة نفسها من خلال مساعدة الآخرين

تغلبت سيّدة مصريّة على متاعب مرض الذئبة الحمراء بالرقص، حيث اختارت أن تجعل صوت الموسيقى يعلو على صوت الألم، ونجحت في أن تصبح مدربة زومبا وفتنس.

لجأت المصرية ولاء إسماعيل منذ ثماني سنوات إلى رقصة الزومبا لرفع معنوياتها، بعد نحو تسع عشرة سنة من تشخيص حالتها بالذئبة الحمراء، كما نجحت في التغلب على ثلاثة أمراض مناعية أخرى برياضة الفتنس.

وقالت إسماعيل، وهي خريجة معهد الفنون التطبيقية بالجيزة، “لا يمكن الحديث عن تغلبي على المرض بالرياضة دون أن أتطرق إلى كيفية قهري للخوف والوجع معا، اللذين استحالا مع الوقت غضبا فثورة”.

وأضافت إسماعيل (42 عاما) لـ”العرب”، “لقد أدركت أن جسدي، يتألم في حالة واحدة لا غير، عند الوهن النفسي والإحساس بالعجز وفقدان الأمل.. إن الجسد عندما يصبح عاجزا عن دفع الأذى والحماية من أبسط الأشياء وأصغرها، عندها يصبح بلا قيمة، وتستحيل الروح إلى روح غاضبة ثائرة”.

ولفتت إلى أن “للموسيقى أثرا قويا في تحريك جسدي، وقدرة في إلهائه عن الوجع ومَدِّه بقوى خفية، حتى إن صوت الحب دائما كان يعلو على صوت الألم في جسدي”.

ووقع اختيار إسماعيل على ممارسة رياضة الزومبا، فهي تعتبر أن الرقص في مجموعة، يجعل منها ناقلا للقوى الروحية من الأجساد المختلفة فتتّحد معا وتصبح طاقة متدفقة من الحب والأمان.

وأكدت “تأثير الرياضة على نفسي قبل جسدي، جعلني أدرسها جيدا وأصبح مدربة حتى أكون قادرة على نشر أفكاري ومساعدة نفسي من خلال مساعدة الناس”.

والزومبا هي عبارة عن مجموعة من الرقصات، لكل رقصة تصميم معين على إيقاع الألحان اللاتينية، فهي تجمع بين السامبا والسالسا والكومبيا وريغاتون وميرينغي وبيلي دانس. كما أن بعض الأبحاث النفسية أشارت إلى أن الرقص يبعث على السعادة والتخلص من التوتر الزائد.

وعلى الرغم من حصول إسماعيل على رخصة لتعليم الزومبا والفتنس، فإنها ما زالت لا تستطيع أن تتخيل كيف يمكنها الوقوف لمدة ساعة للقيام بتدريب الآخرين، مع كل مشكلات الرئتين والقلب، وغير ذلك من المتاعب، التي يسببها لها مرض الذئبة.

وداء الذئبة الحمراء أو الحمامية الجهازية الذئبة والذي غالبا ما يصيب النساء، يسبب الشعور بالإرهاق والارتباك وضيق التنفس وآلام المفاصل، فالمرض حالة التهابية مزمنة يهاجم فيها جهاز الجسم المناعي خلاياه وأنسجة الجسم السليمة.

وقد أصاب مرض الذئبة العديد من الممثلين المشهورين، الذين شاركوا قصة محاربتهم المرض على الملأ مع متابعيهم، من بينهم الممثلة الأميركية كريستين جونستون، ومغنية البوب سلينا غوميز، والنجمة العالمية توني براكستون، ما ساهم في لفت اهتمام العالم إلى المرض وفهم تحدياته العديدة.

Thumbnail

واضطرت إسماعيل للتوقف عن كل أنشطتها والابتعاد عن الإجهاد والمهام الشاقة بسبب المرض، بعد أن كانت تستخدم مهاراتها في الرسوم المتحركة من الطين لصنع فيديوهات، إلى جانب إنشائها مجلة كوميدية، وعملها كمصممة غرافيك مع أخيها المخرج السينمائي إساف إسماعيل.

وبدأت السيدة الأربعينية، التي ولدت في السعودية ونشأت في لندن، قبل ممارسة الرياضة بالقراءة والتعلم والاحتكاك بأهل العلم والخبرة، بهدف معالجة الأمور، لافتة إلى أن “للتعلم والمعرفة سحرا غريبا، يساعد في كشف أغوار النفس وفهمها، وكيفية التعامل معها”.

ولم تكتف إسماعيل بتعلم الزومبا والفتنس، بل سجلت في دورات التصوير الفوتوغرافي، قائلة “كنت أعتبره علاجا وتأملا لمرض الذئبة، علاوة على ذلك، لتحسين مهاراتي في التصميم المرئي لاكتساب فهم عميق للضوء والظل، وأيضا لمشاركة نشاط مفيد مع أطفالي، رغبة مني لتسجيل أحداث، كنت أصنعها صنعا لتسعدهم”.

وأكدت “لم ألتفت لعبارات كانت تثبط عزيمتي على تحقيق ما كنت وما زلت أسعى إليه، بل كانت بمثابة قوة دفع لي على تحقيق ما كنت عازمة عليه، فكلما قالوا لن تستطيعي، كنت أصر على الاستطاعة”.

وأشارت إلى أنها “ثابرت كثيرا لتعلم اللغة الألمانية رغم تأثير الذئبة على ذاكرتها، مما ساعدها على الالتحاق بجامعة في ألمانيا لدراسة الماجستير”، متابعة “ساعدني وجودي في ألمانيا على المواظبة على ممارسة المشي لساعات وسط الأشجار والبحيرات والتأمل”.

كما قررت إسماعيل البدء أواخر هذه السنة في تعلم رياضة الفروسية، ووضع أحلام جديدة تسعى إلى تحقيقها، قائلة “سأظل دائما أتعلم، وأبحث عن الحقيقة، حقيقة نفسي أولا وما حولي ثانيا”.

وأضافت “ما أجمل الوجعَ حقا، لما له من قدرة على التغيير.. وما أجمل التعلم من الإخفاق وصنع أحلام مستحيلة والسعي بشغف إلى تحقيقها”.

24