القماط يمنح المواليد الجدد شعورا بالأمان

برلين- نصحت دراسة طبية بلفّ المولود الجديد بقطعة قماش خاصة تحيط بجسمه كله تقريباً وتبقي الرأس بالخارج. وتسمى هذه العملية “القماط” أو “التقميط”، وهي مفيدة للطفل وتشعره بالأمان وتساعده على عدم إيذاء نفسه، وفق الدراسة.
وأشارت ذات الدراسة إلى أن القماط يحافظ على دفء جسم المولود في الأيام الأولى للولادة، أي حتى تبدأ منظومة تنظيم الحرارة في جسمه بالعمل كما يجب. ويساعد القماط، أيضا، على استغراق الطفل بالنوم حيث يشعر بفضله أنه في بيئة صغيرة ودافئة شبيهة ببيئة الرحم.
وتلجأ العديد من الأمهات إلى تقميط المولود الجديد من أجل تهدئته، خاصة الأطفال الذين يتحركون بكثرة. ويخلق القماط ضغطاً بسيطاً حول جسم الطفل، فيمنحه شعوراً بالأمان لأنه يعكس الضغط الذي كان يشعر به داخل رحم الأم.
يختار البعض تقميط الطفل حديث الولادة لسببين رئيسيين هما شعوره بالأمان لإحساسه بالدفء باعتباره في محيط يشبه رحم أمه، واستغراقه في النوم
وتحبذ بعض الأمهات استخدام هذه التقنية من أجل راحة الطفل، ولكي يكون أقل عرضة للانزعاج بسبب حركات الارتعاش التي قد يقوم بها أثناء نومه.
ويعد “تقميط” الطفل ممارسة قديمة تستغلها بعض الأمهات لمساعدة الطفل على الشعور بالاستقرار والنوم وتقليل بكائه المفرط، لكن في المقابل هناك من يرى أنه يؤثر سلباً على صحته وربما يودي بحياته.
وينصح أطباء الأطفال بعدم تقميط الطفل عندما يكون في عمر الشهرين أو الثلاثة أشهر ولم يعتد على ذلك منذ ولادته، ويحذرون من خطر “متلازمة موت الرضّع” الذي يكون في أعلى مستوياته في ذلك العمر، وفي الوقت نفسه يكون الطفل قد اعتاد على النوم من دونه.
كما ينصحون بتقميط الطفل منذ الولادة لكي يعتاد على ذلك، وليس بعد مرور أشهر خشية تعرضه لخطر متلازمة موت الرضّع، واستخدام قطعة قماش خفيفة لتقميطه باستثناء الرأس والكتفيْن مع وضعه على ظهره دائماً وتجنب وضعه على جنبه أو على بطنه نهائياً.
وحذرت تمارا زايدل، خبيرة الجمعية الألمانية للتصوير الطبي عبر الموجات فوق الصوتية، من أن تقميط الطفل بشدة مع ضغط الساقين معاً وبشكل مشدود قد يؤذي الطفل ويسبب له مشاكل في وركيه أو في منطقة الفخذ. وقالت الطبيبة الألمانية إن الضغط المتواصل وعلى فترات يمكن أن يؤذي الطفل ويتسبب في تشوهات.
يخلق القماط ضغطاً بسيطاً حول جسم الطفل، فيمنحه شعوراً بالأمان لأنه يعكس الضغط الذي كان يشعر به داخل رحم الأم
وأوضحت الطبيبة أن العديد من الآباء يلجأون إلى التقميط رغم التحذيرات المتكررة، لأنهم يلمسون بعضاً من فوائده ولأن الطفل يكون أكثر هدوءاً. ونصحت زايدل الأهالي الذين يريدون تقميط الطفل، بتقميطه من نصفه العلوي فقط مع إبقاء منطقة الساقيين دون شد، ما قد يوفر شعوراً بالأمان للطفل ولا يؤذي منطقة الوركين الأكثر عرضة للإصابة جراء هذه التقنية.
كما يحذر الخبراء من تغطية وجه الطفل، خاصة الطفل المقمّط، لأن ذلك يعرضه للاختناق أو نقص في الأكسجين، ولا يستطيع الطفل التحرك لأنه ملفوف بإحكام. كما ينصح الأطباء بأن يكون التقميط لحديثي الولادة فقط ولفترة لا تمتد لأكثر من أربعة إلى خمسة أسابيع، لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل في نمو الأطفال.
ويختار البعض تقميط الطفل حديث الولادة لسببين رئيسيين هما شعوره بالأمان لإحساسه بالدفء باعتباره في محيط يشبه رحم أمه، واستغراقه في النوم.