قصائد عشق تونسية بين رفّ الكتب

صدر عن منشورات "نيرفانا"، كتاب "سلطان حُبّك، من قصائد العشق في تونس"، للشاعر الجليدي العويني، وجاء هذا الكتاب ليردّ الاعتبار إلى الشعر باللهجة الدارجة ويفتح مسلكا جديدا أمام هذا الفنّ الكلامي الذي لم يلق إلى اليوم اهتماما يذكر من الأوساط الجامعية باعتباره مجال بحث وتدريس ممكن.
ويتضمّن الكتاب الذي يقع في 79 صفحة باقة مختارة من النصوص الشعرية في غرضي العشق والغزل، لخمسة عشر شاعرا من فطاحل الشعراء التونسيين من جهات مختلفة، عاشوا في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وقد راعى العويني اختلاف تنغيمات اللهجة التونسية من حواضرها إلى بواديها، وأرفق هذه القصائد التي هي نماذج من مدوّنة ضخمة صاغها وغنّاها عشّاق كثر، بقصيدتين له هما «سلطان حبّك» التي لحّنهـا سمير العقربي وغنّتها أمينة فاخت و”أنا عاشق يا مولاتي” التي لحّنها وغنّاها نفس الموسيقار.
السرد كإطار فارغ
تكشف رواية “أبيض” للكاتب الأردني محمد أبوعرب، عن لغة عالية، وتُجلي رؤية الناظر بصمت على تفاصيل حياة تمرّ سريعا، والسارد لتفاصيل مكثّفة مشحونة بالمشاهد والصور والمواقف.
ويقدم أبوعرب في روايته، الصادرة عن دار خطوط، سردا طويلا من مشاهد اليومي والاعتيادي، كثّفه ببلاغة الوصف، وضمّنه بصور متجددة، فتارة يأخذ القارئ في جولة طويلة نحو مخيّلة خصبة، وأخرى يعبر به نحو ذاكرة ممتلئة بالمشاهد التي تصف المكان والزمان والرائحة، فيكتب عن روائي يركل بأقدامه حفر الطين، ويكوّن المفردات ككتل من القشّ يوزّعها على عتبات بيوت بعيدة في وصف الحكاية.
ويستحضر أبوعرب في كتابه الكثير من الوجوه والتفاصيل، يسرد حكايات متشابكة عن ذوات شخصياته وكأنه يكتب نفسه، فتكتظّ المشاهد الساكنة في الذاكرة، تاركة للقارئ مهمة الوقوف أمام إطار فارغ يراقب فيه حياته وهي تسير ببطء.
الكتابة ضد التفاهة
في روايته الثانية بعنوان “التافهون” يحاول الكاتب المغربي أحمد متراق التصدي للكثير من الظواهر الشعبية الرجعية. واختار متراق الكتابة سلاحا لمواجهة زمن التفاهة والأفكار البالية التي تجعل المجتمع قابعا في خندق الميوعة مستسلما للأمر الواقع بمبرر أن تلك الأفكار عادات وتقاليد مجتمعية راسخة لا قوة تعلو عليها.
ويسلط متراق في روايته الجديدة الضوء على مجموعة من الظواهر والأفكار السلبية عبر دمجه لأسلوبي السرد القصصي، فيروي لنا مجموعة من التجارب الشخصية التي عاشها، ويرفقها بتحاليل لمناقشة تلك التجارب وأخذ الدروس منها.
ويحاول الكاتب الشاب السعي الدائم إلى “إصلاح ما أمكن إصلاحه في مجتمع تحكمه أفكار تافهة، استغلالية، متسلطة ومتجبرة”، على اعتبار أن “الكتابة صراخ في صمت بهدف تجديد المنظومة الفكرية والأخلاقية وبناء مجتمع حداثي”. والرواية صادرة مؤخرا عن “دار القرويين للنشر والتوزيع”.