رقم عربي صعب يعقّد حسابات بيتسو موسيماني

أكد الأهلي المصري لكرة القدم أن لجنة التعاقدات أنهت كافة الإجراءات الإدارية الخاصة بإتمام التعاقد مع مدافع نادي الرجاء البيضاوي بدر بانون لمدة أربعة مواسم. هذا التوقيع جاء في إطار العلاقات الودية الطيبة التي تربط بين النادي الأهلي والرجاء البيضاوي. ولم يكشف النادي المصري عن تفاصيل وقيمة العقد، غير أن تقارير صحافية محلية ذكرت أن الرجاء البيضاوي حصل من الأهلي على مليوني دولار. وبهذه الصفقة بات بانون (26 عاما)، صاحب أعلى صفقة انتقال لمدافع من الدوري الاحترافي المغربي.
القاهرة - أماطت إدارة النادي الأهلي المصري بشكل رسمي اللثام عن كواليس صفقة المدافع المغربي بدر بانون لاعب الرجاء المغربي السابق. وقال النادي عبر موقعه الرسمي إن مدير التعاقدات أمير توفيق أتم صفقة بدر بانون، مدافع الرجاء المغربي رسميا، مؤكدا أن اللاعب وقع عقدا “لمدة 4 سنوات”. وأضاف الأهلي “قام توفيق بعد التنسيق مع محمود الخطيب، رئيس النادي، بإنهاء كافة الإجراءات الإدارية الخاصة بإتمام التعاقد، واستلم النادي البطاقة الدولية للاعب”. وأتم “جاء هذا التعاون في إطار العلاقات الودية الطيبة التي تربط النادي الأهلي بشقيقه الرجاء المغربي”.
من جانبه أبدى الدولي المغربي سعادته بالانضمام إلى الفريق المصري. وقال بانون في تصريحات صحافية إنه عازم على القتال مع زملائه لكتابة تاريخ كروي جديد داخل القلعة الحمراء. وأضاف أن “الانضمام إلى الأهلي شرف كبير”، وأنه يتطلع بالتأكيد لتقديم أفضل ما لديه لإسعاد جماهير النادي في كل مكان، والمساهمة في زيادة حصيلة الأهلي من البطولات المحلية والقارية. وأوضح بانون أن المفاوضات مع الأهلي لم تستغرق وقتا طويلا، وتم حسم الأمر خلال 72 ساعة. وشدّد على أنه فضّل عرض الأهلي على العديد من العروض الأفريقية والخليجية، خاصة أن “نادي القرن صاحب تاريخ كبير وشعبية طاغية، ومن الصعب على أي لاعب مجرد التفكير أو التردد في عرض الأهلي”.
الأهلي أصبح لديه في مركز قلب الدفاع، بدر بانون وأيمن أشرف ورامي ربيعة وياسر إبراهيم، والثنائي المصاب محمود متولي وسعد سمير
وقال “سأجتهد كثيرا لتطوير قدراتي من أجل النجاح داخل الأهلي، وسأحوّل الضغط المنتظر مواجهته في بداية رحلتي مع الفريق إلى عامل إيجابي يدعمني في رحلتي مع النادي الأعرق في أفريقيا”. وأضاف بانون “أجيد اللعب في العديد من المراكز، سواء في خط الدفاع أو الوسط، ولكن على المستوى الشخصي أعشق اللعب في مركزي كمدافع صريح”.
وأوضح “كنت أتمنى أن يكون وليد أزارو موجودا في صفوف الفريق، خاصة أننا نرتبط معا بعلاقة قوية جدا.. تحدث معي عن انضمامي إلى الأهلي، وشجعني بقوة على إتمام هذه الخطوة. أزارو يعشق الأهلي وجماهيره، وتحدث معي بشكل أكثر من رائع عن تجربته مع نادي القرن. وعلى المستوى الشخصي، كنت أتمنى مزاملته هنا ولكنها كرة القدم في النهاية، وبالطبع أتمنى له التوفيق في رحلته الجديدة مع ناديه السعودي”. وقال بانون “اعرف ثنائي الأهلي محمود كهربا ومحمود متولي، فقد سبق لي مواجهتهما في مباريات منتخبي الشباب والأولمبي، وبالطبع الوجود داخل الأهلي مع كتيبة اللاعبين المميزة أمر يسعدني جدًّا، ويدفعني إلى تقديم أفضل المستويات معهم، للعمل جميعًا على هدف واحد هو تحقيق البطولات على جميع الأصعدة”.
حلم الأهلي
أضاف بانون “أحلامي مع الأهلي الفوز بالألقاب هذا الأمر ليس سهلا لكنه الطبيعي في فريق بحجم الأهلي”. وتابع “المفاوضات لم تستغرق وقتا طويلا وكان هناك شغل احترافي من أمير توفيق مدير تعاقدات الأهلي وتم إنهاء الأمور في قرابة الـ3 أيام”. وأردف اللاعب المغربي “تشاورت مع وكيل أعمالي وجاء قراري في النهاية الانضمام لفريق كبير مثل الأهلي، بعد حديث أمير توفيق معي وتم حسم الأمور وحدث الاختيار الأنسب”.
وواصل “كانت لدي عروض أفريقية وخليجية، لكن بعد التشاور مع وكيل أعمالي كان اقتناعي باللعب للأهلي وأحمد الله على الاختيار الأنسب لي”. واستمر “الاحتراف الأوروبي حلم لكل لاعب، لكن قبل التفكير في أوروبا، لابد أن تطور نفسك لذلك أعتقد أن اللعب للأهلي يفتح لي المجال للاحتراف الأوروبي”. وأكد بانون “لابد أن أوجه الشكر لفريق الرجاء الذي نشأت وتوجت بالألقاب فيه، للاعبين والجماهير والجميع على مساندتي ودعمي الفترة الماضية”. وأوضح “لدي تجربة جيدة في الرجاء، دائما كنا نلعب تحت الضغط الجماهيري والجميع يعلم حجم الضغوط في الأهلي وجماهيره والتي سأسعى لتحويلها لأمر إيجابي”.
وأضاف “المنافسة في كرة القدم منافسة شريفة والجميع سيسعى لإقناع المدرب من أجل التواجد بالتشكيل الأساسي، وأفضل مركز قلب الدفاع رغم أن البعض يراني في مركز الوسط المدافع”. وواصل “اللعب لفريق كبير مثل الأهلي يجعل أبواب المنتخب مفتوحة أمامي، وعبداللطيف جريندو لاعب الرجاء السابق مثلي الأعلى وكذلك مهدي بن عطية”.
وشدد المدافع المغربي “سأتشرف باللعب مع نجوم الأهلي مثل محمد الشناوي ووليد سليمان، تمنيت اللعب بجوارهما وحققت ما كنت أحلم به، وكنت أتمنى مزاملة وليد أزارو في الأهلي”. واستطرد “شخصيتي قوية وأؤمن بقدراتي ولا أخاف من شيء وأتمنى أن أكون عند حسن ظن جماهير الأهلي، ورقمي المفضل 13، وبعيدا عن كرة القدم أقضي وقت فراغي مع عائلتي”. وأتم بدر بانون “الدوريات الأفريقية تطورت عن السابق وأصبحت مختلفة، الدوري المصري صعب مثل الدوري المغربي ولا أجد فارقا كبيرا بينهما وأتمنى التأقلم سريعا”.
أرقام متميزة
الأهلي أصبح لديه في مركز قلب الدفاع، بدر بانون وأيمن أشرف ورامي ربيعة وياسر إبراهيم، والثنائي المصاب محمود متولي وسعد سمير. وما يميز الأهلي حاليا هو قدرة الفريق على استخدام قلوب الدفاع في مراكز أخرى مثل أيمن أشرف ومحمود متولي عند تعافيه من إصابة الرباط الصليبي، والاستفادة من جودة المغربي.
يتفوق بانون على المستوى التهديفي فسجل 3 أهداف مع الرجاء في دوري الأبطال، عندما يسجل لا يخسر الرجاء فتعادل في مباراة وفاز في 2. وفي 7 مباريات خاضها بانون بدءا من دور المجموعات لدوري الأبطال الفريق خسر معه 4 مباريات منها مواجهتي الزمالك، بينما غاب عن 3 مباريات بسبب الإصابة. يسجل بانون هدفا بمعدل هدف لكل 187 دقيقة. في المقابل لم يسجل مدافعو الأهلي أهدافا، سوى ياسر إبراهيم صاحب الهدف الثالث في شباك الوداد المغربي في إياب نصف النهائي.
في البداية يمتلك بانون رقما قياسيا في دوري أبطال أفريقيا، فهو أكثر لاعب تمريرا في مباراة واحدة في المسابقة برصيد 91 تمريرة، وكانت أمام فيتا كلوب الكونغولي في دور المجموعات. يتفوق بانون أيضا على مستوى التمريرات ودقتها، وهو ما يساعد أكثر على بناء اللعب من الخلف والاستحواذ الذي ينتهجه بيتسو موسيماني. المدافع المغربي يلمس الكرة 54 مرة في المباراة الواحدة، ودقة تمريراته تبلغ 85 في المئة في المباراة الواحدة.
ويتفوق في ذلك على ياسر إبراهيم الذي تصل نسبة دقة تمريراته إلى 75 في المئة وأيمن أشرف 80 في المئة ورامي ربيعة 81 في المئة. أرقام ينافسه فيها رامي ربيعة الذي لولا الإصابات لتفوق على المغربي. ويمرر بانون 10.3 تمريرة إلى منتصف ملعب الخصم بنسبة دقة 71 في المئة، مقابل 8.9 تمريرة بنسبة دقة 68 في المئة لأيمن أشرف، و16.3 تمريرة لرامي ربيعة بنسبة دقة 75 في المئة والذي يتفوق على المغربي في تلك الجزئية. ويرسل بانون كرات طولية بـ3.1 تمريرة بنسبة دقة 50 في المئة في المباراة الواحدة، مقابل 1.6 لأيمن أشرف بنسبة دقة 35 في المئة، وياسر إبراهيم 3.3 تمريرة بنسبة دقة 50 في المئة، وربيعة بدقة تصل لـ49 في المئة بمعدل 4.7 تمريرة في المباراة الواحدة، وعدد أكبر ونسبة دقة متساوية تقريبا.
على المستوى الدفاعي خرج الرجاء في مباراتين دون أن تهتز شباكه رفقة بانون، إذ يستعيد الكرة من الخصم 1.6 مرة في المباراة ويشتت الكرة 3.1 مرة في المباراة. ولم يتسبب أو يرتكب أخطاءً أدت لاحتساب ركلات جزاء أو استقبال أهداف. بالنسبة لأيمن أشرف خرج الفريق في مباراتين بشباك نظيفة من 7 شارك بها، ويقطع الكرة بمتوسط 1.4 مرة في المباراة الواحدة ويشتت الكرة 1.3 في المباراة. بينما يتفوق ربيعة ويستخلص الكرة من الخصم بمتوسط 2.6 في المباراة الواحدة ويشتت بمعدل 3.4 في المباراة. أما ياسر إبراهيم فإن الأهلي خرج معه في 3 مباريات بشباك نظيفة، ويقطع الكرة 1.3 في المباراة ويشتتها 5.3 مرة في المباراة.
فارق الطول
يتفوق بانون في الالتحامات الثنائية نظرا لطوله الفارع وقدراته البدنية، يتفوق في المواجهات الثنائية 3.7 مرة في المباراة والتي يأتي منها الكرات الهوائية 2.1 في المباراة. وكذلك أقل من يفقد الكرة بين الرباعي إذ يفقد الاستحواذ على الكرة في 7.3 في المباراة ويرتكب 0.1 خطأ في المباراة الواحدة في مقابل حصوله على 0.3 إنذارات، ولم يحصل على أي بطاقة صفراء.
في الالتحامات الثنائية يفوز أيمن أشرف بـ57 في المئة منها 3 التحامات في المباراة منها 0.7 للكرات الهوائية بنسبة نجاح 38 في المئة، ويفقد الاستحواذ في 8.6 مناسبة للمباراة. ويتفوق ربيعة بـ5.3 التحام في المباراة منها كأكثر من بانون لكنه يفقد الكرة في 10.4 مرة بالمباراة ويرتكب 1.1 خطأ في المباراة. ويأتي ياسر إبراهيم متفوقا على الجميع في الالتحامات الثنائية بمعدل 5.7 بنسبة 60 في المئة ووفي الصراعات الهوائية بنسبة 68 في المئة بـ4.2 في المباراة، لكنه يرتكب 1.5 خطأ في المباراة ويحصل على 0.3 لصالحه.
أرقام قد تكون متقاربة خصوصا في ظل قوة المواجهات على المستوى الأفريقي لكنها تعطي موسيماني خيارات عديدة يختار بها التشكيل الأنسب للمباراة وتزيد من الصراع على مركز صار صعب المراس في الأهلي مؤخرا في ظل الإصابات المتكررة والإيقافات.
رسالة وداع
بعث بدر بانون مدافع الأهلي الجديد، برسالة خاصة لجماهير ناديه السابق الرجاء المغربي، بعد ساعات قليلة من إعلان رحيله بشكل رسمي. وقال بانون عبر حسابه الرسمي على إنستغرام “سُنّة الحياة مبنية على بداية ونهاية، لقاء ثم فراق مهما طالت المدة، كنت أعلم أن هذا اليوم قادم لا محالة، لكني لن أخفيكم أنني لم أكن مستعدًا، لا له ولا لهذه اللحظة بالذات”. وتابع “لن أُسمِّيه فراقا، لأن معنى الفراق هو الابتعاد الجسدي والوجداني والروحي، بينما قراري هذا هو ابتعاد جسدي ليس أكثر، فكيف يعقل أن أفارق أصلي، ذلك الجزء مني”. ونوّه “لن أنسى حبي الأول والأكبر، ولن أتجرأ على نسيان من جعل مني ما أنا عليه الآن. تأكدوا أنه ابتعاد جسدي فقط، ابتعاد فرضه جزء من مسيرتي الكروية، بحثًا عن تحديات وتجربة مختلفة، من أجل التطور والنجاح على مستويات جديدة، أتمنى أن أكون خلالها خير سفير وممثل للرجاء وجمهوره الكبير خاصة والشعب المغربي الحبيب وكل من ساندني عامة”.
وأضاف “شكراً لعائلتي التي ساندتني طوال المشوار وحتى قبل بدايته، شكرًا لكل من ساهم ببصمته في مسار بدر بانون، من مدربين ومسيرين، لكل اللاعبين والأطقم التقنية والطبية والإدارية، شكرًا لكل العاملين بهذا النادي العظيم”. وواصل “شكر خاص للجماهير الرجاوية التي ساندتني ولم تبخل علي بدعمها، رغم أن كلمة الشكر لن توفيكم حقكم، ارتداء قميص أعظم كيان كان فخرا وشرفا لطالما كان حلما منذ طفولتي، تمثيل الفريق الأول والدفاع عن شعاره وألوانه والفوز بالألقاب كانت أمنيات تحققت بفضل الله ثم بدعمكم جميعا”.
وأكد “الرجاء سيظل دوما المكان الذي وُلِدت فيه كرويا وأنا في سن صغيرة، الموطن الذي تعلمت وسطه أبجديات فن كرة القدم، والمدرسة التي رسخت في شخصيتي قيم الحب والاجتهاد والوفاء والتحدي”. وشدد “كنت أتمنى أن تكون لحظة الوداع بشكل مباشر، أمام الجماهير الرجاوية بقدر ما كنت أنوي اختتام موسمي بقميص العالمي، بالوفاء بوعدي وتحقيق لقب لطالما انتظرناه وسعينا خلفه، لكن قدر الله وما شاء فعل، أتمنى صادقا أن أكون قد وفقت في تشريف قميص الرجاء العالمي ولم أبخل عليه بذرة جهد”. وأتم “أتمنى أن يجتمع شملنا مستقبلا، أتركوا لي مكاناً في قلوبكم، وتمنوا لي التوفيق أينما ذهبت.. يعيش الرجاء.. إلى اللقاء”.