الاتحاد المغربي يتمسك بملف الحدادي

الرباط - رفضت محكمة التحكيم الرياضية (كاس) الطعن المقدم من منير الحدادي نجم إشبيلية، ومن الاتحاد المغربي، على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بعدم السماح له بحمل قميص منتخب الأسود.
وأرجع الاتحاد الدولي قراره إلى تفسيره لأحد بنود القانون الجديد، والمتعلق بفئة أقل من 21 عاما، بعدما استند إلى مشاركة الحدادي في 3 مباريات رفقة المنتخب الإسباني.
وقالت كاس التي تتخذ من لوزان مقرا لها إن “الإجراءات المعروضة عليها تمت بالتعجيل بناء على طلب الطرفين، حتى يتسنى اتخاذ القرار النهائي قبل المباريات المقبلة للمغرب في كأس الأمم الأفريقية 2021”.
واعتبرت كاس أنه نظرا إلى الضرورة الملحة للبت في الموضوع “أصدرت هيئة التحكيم قرارها للأسباب التي سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق”.
وهي المرة الثانية التي يحصل فيها الحدادي على قرار مشابه بعد الأول قبيل كأس العالم 2018، لكن تعديل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن اللاعبين مزدوجي الجنسية دفع الاتحاد المغربي إلى استدعاء لاعب برشلونة السابق. وتسهّل قواعد الفيفا الجديدة التي اعتمدها في منتصف سبتمبر الماضي موضوع تغيير الجنسية لكن ذلك يتطلب من اللاعبين الذين يحملون جوازي سفر أن يكونوا تحت سن 21 عاما عند خوض المباراة الأخيرة.
وكانت لجنة قانون اللاعب التابعة للاتحاد الدولي قد رفضت في 23 سبتمبر الماضي السماح للحدادي بالانضمام إلى “أسود الأطلس”، وبعد ذلك رفضت كاس استئنافه. وكان الفيفا صادق الشهر الماضي خلال مؤتمره الـ70 على توصيات لجنة العمل التي شكلها في سبتمبر 2019 لتعديل القوانين المنظمة لتمثيل اللاعبين لمنتخباتهم الوطنية وذلك بناء على طلب العديد من الاتحادات الوطنية.
واشترط الاتحاد الدولي في تعديلاته الجديدة ألا يكون اللاعب قد شارك في أكثر من 3 مباريات كحد أقصى مع المنتخب الذي بدأ معه مسيرته الدولية، بما في ذلك مباريات التصفيات المؤهلة إلى المنافسات العالمية والقارية، وذلك قبل بلوغه سن الحادية والعشرين، بالإضافة إلى عدم مشاركته في أي مباراة ضمن بطولة دولية أو قارية مثل كأس العالم أو كأس أوروبا.
وأصبحت القضية فضيحة كبرى، خصوصا بعدما ضم وحيد خليلودزيش، مدرب منتخب المغرب، اللاعب لقائمة الأسود ومعسكر الشهر الماضي لخوض وديتي السنغال والكونغو، قبل أن يفاجأ بخطاب من الفيفا يدعوه إلى مغادرة هذا المعسكر كونه غير مؤهل للعب بقميص المغرب.
وقال متحدث داخل جهاز الكرة المغربي، في تصريحات صحافية، “القصة لا ترتقي إلى وصف الفضيحة، والملف لم يغلق بعد، وهناك آليات أخرى سيلجأ إليها اتحاد الكرة المغربي دفاعا عن حقه وحق اللاعب في تمثيل منتخب بلده الأصلي المغرب مستقبلا، لأننا مؤمنون بأن هذا هو العدل في الملف”. وأردف “ما حدث لاحقا وكان سببا في رفض طلب حدادي واتحاد الكرة المغربي، مرتبط بنصوص قانونية وشروط اعتمدها كونغرس الفيفا قبل شهرين فقط، ولم يكن منصوصا عليها قبل هذا الكونغرس، وبالتالي هي نصوص حديثة العهد عكس ما جرى الترويج له”.
وتابع “لا ينبغي أن نبخس الدور الكبير الذي قام به فوزي لقجع، خصوصا وأن المنتخب المغربي نجح في استقطاب 5 مواهب كانت قريبة بل مثلت منتخبات أوروبية من قبل، مثل برقوق ومايي وبوجلاب وأملاح، وغيرهم يمثلون اليوم مستقبل الكرة المغربية، وهذا نصر كبير لا يمكن تجاهله”. واستكمل “اتحاد الكرة المغربي متطور ويعتمد على مناهج حديثة ويواكب طفرة الكرة العالمية، وقصة الحدادي لن تنتهي عند حدود حكم هذه الهيئة، هناك تداول وتنسيق مع اللاعب ومحيطه من أجل تقديم اعتراض آخر سندرس الكيفية والمكان الأنسب له”.
وواصل “ما حققه فوزي لقجع وبشهادة من واكبوا كونغرس الفيفا لم تستفد منه الكرة المغربية وحدها، بل منتخبات أفريقية وفي قارات مختلفة استطاعت أن تستعيد لاعبين ومواهب حملت قمصان منتخبات المهجر في بعض الفترات”. وأتم “نؤكد للجميع أنها ليست فضيحة ولن يطال التحقيق أحدا، لأن الخلل كان في النصوص المعتمدة، وكان من الصعب تعقب مسار ومباريات اللاعب مع الفئات السنية بسرعة فائقة، لذلك اتحاد الكرة حقق بنضاله وترافعه في هذا الملف مكاسب لا يمكن بخسها”.