ضرب الأكراد ورقة تلوح بها أنقرة كلما اختنقت

أنقرة – هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء بشن عملية عسكرية في شمال سوريا، في خطوة تحمل أكثر من دلالة من حيث توقيتها ولاسيما مع التوتر المتصاعد بينها وروسيا. وتتخذ أنقرة من الوجود الكردي في شمال سوريا حجة للتغلغل في الأراضي السورية.
وقال الرئيس التركي الأربعاء إن لتركيا حقا مشروعا في التحرك مرة أخرى إذا لم يتم طرد “المتشددين” من المنطقة التي توغلت فيها عدة مرات في السنوات الأربع الماضية.
وذكر أردوغان في كلمة ألقاها أمام نواب حزبه (العدالة والتنمية) في البرلمان “إذا لم يتم القضاء على الإرهابيين هنا مثلما وعدونا، فلدينا الحق المشروع في التعبئة مرة أخرى”.
ويعتقد مراقبون أن أردوغان يقصد الولايات المتحدة وروسيا على السواء في حديثه عن الجهات التي وعدته بإبعاد المكون الكردي عن حدود بلاده.
وفي هجوم شنته تركيا قبل عام بدعم من مقاتلي المعارضة السورية، انتزعت تركيا السيطرة على شريط يمتد 120 كيلومترا من الأراضي الحدودية في شمال شرق سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية، قبل أن يجبر على التوقف بعد إبرام اتفاق مع روسيا.
ولقي هذا التوغل إدانة واسعة من حلفاء أنقرة الغربيين إذ كانت وحدات حماية الشعب فصيلا رئيسيا في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي ساعدت واشنطن في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس التركي تأتي في سياق المناورة والتهديد بإعادة خلط الأوراق في ظل توتر العلاقة مع روسيا بسبب إدلب.
وعبر أردوغان عن قلقه بشأن الوضع في المحافظة الواقعة شمال غرب سوريا، والتي كانت مسرحا لقتال عنيف بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا إلى أن توصلت أنقرة وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مارس.
والاثنين الفارط، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر من المعارضة أن ضربات جوية روسية على معسكر يديره “فيلق الشام” في شمال غرب سوريا أسفرت عن مقتل 35 مقاتلا على الأقل وإصابة العشرات.
وقال أردوغان “هجوم روسيا على قوات الجيش الوطني السوري (المعارض المدعوم من تركيا) في منطقة إدلب يظهر أن السلام الدائم في المنطقة غير مرغوب فيه”.