أي وجه للموسيقى بعد أن تراجع دور الإذاعة

العملية الإنتاجية للأغنية داخل الإذاعة أسهمت في توثيق الفلكلور الأردني وفي إنتاج أعمال غنائية جديدة كشفت عن الكثير من المواهب في الشعر والموسيقى والصوت.
الأربعاء 2020/10/28
الموسيقى هوية وتراث ثقافي

عمان- تتواصل في المركز الثقافي الملكي في عمان جلسات المؤتمر الفكري لمهرجان الأغنية والموسيقى 2020 الذي تنظمه وزارة الثقافة الأردنية، والذي تختتم فعالياته اليوم الأربعاء، دون حضور جمهور مع الالتزام بالشروط الصحية والتباعد الجسدي.

وتناولت الجلسة الأولى التي أقيمت بقاعة المؤتمرات في المركز، وتم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة الثقافة وللمهرجان، وأدارها الدكتور محمد واصفن “رعاية المواهب الموسيقية عزفا وغناء” من خلال التركيز على مبادرة “موهبتي من بيتي” التي أطلقتها وزارة الثقافة مع انتشار فايروس كورونا نهاية شهر مارس الماضي.

وقال أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، إن الوزارة لا تنتج الفعل الفني وإنما توفر المناخ الدعم للفنانين ليقدموا إبداعاتهم الفنية على أكثر من صعيد، مشيرا إلى تجربة معهد تدريب الفنون الجميلة في رفد الحركة الفنية الأردنية، وتخريج الكثير من المبدعين في مختلف الفنون، حيث وصل عدد طلبة المركز لهذا العام إلى 1200 طالب وطالبة.

الأغنيات التي أنتجت كانت ترفع الروح المعنوية وتربط الجمهور بفنه وتراثه من خلال ما يقدم عبر البرامج الموسيقية والفواصل الغنائية

وحول مسابقة “موهبتي من بيتي”، أوضح البراري أن هذه المسابقة التي أطلقتها الوزارة بسبب الظروف الاستثنائية التي تمثلت بفايروس كورونا، استطاعت الوصول إلى 100 ألف شخص، وفاز منهم 900 شخص بجوائز، معظمهم تلقوا معارفهم الفنية بأنفسهم، وليس من خلال مؤسسات أكاديمية، داعيا المؤسسات الأردنية إلى الاستفادة من المواهب التي أفرزتها المسابقة.

وبدوره، قال مدير مهرجان الأغنية والموسيقى أيمن سماوي، إن المسابقة وصلت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى 25 مليون متابع، كما قامت بعض الدول المجاورة باستنساخ التجربة لأهميتها في اكتشاف المواهب.

وأضاف، أن الاهتمام بالمواهب يحتاج إلى التعاون مع القطاع الخاص الذي لا يزال مقصرا في التفاعل مع الحركة الثقافية، مبيّنا أهمية العمل على بعض التشريعات التي تحكم هذه العلاقة التشاركية.

وفي الجلسة الثانية من المؤتمر الفكري، التي حملت عنوان “فرق لا تنسى” فرقة النغم العربي، وفرقة الفحيص – دراسة نقدية في تجربة فرق أردنية قدمت الموروث الغنائي الأردني والعربي”، عرض الفنان والموسيقي ومؤسس فرقة الفحيص لإحياء التراث صخر حتر مراحل تأسيس الفرقة في عام 1982.

وقال في الجلسة التي أدراها الدكتور والموسيقي صبحي الشرقاوي، إن تأسيس فرقة الفحيص جاء في وقت سادت فيه الموسيقى الغربية التي أصبحت تهدّد التراث وتهدد الموسيقى العربية.

دعم شعبي للمحافظة على الهوّية العربية والتراث الموسيقى المحلي والعربي
دعم شعبي للمحافظة على الهوّية العربية والتراث الموسيقى المحلي والعربي

ووصف الفنان حتر الفرقة بصفتها حامية للتراث الثقافي في وجه الغزو الثقافي السائد آنذاك، حيث جاءت للمحافظة على الهوّية العربية والتراث الموسيقى المحلي والعربي وسط دعم أهلي وشعبي.

ومن جهته، عرض مؤسس فرقة النغم العربي الفنان مصطفى شعشاعة تجربة تأسيس الفرقة في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وتحديدا عام 1981 عندما تأسست الفرقة كأحد نشاطات رابطة الموسيقيين الأردنيين بهدف تقديم التراث العربي والموشحات والأدوار.

وفي الجلسة الثالثة التي أدراها نقيب الفنانين حسين الخطيب، وحملت عنوان “دور الإذاعة الأردنية في احتضان فعل إنتاج الأغنية الأردنية”، قال مدير الإذاعة الأردنية مهند الصفدي، إن الإذاعة الأردنية منذ تأسيها كانت مساحة إبداعية للفنانين الأردنيين والعرب، احتضنت إنتاجاتهم وقدمتها للجمهور الأردني والعربي من خلال برامجها المختلفة.

وأضاف، أن الأغنيات التي أنتجت كانت ترفع الروح المعنوية وتربط الجمهور بفنه وتراثه من خلال ما يقدم عبر البرامج الموسيقية والفواصل الغنائية، مبيّنا اهتمام مدراء الإذاعة آنذاك بالأغنية الأردنية من خلال الكلمة واللحن، واستقطاب الفنانين العرب الذين انطلقوا من الأردن وتحديدا عبر أثير الإذاعة الأردنية.

ومن جهته قال الفنان والموسيقي الدكتور إميل حداد، إن الإذاعة كانت تعتمد على الأغنية وكأنها خطاب سياسي موجه للجمهور أو المستمعين أينما كانوا، مضيفا أن العملية الإنتاجية للأغنية داخل الإذاعة كانت على قدم وساق في ظل الاهتمام الذي أبداه القائمون على الإذاعة آنذاك.

المؤتمر الفكري لمهرجان الأغنية والموسيقى بالأردن، ناقش أهمية المسابقات وتأسيس الفرق الموسيقية ودور الإذاعة الفني

وأوضح أن هذه العملية الإنتاجية أسهمت في توثيق الفلكلور الأردني، وفي إنتاج أعمال غنائية جديدة، التي أدّت إلى الكشف عن الكثير من المواهب في الشعر والموسيقى والصوت، معتبرا أن الأغنية الأردنية ازدهرت بفعل وجود الإذاعة التي كانت هي الوسيلة في إيصالها إلى المستمعين.

وبيّن حداد مراحل تأسيس قسم للموسيقى في الإذاعة الأردنية ودوره في عملية توثيق الأغنيات الشعبية، وكيفية استقطاب الكثير من الفنانين العرب للعمل في هذا القسم في ظل ندرة الموسيقيين الأردنيين آنذاك على بعض الآلات الموسيقية، إلى أن تخرّج عدد من الشباب الأردني الذين سدوا هذا الفراغ، إلى أن تطور القسم وأصبحت هناك فرقة موسيقية للإذاعة ترافق الفنانين في تسجيل أعمالهم في أستوديوهات الإذاعة، أو من خلال مشاركتها في البرامج الفنية التي تنتجها الإذاعة وتقدمها للجمهور.

واستذكر المؤتمر الفكري في يومه الثاني الثلاثاء في ثلاث جلسات صباحية ومسائية، جهود الفنان الأردني الراحل توفيق النمري في جلسة بعنوان “توفيق النمري – عبقري الأهزوجة الأردنية بين التلحين والغناء”، وجهود الفنان عبده موسى في جلسة ثانية تركز على “كيفية تطويع آلة الربابة لتقديم الأغنية الأردنية”، وفي الجلسة الثالثة تمّ تناول سيرة الفنان جميل العاص وعلاقته بآلة البزق.

15