"ما وراء الطبيعة" دراما عربية من الخيال العلمي

كاليفورنيا- أطلقت شبكة “نتفليكس” الأميركية العملاقة للبث التدفقي، الإعلان الرسمي لمسلسل “ما وراء الطبيعة”، الذي من المقرر عرضه الخميس 5 نوفمبر المقبل، مترجما إلى أكثر من 32 لغة في 190 دولة حول العالم.

ونشرت الشبكة على صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي إعلان الفيديو الرسمي للمسلسل المقتبس من سلسلة روايات تحمل الاسم نفسه للكاتب المصري الراحل أحمد خالد توفيق، وكتبت معلّقة عليه “أسير الماضي، مهووس بالبحث عن الحقيقة، وحبه الأول كان شبحا”، ثمّ أتبعته بنشر البوستر الرسمي مع تعليق “كل شيء له تفسير منطقي إلا حياة د. رفعت إسماعيل”.

“ما وراء الطبيعة” هو أول مسلسل مصري متوفر بالوصف الصوتي باللغة العربية لضعاف البصر والمكفوفين، والوصف النصي باللغة العربية لضعاف السمع، كما سيكون مدبلجا إلى أكثر من 9 لغات من بينها اللغة الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، التركية والألمانية وغيرها.

والمسلسل هو أول أعمال نتفليكس العربية من الدراما المصرية، وثاني عمل عربي تنتجه المنصة بعد مسلسل “جن” الذي صوّر في الأردن، وهما عملان ينتميان إلى عالم الخيال الذي تفتقر إليه الدراما العربية للتكلفة الإنتاجية الباهظة لمثل هذه الأعمال ومحدودية الإقبال عليها سواء من الجمهور غير المعتاد على مثل هذه الإنتاجات العربية أو قنوات البثّ التي لا تخاطر بالمغامرة والتجديد.

وتعاونت نتفليكس مع المنتج المصري محمد حفظي كمنتج منفذ، والمخرجين عمرو سلامة وماجد الأنصاري، للعمل على تطويع الرواية المصرية دراميا، وهي التي لاقت نجاحا كبيرا وبلغ توزيعها 15 مليون نسخة، وشكل المراهقون والأطفال معظم قرائها.

كما يشارك سلامة في الكتابة أيضا إلى جانب محمود عزت ودينا ماهر وعمر خالد، ووضع الموسيقى التصويرية خالد الكمار، ومدير التصوير، أحمد بشاري، ومصممة الملابس، دينا نديم، ومصمم المعارك ومنسق دوبليرات، آندرو ماكنزي.

وعمدت نتفليكس إلى تصوير المسلسل في مصر، ضمن محاولاتها لتعزيز نشاطها في الشرق الأوسط لجذب جمهور أكبر، وتقديم مواهب عربية لجمهورها حول العالم، والرهان على نجوم عرب لاستقطاب مشاهدين أكبر، كإعلانها الأخير على عودة عمرو دياب من خلال شاشتها إلى عالم الدراما بعد غياب 25 سنة.

وتروي أحداث “ما وراء الطبيعة” قصة رفعت إسماعيل، التي يجسّدها الفنان المصري أحمد أمين، طبيب أمراض الدم الأعزب، الذي تقوده الأقدار إلى خوض مغامرات مع شخصيات غير مألوفة، ويشهد أحداثا خارقة للطبيعة، ويتعاون مع زميلته السابقة ماجي ماكيلوب العالمة الأسكتلندية، ويحاولان إنقاذ أحبائهم من الخطر الهائل الذي يحيط بهم، والتي تجسد شخصيتها الفنانة رزان جمال.

ويعيش الطبيب الأربعيني العنيد والمغامر رحلة شك تغيّر كل قناعاته العلمية التي يؤمن بها فتقلب حياته ومعتقداته رأسا على عقب وتضعه في مواجهة خارقة مع آخرين تستدعيهم الظروف من “ما وراء الطبيعة”.

ويلحظ أنّ اختيار نتفليكس للممثل أحمد أمين لا يبدو اعتباطيا فالممثل يملك ملامح وجه قريبة جدا من التي اعتمدها كاتب الرواية على أغلفة أغلب أجزاء السلسلة.

وسيكون المسلسل ضمن حلقات متفرّقة فكل حلقة بمثابة فيلم مستقل بذاته إلا أنها مترابطة داخل عنصر مشترك وهو “بيت الخضراوي”، الذي يسمى في القاهرة بـ”قصر أبو رحاب” ، والذي سيكون المحرك الأساسي للأحداث في الموسم الأول.

وصوّر المسلسل في محافظة المنصورة، في انعكاس للفترة التي كان بها “الإقطاعيون” يمتلكون أراضي كثيرة على السواحل البحرية لمصر، أي حوالي عام 1910، ثمّ يتم تغيير ديكور المنزل بالكامل لتصوير فترتي عام 1941 و1969.

ويذكر أن الكاتب المصري توفي في أبريل 2018 عن عمر ناهز 55 عاما إثر أزمة صحية مفاجئة. وكان توفيق من الكتاب العرب القلائل الذين برعوا في كتابة روايات الخيال العلمي وقصص الرعب فأصدر أكثر من سلسلة قصصية اجتذبت فئة الشبان بالإضافة إلى “ما وراء الطبيعة” مثل “فانتازيا” و”سافاري”.

ولاقى الكاتب في بدايته رفض الناشرين للرهان على سلسة “ما وراء الطبيعة”، لكنّه تمكن في العام 1993 من نشر أول جزء منها، لتصبح بعد سنوات واحدة من أشهر روايات الخيال العلمي في العالم العربي، وصدر منها حتى العام 2014 العدد 80 وهو أسطورة الأساطير الجزء الثاني، والذي أنهى فيه توفيق حياة “رفعت إسماعيل” بمرض عضال مع وعد بصدور حكايات لم يحكها بعد وجدت في مذكراته بعد وفاته.

ونشأت فكرة تحويل السلسلة الأدبية إلى عمل درامي لدى المخرج عمرو سلامة في العام 2006، ليتواصل إثرها مع الكاتب الراحل والمخرج والمنتج محمد حفظي ويتمّ الاتفاق على شراء حقوق الملكية الفكرية للسلسلة.