لندن السينمائي يبعث "رسالة حب" إلى المناضلين السود

من أصل 58 فيلما طويلا مُدرجا في برنامج مهرجان لندن السينمائي ستُعرض تسعة في الصالات وعلى الإنترنت وسيقتصر عرض أربعة أعمال على دور السينما.
الجمعة 2020/10/09
أبطال وراءهم ستيف ماكوين

خلافا للمهرجانات السينمائية الأكثر نخبوية مثل “كان” و”البندقية” يحرص مهرجان لندن على عرض باقة واسعة من الأفلام التي يقع إنتاجها في العديد من المناطق في العالم أمام جمهوره العريض، وقد افتتح دورته هذه المرة بفيلم يتحدث عن نضالات السود.

لندن- بعد خمسين عاما على وقوع الأحداث، يسترجع المخرج البريطاني ستيف ماكوين في فيلمه “مانغروف” الذي افتتح مهرجان لندن السينمائي ذكريات التظاهرات التي عمّت لندن في السبعينات متطرّقا إلى اللامساواة العرقية في “رسالة حب موجّهة إلى نضال السود”.

وسيتسنّى حضور أول العروض الأوروبية لهذا الفيلم مجاناً في دور سينما عدّة شريكة في هذه الدورة من المهرجان التي ستمنح جوائزها إثر تصويت الجمهور وليس لجنة تحكيم، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الإدارة.

ويشكّل هذا العمل الجزء الأول من سلسلة من خمسة أفلام طويلة تحمل اسم “سمول أكس” (الفـأس الصغيرة) أنجزها المخرج الملتزم بقضايا السود والحائز على أوسكار أفضل فيلم عن “تويلف ييرز إيه سليف”.

ويستعيد “مانغروف” القصّة الحقيقية لمجموعة من الناشطين السود تعرف باسم “مانغروف 9” انتفضت في سبعينات القرن العشرين ضدّ المضايقات العنصرية الصادرة عن شرطة لندن. وهو ما دفعها إلى مواجهتها من خلال تظاهرة كبيرة أودت إلى محاكمة لقيت تغطية إعلامية واسعة.

وشكّلت تبرئة أعضاء هذه المجموعة منعطفا تاريخيا في النضال ضدّ الأنماط التمييزية بعدما أقرّ القضاء البريطاني للمرّة الأولى بأن سلوك بعض الشرطيين مشحون بالعنصرية، لكنّ تلك الحادثة لم تصبح ذائعة. وأراد ستيف ماكوين الغرف منها لتستحيل هذه السلسلة “احتفاء بكلّ ما أنجزه مجتمع السود خلافا لكلّ التوقعات”.

سيحلّ الجمهور محلّ لجنة التحكيم لمنح الجوائز
سيحلّ الجمهور محلّ لجنة التحكيم لمنح الجوائز

وقال قبل افتتاح الدورة الـ64 من المهرجان، “إنها رسالة حبّ موجّهة إلى نضال السود والنصر والأمل والموسيقى والفرح والمحبّة والصداقة والعائلة”. ومن أصل 58 فيلماً طويلاً مُدرجاً في برنامج المهرجان، ستُعرض تسعة في الصالات وعلى الإنترنت في الوقت عينه، وسيقتصر عرض أربعة أعمال على دور السينما.

وقالت إدارة المهرجان، “سيحلّ الجمهور محلّ لجنة التحكيم لمنح الجوائز الأربع تناغماً مع جوهر هذه الدورة الابتكارية المتمحورة على الجمهور”. وبالإضافة إلى الأفلام الطويلة، ستتضمّن العروض 36 عملاً قصيراً، وتجارب انغماسية بالواقع المعزّز أو الافتراضي، وكلاسيكيات مُرمّمة، فضلاً عن حلقات نقاشية.

وتختتم دورته الـ64 في الثامن عشر من أكتوبر بفيلم “أمونايت” للبريطاني فرنسيس لي الذي يروي علاقة حب تعود إلى القرن التاسع عشر بين عالمة الإحاثة ماري انينغ (كايت وينسلت) والشابة المريضة التي تكلّف برعايتها (سرشا رونان).

ويعرض فيلم “مانغروف” لستيف ماكوين في وقت تثار فيه أسئلة كثيرة في بريطانيا حول الإرث الاستعماري للدولة وممارساتها تجاه المتحدرين من موجات الهجرة، في أعقاب بروز حركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمّة).

وقالت ليتيسيا رايت التي تؤدّي دور زعيمة حركة “بلاك بانثرز” في الفيلم “نعلم الكثير عن نضال الأميركيين من أصول أفريقية، لكنّ كثيرين لا يعرفون ما قاسيناه هنا في بريطانيا”.

ويقضي الهدف من سلسلة “سمول أكس” التي استغرق إنتاجها 11 سنة والتي استلهم اسمها من مثل شعبي كاريبي مفاده في الاتحاد قوّة (إذا كنت الشجرة الكبيرة، فنحن الفأس الصغيرة) بتسليط الضوء على قصص السود ونضالهم.

والقصص التي يرويها ستيف ماكوين كلّها مستوحاة من أحداث واقعية أثراها بتجربته الخاصة “للتمييز العنصري كشخص كبر في السبعينات والثمانينات” في بريطانيا، على قول المخرج.

24