الشابي يكتب التاريخ مع المنستيري التونسي

تونس - فرض فريق الاتحاد المنستيري اسمه في كرة القدم التونسية هذا الموسم بعدما توج الأحد بطلا لكأس تونس بنسختها الجديدة، إضافة إلى تمكنه من الحلول ثالثا في ترتيب الدوري والذي سيخول له المشاركة في كأس الكونفيدرالية الأفريقية الموسم المقبل.
ولم يأت تتويج المنستيري من لا شيء، حيث أنه تمكن من إسقاط بطل الدوري وأفريقيا في المواسم الثلاثة الماضية الترجي الرياضي بنتيجة 2-0 في اللقاء الذي احتضنه ملعب مصطفى بن جنات في المنستير.
وفي مثل هكذا حالات لأندية تصنع الفارق وتصمد أمام الفرق الكبرى، سواء بمشوار الدوري أو الكأس، فإن الفضل يعود إلى الجهاز الفني المستقر بقيادة مدرب بدا للكثير من المحللين التونسيين أنه يستحق التتويج نظير ما قدمه هذا الموسم.
واستطاع لسعد الشابي بفضل مجموعة متناسقة من اللاعبين الشبان أن يبرهن على قوة شخصية فريقه هذا الموسم، رغم تعطله بسبب وباء كورونا، لكنه تمكن من فرض سيطرته سواء على ملعبه أو خارجه بفضل الخطط التكتيكية المحكمة وحضور اللاعبين على أرضية الملعب.
سعادة لا توصف
عبر الشابي عن سعادته الكبيرة بتتويج فريقه بكأس تونس لأول مرة في تاريخه، بعد الفوز الأحد في المباراة النهائية على الترجي الرياضي بثنائية نظيفة.
وقال المدير الفني، الذي لا يهدأ على دكة الاحتياط بكل لقاء يخوضه فريقه، في تصريحات خاصة لأحد المواقع الرياضية الاثنين “لقد درسنا منافسنا جيدا ووقفنا على نقاط قوته ونقاط ضعفه وهو ما مكننا من التحكم في المباراة طيلة التسعين دقيقة وسيطرنا على مجرى اللعب منذ الشوط الأول الذي عجز فيه الترجي عن الوصول إلى مرمانا”.
وأضاف “قدمنا مباراة قوية تكتيكيا وأشكر اللاعبين على تطبيقهم الخطة كما يجب، ما جعل وسط الترجي، لا يأخذ أي كرة أمامنا”.
محللون تونسيون يراهنون على أن ما يقدمه الشابي مع المنستير سيكون ممهدا لتولي أحد الأندية الكبرى مستقبلا
وتعرف عن الشابي صرامته الكبيرة سواء أثناء اللقاء أو خارجه، أي خلال الحصص التدريبية، وهو ما جعله يبرز بصفة لافتة مع جل الفرق التي تولى تدريبها. كما يعرف عنه أيضا أنه كلما أحسّ بتدخل في العمل الذي يقوم به من طرف إدارة أي فريق مهما كانت قيمته، فإنه يختار الاستقالة على أي شيء آخر.
وقال الشابي عن لقاء الترجي “خلقنا العديد من الفرص وسجلنا الهدف الأول، ما حررنا أكثر وجعلنا ندخل الشوط الثاني بأسبقية معنوية ونجحنا في مجاراة بقية المواجهة وعززنا هذه الأسبقية بهدف ثان أكدنا من خلاله جدارتنا بالتتويج”.
وواصل “اليوم انتصرنا على الترجي لكنه يبقى بطل تونس، ويبقى فريقا كبيرا له إنجازات كبيرة نتمنى أن تحققها فرق أخرى من بينها الاتحاد المنستيري”.
واختتم “أهدي هذا التتويج لجماهير الاتحاد المنستيري ولكل الذين ساهموا في تألق الفريق هذا الموسم وأخص بالذكر رئيس النادي أحمد البلي الذي وفر لنا كل ممهدات النجاح، وبحول الله سيكون القادم أفضل”.
مستقبل مع الكبار
يراهن محللون تونسيون على أن ما يقدمه الشابي مع المنستير سيكون ممهدا لتولي أحد الأندية الكبرى مستقبلا، ويراهنون على قدرته على فرض اسمه بين الكبار.
ومن جانبه أكد قائد الاتحاد المنستيري زياد مشموم أن قوة شخصية لاعبي فريقه ساهمت في التتويج التاريخي بكأس تونس.
وقال مشموم في تصريحات صحافية أعقبت اللقاء الذي استبسل فيه أبناء الشابي إلى آخر لحظة “حققنا اليوم حلم أجيال وتوجنا بالكأس عن جدارة واستحقاق بعد المباراة الكبيرة التي قدمناها أمام منافس كبير”. وأضاف “دخلنا المواجهة جيدا وسيطرنا على مجرى اللعب، وترجمنا أفضليتنا بهدفين”.
وختم حديثه بالقول “أهدي هذه الكأس لكل الجماهير التي انتظرت هذا التتويج طويلا والتي وعدناها باللقب فكنا عند وعدنا وإن شاء الله لن يكون التتويج الأخير”.