لا حلول في الأفق لوقف معاناة اللاجئين الروهينغا

الوباء يحول دون تنظيم مظاهرات كبيرة في المخيمات تزامنا مع الذكرى الثالثة للإبادة الجماعية على عكس السنوات السابقة.
الأربعاء 2020/08/26
ثلاث سنوات من التهجير القسري

كوتوبالونغ (بنغلاديش) - أوقفت مخيمات الروهينغا في بنغلاديش جميع الأنشطة الثلاثاء، حيث أغلقت الأكشاك وطلب من اللاجئين التزام منازلهم، تزامنا مع إحياء الذكرى الثالثة للإبادة الجماعية التي تعرضت لها هذه الأقلية المسلمة في بورما.

وفر نحو 750 ألف شخص من هذه الأقلية المسلمة في عام 2017 من عملية تطهير عرقي قادها الجيش وميليشيات بوذية في غرب بورما وانضموا إلى حوالي 200 ألف من الروهينغا لجأوا بالفعل إلى بنغلاديش، إثر موجات من أعمال عنف سابقة.

وأدى التدفق الهائل للاجئين إلى تشكل مخيمات مترامية الأطراف في منطقة كوكس بازار (جنوب شرق بنغلاديش)، مكونة من أكواخ متهالكة مصنوعة من القماش المشمع والخيزران وتمتد على مد البصر حيث يسود الفقر المدقع.

وبسبب وباء كوفيد – 19 لم يتم تنظيم مظاهرات كبيرة في المخيمات، على عكس السنوات السابقة.

وقال مهيب الله، أحد زعماء الروهينغا في المخيمات، “لن تكون هناك تجمعات ولا ذهاب إلى العمل ولا صلاة في المساجد ولا نشاطات لمنظمات غير حكومية أو إنسانية ولا مدارس قرآنية ولا توزيع للمواد الغذائية”.

وأغلقت المتاجر وأكشاك الشاي، التي عادة ما تكون أمكنة للقاءات، أبوابها الثلاثاء في كوتوبالونغ، أكبر مخيم للاجئين في العالم. ودعا مسؤولو الروهينغا مليون لاجئ إلى البقاء في أكواخهم وعدم مغادرتها، ورغم ذلك خرج البعض.

وكُتب على اللافتات المعلقة في المخيم ليوم الاحتفال هذا “أونغ سان سو تشي إرهابية وليست متحصّلة على جائزة نوبل للسلام”، في إشارة إلى الزعيمة البورمية.

750 ألف شخص فروا إلى بنغلاديش عقب عملية تطهير عرقي قادها جيش بورما

وبدأت العمليات الواسعة للجيش البورمي في 25 أغسطس 2017 ، رداً على هجمات مجموعة متمردة من الروهينغا.

وتعزز روايات عن القتل والاغتصاب والانتهاكات الاتهامات بارتكاب “إبادة جماعية” ضد بورما ذات الأغلبية البوذية، حيث يُنبذ مسلمو الروهينغا منذ عقود.

وقال مهيب الله إن الجيش البورمي “قتل أكثر من عشرة آلاف منا. نفذوا عمليات قتل واغتصاب جماعية وأجبروا شعبنا على الفرار من منازله”.

ولا يزال حوالي 600 ألف من الروهينغا في بورما، التي لا تعتبرهم مواطنين بكامل الحقوق، ويعيشون هناك في ظل ما تصفه منظمة العفو الدولية بظروف “الفصل العنصري”.

ويستذكر محمد بشار (30 عاما)، الذي فقد والده وأعمامه خلال عملية التطهير العرقي وأصبح الآن لاجئا في بنغلاديش، حياته في بورما قبل الهجرة الجماعية.

ويقول بشار “لا يمكنني وصف كل المعاناة التي مررنا بها خلال السنوات الثلاث الماضية؛ نعيش في المخيمات كمتسولين ومنبوذين، وغالبًا ما أرى في أحلامي المنزل المظلل بشجرة والأبقار وعائلتي السعيدة”. ووقعت بنغلاديش اتفاقا مع بورما لعودة اللاجئين. لكن الروهينغا يرفضون العودة دون ضمان حقوقهم واعتبارهم مواطنين بورميين بشكل كامل.

وقال براد آدامز من هيومن رايتس ووتش “يجب أن تقبل بورما حلاً دوليًا يوفر عودة آمنة وطوعية للاجئين الروهينغا، فيما يجب ألا تجعل بنغلاديش، التي نعي قدراتها المحدودة، الظروف غير الملائمة بالنسبة إلى اللاجئين الذين ليس لديهم مكان آخر للإقامة”.

وتعتبر بنغلاديش، الدولة الفقيرة في جنوب آسيا، الروهينغا مواطنين بورميين يجب ألا يبقوا على أراضيها. وترفض دكا، عاصمة بنغلاديش، تطوير المخيمات لجعلها أكثر استدامة وتمنع اللاجئين من مغادرتها.

5