فيلمان تونسيان في مهرجانين عالميين

"المدسطني" يشارك في مهرجان نانسي السينمائي و"في بلاد العم سالم" يشارك في مهرجان الفيلم القصير بألكساندريا.
الأربعاء 2020/08/26
سينما تدخل أعماق تونس (فيلم في بلاد العم سالم)

تونس – ستكون السينما التونسية حاضرة بفيلم واحد في مهرجان نانسي السينمائي الدولي بفرنسا الذي سيلتئم من 26 أغسطس إلى 6 سبتمبر القادم، ويشارك في المهرجان الفيلم التونسي الوثائقي الطويل “المدسطني” للمخرج حمزة العوني.

وجاء على الموقع الإلكتروني للمهرجان أن فيلم “المدسطني”، وهو عمل يدوم 114 دقيقة ومن إنتاج تونسي فرنسي قطري مشترك، سيتسابق على جائزة أفضل فيلم وثائقي إلى جانب 11 فيلما آخر من المغرب وفرنسا وفنلندا وبلجيكا والبرتغال وإيطاليا وأرمينيا والمجر.

كما سيتمّ تقديم هذا الفيلم في عرضيْن متتالييْن يوميْ 2 و3 سبتمبر على شاشة مسرح “manufacture”. ويعتبر هذا العمل السينمائي هو الفيلم الطويل الثاني في رصيد المخرج حمزة العوني.

و“المدسطني” مصطلح يعني “المستبعد” أو “المنفي” ويُطلق عليه بالفرنسية “le disqualifié” وبالإنجليزية “the disqualified”، تدور أحداثه بمنطقة المحمدية أحد الأحياء الشعبية الواقعة في ضواحي تونس العاصمة، وفيه يتتبّع المخرج حياة محرز منذ سنة 2005 ولمدة 12 سنة، وهو شاب مُدمن على القمار في سباق الخيل، لكنه أيضا موهوب في مجال الرقص والمسرح.

ويقدم حمزة العوني بطله بما هو شخصية مسكونة بالتناقضات بين الطموح والإحباط والعزيمة واليأس، وهي تشق طريق الحياة بحثا عن المعنى، وقد تجسدت في فترات الدراسة المتقطّعة والتجارب الفاشلة في أوروبا والبطالة والسجن والمشاركة في الأعمال المسرحية ومقاومة دكتاتورية الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وغيرها من المغامرات. وسبق لـ“المدسطني” أن حاز على تنويه خاص من لجنة تحكيم الدورة 51 لمهرجان نيون السينمائي الدولي “رؤى الواقع” بسويسرا، وذلك مطلع شهر ماي الماضي.

"المدسطني" مد وجزر إنساني على مشارف المحمدية
"المدسطني" مد وجزر إنساني على مشارف المحمدية

والمخرج حمزة العوني هو من مواليد سنة 1975 بالمحمدية (محافظة بن عروس). درس بالمعهد المغاربي للسينما ثم في مدرسة الفنون والسينما في تونس حيث تخصص في الكتابة وصناعة الأفلام. أنجز فيلمه الروائي القصير الأول عام 2006 “الحقيقة بالأبيض والأسود”.

وكان “جمل بروطة” (القرط) فيلمه الوثائقي الطويل الأول، إذ تحصّل من خلاله على عديد الجوائز، أبرزها جائزة أفضل مخرج في العالم العربي وجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما “فيبرسكي” في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي (2013)، وجائزة التانيت البرونزي في المسابقة الرسمية للدورة 25 لأيام قرطاج السينمائية (2014)، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في المسابقة الرسمية لملتقى المخرجين التونسيين (2014)، وعديد الجوائز الدولية الأخرى.

وتشهد هذه الفترة أيضا مشاركة فيلم تونسي آخر في محفل دولي، حيث يشارك الفيلم التونسي القصير “في بلاد العم سالم”، للمخرج سليم بلهيبة في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم القصير بألكساندريا (اليونان)، الذي سيقام من 27 إلى 30 أغسطس الحالي.

ويُتابع المخرج سليم بلهيبة، في هذا الفيلم، قصة العم سالم حارس مدرسة في قرية متاخمة لمدينة تونس، يباشر سنة 2013، إجراء إصلاحات على المدرسة بإمكانيات بسيطة استعدادا للعودة المدرسية.

و“يُبادر تلقائيا بالتحول إلى مدينة تونس لجلب علم جديد للمدرسة، بعد أن لاحظ تردي حالة العلم القديم واهترائه. ويجد العم سالم نفسه وسط أزقة المدينة، حيث الإحساس بأن الثورة مغدورة، لازال مخزنا في الصدور”.

15