تطويق تداعيات حادث بحري في مياه الخليج بين إيران والإمارات

التزام إماراتي بنهج التهدئة وعدم الانجرار إلى الاستفزازات.
الجمعة 2020/08/21
الحالة عادية

رغم أن حادثتي الاحتكاك بين الجانبين الإيراني والإماراتي في مياه الخليج جاءتا في ظل أجواء متشنّجة بسبب حدّة المواقف الإيرانية من قرار دولة الإمارات تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، إلاّ أنّه من المستبعد أن تذهب التداعيات المترتّبة عنهما أبعد من مجرّد إصدار المواقف السياسية بشأنهما، خصوصا في ظل ما هو معروف من ميل الإمارات إلى التهدئة وتجنّب التصعيد في مثل هذه المواقف.

طهران - أعلنت إيران الخميس احتجازها سفينة مسجلة في دولة الإمارات، في حادثة مستفزّة جاءت بعد تهديدات صريحة أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني للإمارات إثر إعلانها تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

واحتجّت الحكومة الإماراتية على تلك التهديدات بالطرق الدبلوماسية، لكنّها تجنّبت الردّ على احتجاز السفينة ملتزمة بذلك نهجها المعروف في تجنّب الانسياق وراء الاستفزازات الإيرانية، والذي سبق لها أن طبّقته لدى تعرّض مجموعة من ناقلات النفط لاعتداءات قبالة سواحلها في شهر مايو 2019 صبّت مختلف الترجيحات بأن إيران وقفت وراء تنفيذها.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران احتجزت السفينة التي دخلت مياهها الإقليمية هذا الأسبوع، مضيفة أن خفر السواحل الإماراتي قتل صيادين إيرانيين اثنين في اليوم نفسه.

وكانت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” قد أوردت الإثنين خبرا مفاده أنّ خفر السواحل الإماراتي حاول إيقاف ثمانية قوارب صيد انتهكت المياه الإقليمية للدولة في شمال غرب جزيرة صير بو نعير.

ونقلت عن جهاز حماية المنشآت الحيوية القول “تم تحريك ثلاثة زوارق مطاردة للدعم والإسناد حيث تم التأكد من وجود ثمانية قوارب صيد مخالفة”. وأضافت “قامت زوارق حرس السواحل بمحاولة إيقافها، ولكنها لم تمتثل للأوامر وعليه تم تطبيق قواعد الاشتباك”.

وصعّدت إيران من حدّة خطابها تجاه الإمارات التي تجمعها بها علاقات سيئة لكن هادئة في أغلب الأحيان، وذلك إثر الإعلان عن توصّل الدولة الخليجية إلى تفاهم مع إسرائيل عن توقيع معاهدة سلام تفتح الباب لعلاقات طبيعية وتعاون شامل لكثير من المجالات بين تل أبيب وأبوظبي.

وتعليقا على الخطوة الإماراتية قال الرئيس الإيراني إن بلاده ستتصرّف مع الإمارات “بشكل مختلف” إن هي فتحت أبواب المنطقة لإسرائيل، معتبرا أنّ الإمارات “ارتكبت خطأ كبيرا جدا لا يخدم أمنها”.

إيران صعّدت من حدّة خطابها تجاه الإمارات التي تجمعها بها علاقات سيئة لكن هادئة في أغلب الأحيان إثر إعلانها عن توصّل إلى تفاهم مع إسرائيل

وردا على هذا التهديد استدعت وزارة الخارجية الإماراتية القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية في أبوظبي الأحد وسلّمته مذكّرة احتجاج.

واعتبرت الخارجية الإماراتية في بيان “هذا الخطاب غير مقبول وتحريضيا ويحمل تداعيات خطرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي”.

وبشأن حادثة مقتل الصيادين واحتجاز السفينة، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن بيان وزارة الخارجية القول “الاثنين احتجز حرس الحدود الإيراني سفينة إماراتية وطاقمها بسبب إبحار غير مشروع في مياهنا الإقليمية”. وأضاف “في نفس اليوم قتل خفر السواحل الإماراتي بالرصاص اثنين من الصيادين الإيرانيين واحتجز زورقا”.

كما ورد بالبيان أن الإمارات اعتذرت عن الحادث وأن إيران استدعت القائم بالأعمال الإماراتي في طهران بعد الواقعة للمطالبة بالإفراج عن الصيادين والقارب المحتجز.

وقالت وكالة رويترز إنّ وزارة الخارجية الإماراتية رفضت التعليق على الحادث، لكنّ مصدرا خليجيا “قال إنّ الاعتذار في مثل هذا الحادث أمر وارد، خصوصا وأنّه يتلاءم مع نهج الإمارات القائم على تجنّب الانسياق في صراع بسبب حادث عرضي يمكن تجاوزه”.

وجاء في البيان الإيراني “السلطات الإماراتية أعربت عن أسفها للحادث وأعلنت في رسالة الأربعاء استعدادها لدفع تعويضات”. كما ورد في ذات البيان “إنه تم الإفراج عن القارب الإيراني وطاقمه، فيما تجري الإجراءات القانونية لنقل جثث القتلى”.

3