#شهيدة_الوطن_رهام_يعقوب..استهداف شباب التغيير في العراق

البصرة (العراق) - وجه العراقيون أصابع الاتهام في اغتيال الناشطة البصرية رهام يعقوب إلى ميليشيات مرتبطة بإيران.

ونشط على نطاق واسع هاشتاغ #شهيدة_الوطن_رهام_يعقوب، بالإضافة إلى هاشتاغ #عصابات_المالكي_تقتل_الناشطين، في إشارة إلى رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي “الأب الروحي” للميليشيات. كما نشطت هاشتاغات أخرى على غرار #البصرة_تذبح، و#جبناء_الكواتم.

وتم تشييع جثمان الناشطة العراقية، الطبيبة في مجال التغذية رهام يعقوب، الخميس، التي اغتيلت مساء الأربعاء بنيران مسلحين في مدينة البصرة ضمن ما بدا أنها حملة منسقة لتصفية الناشطين في المدينة الجنوبية التي تعرض فيها ناشطون إلى اعتداءات في الآونة الأخيرة.

وقالت وسائل إعلام عراقية إن مسلحين أطلقوا النار على سيارة كانت تستقلها 4 نساء، ما تسبب في مقتل اثنتين منهن – إحداهما الطبيبة رهام – وإصابة الأخريين. وتبعد مفرزة للشرطة 50 مترا عن مكان الحادثة، كما تتمركز دوريات للمرور والنجدة في التقاطع القريب، لكن القوات الأمنية في البصرة، كما في غالبية المحافظات العراقية، تتعامل عادة مع قضايا الاغتيالات، بوصفها “عمليات أكبر من مسؤولياتها كقوات أمنية”، نظرا للجهات النافذة التي تقف عادة خلف تلكالعمليات. وقال حساب:

HassaneinDakhel@

ميليشيات الغدر تغتال الناشطة الدكتورة رهام يعقوب.. هذا الاستهداف المتعمد لفئة الشباب القادر على التغيير والتأثير في المجتمع مقصود.. رهام ومن اغتيلوا قبلها والذين أسماؤهم وعناوينهم مدرجة بقوائم التصفية يمثلون حلم العراق بالتغيير الذي يقتل كل يوم.. #شهيدة_الوطن_رهام_يعقوب…

وكانت طهران قد حرضت ضد الناشطين في مدينة البصرة بتهمة إثارة أعمال الشغب والعنف خدمة للمصالح الأميركية.

ونشرت وكالة مهر الإيرانية الرسمية، عام 2018 قائمة بأسماء ناشطين عراقيين – بينهم رهام يعقوب – قالت إنهم يندرجون ضمن شبكة تم “استقطابها من قبل القنصلية الأميركية في البصرة” لتنفيذ مصالح أميركا في المنطقة، ومن بينها “استهداف مكانة إيران وتقسيم الشرق الأوسط ولاسيما العراق”.

وجاء في التقرير “عكست أعمال الشغب التي سيطرت على تظاهرات مدينة البصرة العراقية وجود شبكة أميركية الصنع تستهدف مكانة إيران في المنطقة”.

ومن النادر أن تباشر وسائل الإعلام الإيرانية بنفسها إطلاق الحملات ضد المحتجين المناهضين للنفوذ الإيراني في العراق، بل تلجأ غالبا إلى وسائل إعلام على صلة بطهران، وتتخذ من بغداد مقرا لها، كما في حملات التحريض التي استهدفت المتظاهرين في أكتوبر الماضي.

ويقول مراقبون إن فداحة الغضب في محافظات الوسط والجنوب، وتحديدا البصرة عام 2018، دفعت وسيلة الإعلام الإيرانية إلى مباشرة مهمة التحريض على المتظاهرين بشكل مباشر.

وبعد تقرير وكالة مهر الإيرانية، استجابت الجيوش الإلكترونية وصفحات الظل الإيرانية ووسائل الإعلام الموالية لطهران داخل العراق ونشرت بشكل مكثف ضد رهام، والناشطين. ووصف مغرد:

Albayati_80@

وكالة مهر للأنباء الإيرانية.. من هنا بدأ التحريض على اغتيالات الناشطين في البصرة.. “خالي أكو رأس مدبر، ومطايا تنفذ”. #حامي_الأعراض_يقتل_أعراضنا.

والخميس دخلت قناة العالم الإيرانية على الخط ونشرت تقريرا بعنوان “من وراء اغتيال المغدورة رهام يعقوب؟” قال معلقون إنه يصلح أن يكون كوميديا.

وبرر التقرير بطريقة غير مباشرة لاغتيال الناشطة. وأورد تغريدات لناشطين محسوبين على ميليشيا الحشد الشعبي. ونشر تغريدة لمعلق يدعى “أبوغائب الحشدآوي وافتخر” يدّعي ارتباط رهام بالقنصل والسفير الأميركيين.

ثم حاول التقرير تحويل وجهة الموضوع للإيحاء بأن قوات أميركية تقف وراء اغتيال رهام يعقوب.

وتفاعل العراقيون على منصات التواصل الاجتماعي بعد وفاة رهام، ونشروا صورا ومقاطع فيديو عن المظاهرات والمسيرات النسائية التي قادتها بالبصرة، معبرين عن حزنهم وغضبهم الشديدين.

ونشطت رهام في حركة الاحتجاجات المحلية منذ 2018، وقادت العديد من المسيرات النسائية، وهي تظهر في صور ومقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الاحتجاجات. وقال مغرد:

omaralasdee@

“تعرفون ليش يستهدفون هيج بطلات اللي ترعبهم لأن متربين على أن المرأة مكانها المطبخ مو تدرس وتطلع وتتعلم، ويصدح صوتها بنص إخوتها وتطالب بحقها. يريدوها محجبة منقبة تضرب وتهان فقط تبا لربكم (رهبر). آسف على الخسارة الكبيرة #رهام_يعقوب”.

ووصل وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، الخميس، إلى محافظة البصرة جنوبي البلاد، بعد ساعات من اغتيال ناشطة مدنية تزامن مع موجة استهداف لناشطي الاحتجاجات خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الغانمي وصل البصرة على رأس وفد أمني رفيع ضم نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبدالأمير الشمري، ورئيس جهاز الأمن الوطني عبدالغني الأسدي. وأضاف البيان أن الوفد الرفيع التقى بالقادة الأمنيين للوقوف عن كثب على حالات الاغتيالات الأخيرة وغيرها من القضايا الأمنية، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

ومن واشنطن التي وصلها، الثلاثاء، في زيارة رسمية، علق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على اغتيال الناشطة رهام يعقوب على تويتر قائلا:

MAKadhimi@

أقلنا قائد شرطة البصرة وعددا من مدراء الأمن بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، وسنقوم بكل ما يلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها. التواطؤ مع القتلة أو الخضوع لتهديداتهم مرفوض وسنقوم بكل ما يلزم لتقوم أجهزة وزارة الداخلية والأمن بمهمة حماية أمن المجتمع من تهديدات الخارجين على القانون.

والتغريدة انتقدها معلقون وكتب أحدهم:

R2K1R2@

“إقالة؟؟؟ وراح تعطيهم راتب تقاعدي؟؟ شنو هالضحك على العقول… المفروض تبعث قوة تعتقل العيداني ومدراء الأمن والشرطه”.. #عصابات_المالكي_تقتل_الناشطين…

والاثنين، أقال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قائد شرطة البصرة، الفريق رشيد فليح، بعد أيام قليلة فقط من مقتل الناشط، تحسين أسامة.

ويمقت متظاهرو البصرة رشيد فليّح، الذي لم يوجه لهم كلمات للتهدئة بعد مقتل أصدقائهم، بل خرج عليهم بتصريحات يتهمهم فيها بتلقي الدعم من جهات خارجية لأجل خدمة الولايات المتحدة. ولذلك يعلّق المتظاهرون بشكل متكرر صور فليّح إلى جانب علي مشاري قائد قوات الصدمة (وهي قوة تشكلت لمحاربة المخدرات ثم تخصصت لمواجهة المتظاهرين) إلى جانب صورة المحافظ أسعد العيداني، ويطالبون بإقالة الثلاثي.

يذكر أنه قبل أيام، استأنف “المسلحون المجهولون” عملهم بقتل الناشطين في التظاهرات.

واغتيل 5 أشخاص في العراق الأربعاء ورهام يعقوب واحدة منهم.

ويوم الأربعاء، سعى مسلحون مجهولون إلى تصفية ناشطين آخرين، حين حاولوا اغتيال 4 دفعة واحدة منهم زيدون عماد أول معتصم في التحرير، قام بنصب خيمة “نازل آخذ حقي”.

في سياق آخر، ارتفعت دعوات من قبل شخصيات بارزة تطالب الناشطين بالاستعداد لمواجهة حملة الاغتيالات التي “تقودها الميليشيات الموالية لإيران” عبر “حمل أسلحة شخصية للدفاع عن أنفسهم”.

وكتب الشيخ أسعد الناصري القيادي المنشق عن التيار الصدري والناشط البارز في احتجاجات الناصرية عبر حسابه في تويتر:

asaadalnaseri@

الخطوة الأولى حمل السلاح والتدرب عليه بشكل جيد من قبل الجميع. واتخاذ كافة التدابير في أي تحرك بما يفوِّت الفرصة على أهل الغدر والقتلة. وأن تكون هناك لجان أمنية ومعلوماتية تعمل على تأمين سلامة الثوار والناشطين.

لكن ناشطين عارضوا دعوات حمل السلاح مؤكدين أنه “فخ” وهو أكبر ما تتمناه الميليشيات.

وغرد الناشط عمر الجنابي:

omartvsd@

أي غابة أنت يا عراق؟ شيخ، لماذا لا يكون هناك خطابا موجها للعشائر وحثها على التعاون مع المتظاهرين والشرفاء في أجهزة الأمن للوقوف في وجه الميليشيات وفرق الموت؟ يجب تعرية هؤلاء وكشفهم قبل تنظيف المجتمع منهم.