الناشرون التونسيون يطلقون صيحة فزع أخيرة

تونس – أطلق اتحاد الناشرين التونسيين صيحة فزع بسبب ما سماه في بيان له بتهميش قطاع الكتاب، إذ أن كل لجان الدعم المتعلقة بالكتاب متوقفة مثل لجنة دعم الورق ولجنة الشراءات ولجنة صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، كما تم إلغاء معرض الكتاب التونسي وما زال مصير معرض الكتاب الدولي غامضا.
وقد قال محمد رياض بن عبدالرزاق، رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، “تعيش بلادنا على وقع مخلفات الحجر الصحي الذي تسبب رغم دوره الصحي المهم في نتائج اقتصادية وخيمة، ورغم أنّ أغلب القطاعات قد وجدت الدعم والمساندة إلاّ أنّ قطاع الكتاب، وهو القطاع الأكثر هشاشة والأكثر خطورة باعتبار دوره الأساسي في صياغة العقول، يقف اليوم على شفير الهاوية؛ فالمعارض أجّلت والمكتبات وإن استأنفت نشاطها تشكو غياب الحرفاء، حتى أن مداخيلها لا تكاد تغطي المصاريف في انتظار العودة المدرسية”.
وكان الاتحاد يأمل، كما جاء على لسان رئيسه، في محافظة وزارة الشؤون الثقافية على التزاماتها، بل وتدعيمها، ولكنه فوجئ إلى حدّ اليوم بغياب كل أشكال الدعم رغم كثرة الوعود والمسميات. ورغم انقضاء ثلثي العام، لم يصل أي ملّيم من كل أنواع الدعم لأي ناشر، فلا دورة الشراءات التي أقيمت بصفة استثنائية عن بعد منذ أكثر من أربعة أشهر اكتملت بسبب كثرة العراقيل الإدارية، ولا دورة دعم الورق، إذ ما زلنا ننتظر الإمضاء على تقريرها قبل الدخول في دورة إعداداتها، ولم تعقد أي جلسة لصندوق التشجيع على الإبداع، أمّا التوصية بالنشر فلم تنزل إعلاناتها بعد، وأمّا الصندوق المبشّر به، أي صندوق دفع الحياة الثقافية، فرغم كثرة الوعود لم نرَ منه شيئا، بل إنّ الموجة الثانية من كورونا قد وصلت ولم تصل هذه المساعدات.
وتابع عبدالرزاق “في ظل هذه الظروف العسيرة خرجت علينا وزارة الشؤون الثقافية بمبادرة بصمات إبداعية، ورغم تثميننا لأيّ مبادرة لتشجيع الشبّان إلاّ أنّنا نستنكر استيلاء الوزارة على دَوْر الناشرين، ضاربة عرض الحائط بكل وعود المشاركة في اتّخاذ القرارات”.
وأضاف “ما زاد في تعكر الوضع هو إقدام وزيرة الشؤون الثقافية على إلغاء المعرض الوطني للكتاب؛ هذا المكسب الذي طالما ناضل من أجله الناشرون لسنوات طويلة والذي أسهم في تنشيط الحياة الثقافية والتجارية وإدخال الحيويّة على مدينة الثقافة والعاصمة. ونحن إذ نرفض هذا القرار الارتجالي نعلن تمسّكنا به مكسبا وطنيا واستعدادنا لكل أشكال النضال للمحافظة عليه، رغم أننا كنا ننتظر من السيدة الوزيرة المزيد من الدعم لهذا المكسب بمعارض جهوية وإقليمية”.
وتابع “أمّا معرض تونس الدولي للكتاب فرغم أنه لم يتبقّ على موعده غير شهرين إلاّ أنه ما زال يكتنفه الغموض ولم تجتمع هيئته منذ فبراير الفارط ونحن نشكّ في انعقاده ونجاحه إذا انعقد باعتبار استحالة تنظيمه دوليّا”.
في ظل كل هذه الظروف وفي ظل التهميش واللامبالاة التي يشكوها قطاع الكتاب وممثّلوه، عبّر اتّحاد الناشرين التونسيّين في بيانه عن استيائه من “هذه السياسة التي لا تولي الكتاب الأهمية التي يستحقّها، والتي لا تقدّر كمَّ المخاطر التي يواجهها القطاع، ولذا يطلق صرخة فزع لما آلت إليه أوضاع الكتاب والنشر ببلادنا، فقد نجد أنفسنا بعد أشهر إزاء دور نشر مفلسة ومشاريع مغلقة والمزيد من اليد العاملة المسرّحة، والأخطر من ذلك المزيد من تدهور وضع الكتاب التونسي” الذي شهد انتعاشة كبيرة كما ونوعًا في السنوات القليلة السابقة بمجهودات الناشرين والمبدعين.