تهديد تويتر في تركيا مقدمة لحجبه

أنقرة - لوّح فخرالدين ألتون رئيس مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية في بيان بحجب موقع تويتر على خلفية إعلان إدارة موقع التواصل الاجتماعي تويتر الجمعة إغلاق شبكة منسقة قوامها 7340 حسابا إلكترونيا تابعا للجان الذباب الإلكتروني الداعمة لحزب العدالة والتنمية.
ووفق باحثين في ستانفورد، فإن شبكة الحسابات هذه نشرت 37 مليون تغريدة ممجدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ألتون “لقد أظهر هذا التحرك مرة أخرى أن تويتر ليس شركة للتواصل الاجتماعي، بل هو آلة للدعاية ذات نزعات سياسية وأيديولوجية معينة”.
وقال رئيس مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية “نود أن نذكّر شركة تويتر بمصير عدد من المنظمات التي حاولت اتخاذ خطوات مماثلة في السابق”.
وكانت السلطات التركية حجبت موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت في أبريل 2017 بسبب صفحات اتهمتها بإقامة علاقات مع منظمات إرهابية، ولم يُرفع الحجب عن الموسوعة إلا في يناير هذا العام بعد صدور حكم من المحكمة الدستورية التركية.
وسبق لأردوغان أن دخل في معارك مع تويتر لإخضاعه خسرها كلها.
وعام 2014، تعهد رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان بـ”محو تويتر”، وذلك في أعقاب ورود اتهامات بالفساد لأفراد بالدائرة المقربة منه. وكانت تركيا قد منعت مؤقتا الوصول إلى تويتر ويوتيوب خلال التحضير للانتخابات المحلية في شهر مارس 2014.
وقضت محكمة تركية في يوليو 2015 بحجب الوصول إلى موقع تويتر في تركيا على إثر تفجير هز البلاد بسبب فشله في إزالة مواد قبل انقضاء الأربع ساعات، وهي المهلة المحددة من قبل المحكمة، ما أدى إلى حجب الموقع في تركيا. وقال مراقبون حينها إن الحكم مسيّس.
وقال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم “ديفا” علي باباجان، إن اكتشاف أكثر من 7 آلاف حساب يتبع لجان “الذباب الإلكتروني” الداعمة لحزب العدالة والتنمية، أمر لا يليق بمكانة تركيا.
وأعاد علي باباجان الذي انشق عن حزب العدالة والتنمية قبل عام تقريبا وانضم إلى صفوف المعارضة من خلال حزبه الجديد، نشر تصريحات
سابقة له قالها لجريدة “جمهوريت” في 20 أبريل الماضي، حيث أفاد “لا يليق بتركيا أن تدار عن طريق ذباب إلكتروني”.
ورجح الباحث المتخصص في الشأن التركي محمد أبوسبحة أن الحسابات المغلقة تتبع مجموعة “البجع”- بليكان، وهي مجموعة ضغط تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي. وغرد:
و”عصابة البجع” كما يطلق عليها في تركيا، جيش إلكتروني يسعى للتشويش على المعارضين الأتراك، وتلفيق الأكاذيب عنهم، بغية تشويه صورتهم أمام الرأي العام.
ويتردد أن “عصابة البجع” مرتبطة بصهر أردوغان، وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق، ويعتقد أنها تعمل من خلال جريدة “صباح”، ومركز الأبحاث ذي الصلة بالحكومة “سيتا”، ومركز أبحاث آخر يدعى “بوسفوروس غلوبال”.
وقبل شهر أثار إطلاق تشكيل جديد يسمى “حركة أبابيل” على مواقع التواصل الاجتماعي جدلا في تركيا. وحركة أبابيل التي تنشط حاليا على تويتر وتلغرام تأسست يوم 18 مايو الماضي وهدفها شنّ هجمات إلكترونية على معارضي الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويقول مراقبون في العالم الافتراضي “تنتشر روح شبه عسكرية”، ويطالبون بإيقاف البلطجة الإلكترونية المنظمة التي تقوم برعاية حزب العدالة والتنمية.
ووفق كريم ألتاي، نائب رئيس قسم مكافحة الجرائم الإلكتروني، في تركيا يستخدم حوالي 59 مليون شخص، أي 72 في المئة من سكان تركيا، الإنترنت، 52 مليونا منهم لديهم حسابات نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول إلتاي إن حوالي 44 مليون تركي يصلون إلى شبكات التواصل الاجتماعي باستخدام الأجهزة المحمولة.