بغياب مسلحي حزب الله، إعلاميوه يتولون قمع الصحافيين

أثار اعتداء مراسل قناة الميادين على مراسل آخر وصحافية النهار، لمنعهم من تغطية تجمع مناصري حزب الله وحركة أمل وهم يهتفون “شيعة شيعة”، حاملين العصي والسكاكين على مقربة من الاحتجاجات التي شهدتها بيروت، موجة استنكار واسعة في لبنان، وأظهر أن إعلاميي حزب الله لا يختلفون عن مسلحيه في ثقافة القمع.
بيروت - تولى مراسل قناة “الميادين” الموالية لحزب الله، مهمة منع فريق تلفزيوني من تغطية المظاهرات في بيروت، وقام بالاعتداء على مراسل “صوت بيروت” وصحافية بجريدة “النهار” توثق الحدث، في حادثة أثارت غضبا واسعا في لبنان لتحول إعلاميي حزب الله إلى أدوات للقمع ينضافون إلى أدواته الأخرى لإسكات أصوات منتقديه.
وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق اعتداء مراسل قناة الميادين عباس صباغ، على مراسل صوت بيروت إبراهيم فتفت، محاولا منعه من استكمال التغطية للمواجهات التي حصلت وسط بيروت، بحجة أن ما يقوله غير دقيق.
والسبب الذي دفع صباغ إلى محاولة منع زميله من التغطية، هو أن تجمع مناصري حزب الله وحركة أمل وهم يهتفون “شيعة شيعة”، يضمّ حاملين للعصي والسكاكين على مقربة من الاحتجاجات التي شهدتها بيروت.
وأثناء الاعتداء حاولت مراسلة جريدة النهار أسرار شبارو، تصوير ما يقوم به صباغ ولكن الأمر أزعجه فأقدم على شتمها وتهديدها بالضرب ومحاولة منعها من التصوير، والمفارقة أن صباغ هو زميل شبارو كذلك في جريدة النهار منذ فترة طويلة.
وأفاد متابعون أن هذه الحادثة لم تكن الوحيدة في هذا المكان، فكانت هناك محاولات ترهيب أخرى تجري خلف عدسات الكاميرا، ضحاياها مراسلون أرادوا نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض من ترهيب وشتائم بحق المحتجين.
وعلقت الإعلامية ديما صادق في تغريدة على حسابها في تويتر، “الدولار بـ 4000 ليرة، الناس على أبواب مجاعة، الدولة سرقت أموالنا، والحل؟ سب معتقدات الآخرين. ثقافة حزب الله وأمل فعلت ما هو أخطر بكثير من قمع حرّيتنا. لقد شوّهت عقول ناسهم. يا لخجلنا مما أوصلتمونا إليه”.
وحاول مراسل الميادين إنكار حادثة الاعتداء على زملائه، لكن مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز”، أكد رواية الاعتداء التي وثقتها عدسات المصورين.
وقال المنسق الإعلامي في المركز جاد شحرور إن “الاعتداء حصل وهو موثق بمقاطع مصورة، وشهادات الصحافيين الذين كانوا في موقع الحادث”.
وأضاف شحرور أن المؤسسة تُعنى برصد انتهاكات حرية الصحافة والثقافة من ناحية، والدفاع عن حقوق وحرية التعبير للصحافيين والمثقفين من ناحية أخرى، وهي “لا تنشر أي نوع من الأخبار أو التغريدات إذا لم يتم التأكد من صحتها 100 في المئة ومقاطعة المعلومة عبر أكثر من مصدر”.
وأوضح راديو صوت بيروت على موقعه الإلكتروني، أن هذا الاعتداء الذي قام به مراسل قناة الميادين يُظهر مستوى المهنية الذي يمتلكونه والكراهية التي يعملون على أساسها، ويُظهر مستوى بيئة حزب الله وكيف يقوم الجهاز الإعلامي المتمثل بمراسليه بالاعتداء على الصحافيين لمجرد اختلاف الرأي ووجهات النظر”.
وأشار الراديو إلى أن هذا الأمر “يضعنا أمام سؤال ألا وهو أين يُمكن أن نجد العيش المشترك مع أمثال هذه البيئة التي تقوم على الإلغاء والقمع والاعتداء على الآخرين بسبب آراء وأفكار”.
وأكدت إدارة الراديو أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمقاضاة مراسل قناة الميادين والمصور المرافق له.
كما أفادت مصادر من صحيفة النهار اللبنانية، أنها ستتخذ قرارا حاسما خلال الساعات المقبلة بشأن هذا التصرف الذي صدر عن صباغ.
وتعتبر قناة الميادين الممولة من طهران إحدى الأذرع الإعلامية في المنطقة، وتنتهج خطا مواليا لحزب الله وما يعرف بمحور المقاومة، وبعد طريقتها في تغطية الاحتجاجات اللبنانية التي بدأت في أكتوبر الماضي، قدم الإعلاميان سامي كليب ولينا زهرالدين استقالتهما من القناة.
ورجحت مصادر أن الاستقالة جاءت اعتراضا على طريقة تعاطي الميادين مع أخبار ثورة 17 أكتوبر في لبنان، وثورات العراق وإيران.
وربطها البعض باستقالات مجموعة من الصحافيين من جريدة الأخبار الموالية أيضا لحزب الله، واتخذت موقفا مناهضا للحراك الشعبي أيضا.